مرض الفيل يلازم شاب فلسطيني منذ 7 سنوات ...قدمه وصل وزنها الى 100 كيلوغرام

شاب مصاب بمرض الفيل

منذ أكثر من ثلاثة أسابيع متواصلة، يرقد الشاب صلاح البلبيسي "24" عاما داخل مشفى الشفاء بمدينة غزة على أمل منحه تحويلة للعلاج بالخارج من مرض يسمى "مرض الفيل" الذي أصيب به منذ أكثر من سبع سنوات، فهو لا يستطيع الحركة إلا بمساعدة الآخرين، وتضخم قدمه اليسرى التي وصل وزنها لأكثر من 100 كيلو غرام حرمته النهوض من مكانه، ترى الألم في وجهه الذي اعترته الأحزان..

لم تتوقف معاناته هنا فقد حرم طفولته التي لم ير خلالها سوى الأطباء والممرضين من حوله، حيث أصابته حمى شوكية وهو صغير السن كانت سببا في إصابته بنسبة معينة من "تخلف عقلي" جعله لا يمارس حياته كباقي أقرانه، فكان رهين مرضه وحبيس منزل عائلته منذ ذلك الوقت.

"مرض الفيل"

يقول شقيقه عز الدين البلبيسي،: "إن صلاح يعاني من مرض داء الفيل وهو مرض يصيب خلايا الدم ويتسبب في تضخم القدمين وصعوبة في وصول الدم إليهما، وبدأت معاناته تزداد مع خروج الإفرازات من القدمين، وهو ما استدعى ذهابه إلى المشفى بشكل شبه يومي من أجل سحب تلك الإفرازات الناتجة عن الالتهابات".

ويصل وزن صلاح ما يقارب 220 كيلو غراما، ولا يستطيع الحركة من مكانه سوى بمساعدة شقيقه أو والده من أجل قضاء حاجته، يسير بصعوبة ولا يتمكن من المشي لمسافة بعيدة بسبب ثقل قدميه.

ويضيف شقيقه: "شخَص الأطباء حالة صلاح بوجود مرض في الجهاز اللمفاوي، وهذا لا يوجد له أي علاج في غزة، فقط في دول متقدمة لتوسيع الأوردة، وقمنا بناء على ذلك بعمل أول تحويلة لعلاجه خارج القطاع ولم يتم الرد علينا، ثم طلبنا تحويلة ثانية ومن ثم ثالثة ولم يوافينا أيضا أي رد".

وبتابع بحسرة وألم: "قبل ستة أشهر أخذنا صلاح إلى مستشفى غزة الأوروبي حيث يتابع حالته الصحية أحد الأطباء هناك، وتم إجراء عملية لقدمه اليمين بسبب موت الأنسجة فيها وتضخم المنطقة التي تصل للركبة حيث أصبحت متعفنة وهو ما استدعى وجود فتحة بين القدمين بعد العملية".

وأوضح أنه بعد إجراء عملية للقدم اليمين تضررت القدم الأخرى، وهو ما استدعى الأطباء لإجراء عملية أخرى لإزالة "كيس التهابات" بسبب الإفرازات، حيث تم إخراج 4 لتر من الإفرازات من قدمه اليسرى، لكن رغم ذلك تعود المياه للقدم وتزيد معاناته.

مصروفات لا تتوقف

ويعمل والد صلاح موظفا في وزارة التربية والتعليم، ويصرف معظم راتبه الشهري على المشافي والمرافقين والعلاج لابنه المريض، فما يلبث أن يترك المشفى ويذهب لمنزله من أجل الراحة والهدوء والالتقاء بعائلته، حتى يعود للمستشفى مجددا حاملا معه همومه ومعاناته وآلامه التي لا تريد أن تتوقف.

وعن كيفية التعامل مع صلاح ونقله للمشفى في كل مرة في ظل ثقل جسده كاملا، يشير شقيقه إلى أنه يتم نقله بسيارة خاصة، وهو يرقد الآن بمستشفى الشفاء بمدينة غزة، ووفق ما ذكره الأطباء فإن حالته تستدعي العلاج المركز لكي يتعافى، حيث أن حالته تتطور وتتدهور وتتضاعف، وهو ما يستلزم مكوثه في المشفى لأيام متواصلة أو لأسابيع بهدف سحب الإفرازات والتخلص من الالتهابات.

ولا تتأثر حالة صلاح النفسية بشكل كبير، لكن شقيقه عز الدين الذي يهتم به كثيرا ويقوم بمساعدته في قضاء حاجاته الضرورية هو من يتأثر جدا بمرض أخيه الذي لا يريد أن يفارقه، فتراه يجلس بجانبه يبكي ألما وحسرة وهو يناجي ربه ويدعوه بصمت على أمل أن يرأف المسئولين في الحكومة الفلسطينية بحالة شقيقه ومساعدته في الحصول على تحويلة خروج لإنهاء مرض شقيقه الذي سرق منه طفولته وشبابه.

وتناشد عائلة البلبيسي, الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الصحة د. جواد عواد إلى ضرورة مساعدة العائلة في علاج ابنها المريض الذي تتدهور حالته وربما يفارق الحياة بسبب تضاعف المعاناة يوما بعد يوم.

طبيعة المرض

وداء "الفيل" أو "الفلاريا" هو أحد الأمراض التي تصيب الغدد الليمفاوية، ويسبب التهابات في الأوعية الدموية الطرفية، وهو مرض معد ونادر ولكنه ليس مرضاً مميتأ، ويؤدي إلى تضخم وكبر المنطقة المصابة، ويصيب عادة الأطراف أو الرأس أو الجذع، ويسبب ذلك الالتهاب ديدان الفلاريا الطفيلية التي تنتقل عن طريق العدوى إلى أوعية الجهاز الليمفاوي بجسم الإنسان، ويعتبر البعوض المسبب الأول للعدوى من شخص إلى آخر.

ويتسبب ذلك المرض في العديد من الصعوبات والمعوقات للمصابين به، تتمثل في صعوبة الحركة والتنقل من مكان لآخر، فضلاً عن التشوه الذي يصيب الأطراف خاصة السفلية من الجسم.