حتفلت مدينة بيت لحم، مساء اليوم الجمعة، بإضاءة شجرة ميلاد الحرية للأسرى القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي أمام مقر الصليب الأحمر، التي أصبحت عرفا سنويا ثابتا تحرص عليه هيئة شؤون الأسرى والمحررين تزامنا مع أعياد الميلاد المجيدة.
وأوضحت الهيئة، في بيان لها، أن إضاءة الشجرة يأتي كرسالة محبة وسلام متجددة من مهد المسيح عليه السلام لكل مكونات المجتمع الدولي والإنساني، مفادها أنه حان الوقت لكسر الصمت ولجم إسرائيل وتحقيق العدالة والحرية لشعب فلسطين وأسراه.
وتابعت أن إضاءة شجرة الحرية للأسرى هذا العام تم بحضور شعبي ورسمي ومجتمعي متميز، بمشاركة رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، والمطران عطا الله حنا، ورئيس بلدية بيت جالا نقولا خميس، وأمين سر حركة "فتح" في المحافظة محمد المصري، وجمعية الأسرى المحررين، إضافة إلى ممثلين عن الأجهزة الأمنية وعائلات الأسرى، وأسرى محررون، ومجموعة الكشافة الباباوية من بيت جالا التي انطلق الحفل بعزفها للنشيد الوطني الفلسطيني.
وقال قراقع في كلمته، "إننا وبإضاءة هذه الشجرة، نرسل رسالة الأسرى وعائلاتهم من مدينة المهد والسلام، إلى العالم والمجتمع الدولي وقداسة البابا، من أجل التدخل والتحرك العاجل، لوضع حد لجنون الاحتلال الإسرائيلي في قتل أبناء الشعب الفلسطيني وتدنيس مقدساته وتعذيب أبنائه المستمر في السجون"، داعيا كل أحرار الأرض إلى "مشاركتنا هذه الأعياد في العام المقبل دون حواجز الاحتلال ومستوطناته وإجرامه الظاهر في عيون جنوده ودباباته المصفحة التي تشوه كل حياتنا".
وبعث قراقع تهانيه للشعب الفلسطيني عامة، والمسيحيين في الأراضي المقدسة خاصة، لمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، مؤكدا أن "أعيادنا الحقيقية لا تكون إلا بالإفراج عن أسرانا وإنهاء الاحتلال وعودة المبعدين، وأن هذه الشجرة بمثابة وفاء لمن غيبتهم السجون عن هذه الأيام المقدسة".
من جانبه، أكد المطران عطا الله حنا أن المسيحيين والمسلمين في خندق واحد في الدفاع عن فلسطين وعروبتها وحرية أسرانا، مضيفا أن ما يحدث بالقدس من مساس بالمقدسات مجزرة وحرب حقيقية تنفذها كل مكونات الاحتلال الإسرائيلي، كما وجه التهاني للأسرى وعائلاتهم لمناسبة الأعياد المجيدة، ودعا للصلوات من أجلهم لتخفيف من آلامهم وأوجاعهم على أمل أن تتحقق حريتهم.بدوره، وجه خميس تحية لكل الصامدين في غياهب السجون، مؤكدا "أننا سنبقى نضيء هذه الشجرة طالما لم تُبيض السجون، وأن أسرانا حاضرون في كل أعيادنا وتفاصيل حياتنا".
والتف الجميع حول الطفلة نور أحمد المغربي، ابنة الأسير المحكوم بالمؤبد، الذي انتصر على السجان، وأراد أن يحول تلك النطفة إلى فلسطينية تقهر المحتل باسمها وبصورة والدها التي لا تفارقها، فكانت نور المغربي التي حملها الجميع لتنير شجرة ميلاد الحرية للأسرى، لتضيء عتمة السجن على والدها وعلى سبعة آلاف أسير من إخوانه ورفاقه.