أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن قوات الاحتلال تستخدم القوة المفرطة، والتنكيل الشديد، بحق القاصرين الفلسطينين، الذين تم اعتقالهم مؤخرا، والذين تجاوز عددهم خلال 10 أيام الى أكثر من 300 معتقل.
وأفاد المحامي لؤي عكة في بيان صدر عن الهيئة، اليوم الأحد، الذي زار عددا من الأسرى القاصرين في سجن "عوفر"، بأن علامات الضرب والإهانة تظهر بشكل واضح وكبير على وجوههم وأجسادهم، ما يدل على التنكيل الشديد الذي تعرضوا له خلال عمليتي الاعتقال، والاستجواب في التحقيق.
وأوضح عكة، أن الطفل القاصر فوزي الجنيدي (16 عاما) من الخليل، والذي انتشرت صورته على مستوى العالم، وهو مقيد اليدين، ومعصوب العينيين بين 23 جنديا إسرائيليا، أفاد بأنه وفي لحظة اعتقاله ضربه أحد الجنود بسلاحه على وجهه قبل أن يجتمع عليه 12 جنديا، ويتناوبوا على ضربه على كافة أنحاء جسده بشكل هستيري، ومن ثم تم نقله الى نقطة عسكرية قريبة، وهناك أجلسوه على الأرض المليئة بالمياه الباردة لأكثر من ساعة، وكان الجنود يدوسون على أصابعه واكتافه ويشتمونه طوال الوقت، قبل نقله إلى سجن عوفر.
وأشار إلى أن الطفل أحمد فارس الشواهين (14 عاما) من مدينة يطا، تعرض هو الآخر للضرب الشديد من قبل 6 جنود، هجموا عليه عند مدخل المدينة، وقاموا بلكمه في وجهه، وأقدامه حتى سالت منها الدماء، ثم نقلوه الى نقطه عسكرية بأحد الجيبات، وخلال الطريق كانوا يدوسون على رأسه، ويضربونه بعنف، ويشتمونه بأقذر المسبات.
وأكد تشابه الإفادات لكل من الأسير عامر عبد العال (17 عاما) من الخليل، والطفل فاروق عطاونة (14 عاما) من الخليل، والأسير منتصر حروب من مدينة دورا، الذين تعرضوا للضرب بأعقاب البنادق والسحل على الأرض، ولكمهم على مناطق الوجه، والرأس، والكلى بصور عنيفة، ومتعمدة، لإلحاق أكبر قدر من الأذى بأجسادهم، إضافة الى تعرضهم للضرب، والإهانة خلال التحقيق، وحرمانهم من النوم، وتناول الماء، والطعام لساعات طويلة، قبل نقلهم للسجون، وتفتيشهم تفتيشا عاريا.
وفي السياق أكد محامي الهيئة حسين الشيخ، الذي زار عشرات المعتقلين الجدد في مركز توقيف "عتصيون" خلال الأيام القليلة الماضية، بأن إفادات المعتقلين تؤكد تعرضهم للضرب بالسلاح على وجوههم، والدعس عليهم بالبساطير، وضربهم بشكل مبرح في مناطق عدة بالجسم، والتحقيق معهم في ظروف قاسية وصعبة للغاية.
وكشفت الهيئة، أن 99% من الذين اعتقلوا مؤخرا تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي خلال لحظة الاعتقال، أو الاستجواب في مراكز التحقيق، أو خلال نقلهم بالآليات العسكرية.
ولفتت الى أن ما تقوم به قوات الاحتلال يشكل انتهاكات جسيمة، وخرقا واضحا لقواعد القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، مطالبة المجتمع الدولي والهيئات الأممية بالتدخل لوقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته المتصاعدة، والعمل على توفير حماية دولية للفلسطينيين.