يرقد الفتى قسام نضال كعبي (15 عاما) في غرفة العناية المكثفة في مستشفى رفيديا في مدينة نابلس، في انتظار إدخاله لغرفة العمليات؛ لإخراج رصاصة معدنية مغلفة بالمطاط استقرت بجفن عينه اليمنى.
الفتى كعبي خرج برفقة شبان من مخيم بلاطة والمنطقة الشرقية في نابلس؛ لصد اقتحام المستوطنين برفقة جيش الاحتلال لمقام يوسف شرق المدينة، اليوم الأربعاء، فدارت مواجهات عنيفة، أصيب خلالها برفقة سبعة آخرين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فيما أصيب شاب آخر بالرصاص الحي، والعشرات بالاختناق.
وقد تعرض كعبي وآخرون لإطلاق نار مباشر من قوات الاحتلال قرب المقام. "جنود الاحتلال تعمدوا قتلي بإطلاق الرصاص من مسافة قريبة على رأسي"، يضيف الكعبي للوكالة الرسمية
كعبي الذي ترك المدرسة والتحق بمعهد لتعلم مهنة الحلاقة، يطمح بأن يعيش بأمن وسلام مع عائلته وأبناء مخيمه، إلا أن جرائم الاحتلال والمستوطنين تفرض عليهم أن يهبوا لمقاومتهم ومنعهم من اقتحام المقام، "فالمقام لنا وليس لهم، هذه أرضنا".
ويقع مقام يوسف المتاخم لمخيم بلاطة في منطقة مكتظة بالمنازل والمدارس، ويشكل منطقة احتكاك ومواجهات دائمة بين الشبان وقوات الاحتلال الذين يحمون المستوطنين الذين يقتحمون المقام باستمرار؛ لأداء طقوس تلمودية.
ومنذ بداية العام الجاري، اقتحم المستوطنون المقام 12 مرة، بحماية وحراسة من جيش الاحتلال، أصيب خلالها عشرات الشبان الفلسطينيين.ويشير نضال كعبي والد الفتى قسام، إلى أن أطفال المنطقة الشرقية في نابلس وشبانها، اعتادوا على مواجهة الجيش في كل مرة يقتحمون المقام فيها، مؤكدا أن "الأطفال والشباب خط الدفاع الأول عن المقام".
ويوضح اخصائي طب وجراحة العيون د. عنان مطر أن "الوضع الصحي للفتى كعبي مستقر، حيث أصيب برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط، واستقرت في جفن عينه اليمنى، وسيتم إجراء عملية له اليوم، لإخراجها بالتعاون مع طبيب الأعصاب".
وشهد المقام اشتباكات عنيفة خلال السنوات الماضية، أدت لاستشهاد عدد من الفلسطينيين ومقتل جنود إسرائيليين، خاصة عام 1996، وكذلك خلال انتفاضة الأقصى عام 2000.