القبيلة التي راح 240 من أبنائها ضحايا مجزرة العريش

الهجوم على مسجد في سيناء

رام الله الإخباري

لم تكن السواركة هي القبيلة الوحيدة من قبائل سيناء التي يستهدفها الإرهابيون وتنظيماتهم، وعلى رأسهم داعش، فقد استهدفوا قبائل أخرى من قبل مثل الترابين والرميلات، لكن "السواركة" كانت القبيلة التي سقط الكثير من أبنائها في المواجهة مع الإرهاب.

تعتبر السواركة أكبر قبائل سيناء، وتنتشر فروعها أيضاً في فلسطين، وسواحل البحر المتوسط والأردن.تشير بعض المعلومات التاريخية إلى أن أصل القبيلة يعود للصحابي الجليل عكاشة بن محصن بن حرثان من بني غنم، أحد بطون بني أسد.يتواجد أفراد القبيلة في شمال سيناء وفي مدنها الرئيسية رفح والشيخ زويد وبئر العبد والعريش وفي قرى الجورة والزوارعة والظهير والتومة والقريعـة، قرية الطويل، والميدان، السبيل بمركز ومدينة العريش، وقرية الروضة بمركز بئر العبد، وقرية التومة بالشيخ زويد، وأبو شنار برفح، كما يسكنون قرية نجع شبانه بمركز ومدينة رفح.

وينتمي أغلب أفراد القبيلة للطرق الصوفية، ومن أشهر رجالهم الشيخ عيد أبو جرير، الذي توفي في جزيرة سعود بالشرقية بعد أن نزح من سيناء عقب حزيران/يونيو عام 1967، ثم خلفه شقيقه منصور أبو جرير.

الشيخ عيد أبو جرير أحد أبرز رجال القبيلة هو المؤسس الأول للطريقة الصوفية في سيناء، ولد عام 1910 لأبوين من عشيرة الجريرات أحد بطون السواركة، وسلك المنهج الصوفي عام 1957 حين التقى بأحد مشايخ الطرق الشاذلية بفلسطين، ووضع البذرة الأولى للصوفية في سيناء وتحديداً بقرية التومة بالشيخ زويد، وهذا هو السبب الأول لعداء الدواعش والإرهابيين للقبيلة فهم يرون "السواركة" مؤسسة للصوفية في سيناء.

أما الأسباب الأخرى لعداء الإرهابيين للقبيلة فيكشفها البرلماني المصري إبراهيم أبو شعيرة، أحد شيوخ القبيلة وممثلها في البرلمان، حيث قال لـقناة العربية  إن الإرهابيين لم ينجحوا في التمدد بصعيد مصر لتماسك عائلات الصعيد وترابطها، لذا توجهوا إلى سيناء أملاً في استغلال التمدد الجغرافي الواسع ولمحاولة شق الصفوف بين القبائل لتوفير ملاذات آمنة لهم، ولذلك بدأوا في زرع الفتن بين القبائل ومحاولة استمالتها، فعلوا ذلك مع قبيلة الرميلات التي لم تنطلِ عليها أكاذيبهم وخططهم فخاضوا مواجهات معها، وتبعها قبيلة الترابين، حيث خاضت الترابين معارك عنيفة معهم وكبدتهم خسائر فادحة، وأخيرا توجهوا صوب السواركة لمحاولة شق صفها فلم يفلحوا، وفوجئوا بتماسك القبيلة وتوحدها مع قبائل سيناء في القضاء على الإرهاب، وتعاونها مع قوات الجيش والشرطة لمواجهتهم ومن هنا قرروا الانتقام.

وأضاف أبو شعيرة أن القبيلة أصدرت في أيار/مايو الماضي بياناً شديد اللهجة ضد داعش أكدت فيه أنها تؤمن بأن التنظيم في سيناء هو "امتداد سرطاني لداعش الأم في المنطقة".وذكر أن قبيلة السواركة قررت أن تشارك القوات المسلحة في المواجهة العسكرية مع الإرهابيين، وأكدت أن رجالها كانوا في طليعة المشاركين على أرض العمليات العسكرية وقدموا التضحيات.

واقترحت القبيلة أن تكون مواجهة الإرهاب شاملة وممتدة حتى القضاء النهائي عليه، وإعلان سيناء منطقة خالية من الإرهاب، كما اقترحت تشكيل قيادة مشتركة مركزية للقبائل تعمل بالتنسيق مع القوات المسلحة، وتغيير قواعد الاشتباك العسكري مع الإرهابيين بالتعاون مع تشكيلات القوات المسلحة العاملة على مسرح العمليات، وعمل تعبئة إعلامية منظمة ومدروسة يديرها خبراء من أبناء القبائل.وقال البرلماني المصري إنه منذ تاريخ صدور ذلك البيان والقبيلة تشارك في المواجهة ضد الإرهاب، ولذلك قرر الإرهابيون الانتقام، فاختاروا قرية الروضة ومسجدها لتنفيذ مخططهم.

وأرجع البرلماني سبب اختيار القرية لسببين: الأول أن القرية يتمركز فيها أفراد القبيلة، كما أن النازحين الذين لجأوا إليها قادمين من الشيخ زويد من عناصر القبيلة أيضاً، وكل أفراد القرية ينتمون للطرق الصوفية والمسجد يعتبر أبرز مساجد الطريقة الجريرية. والآخر أن القرية تحيطها منطقة جبلية يسهل للإرهابيين الاختفاء فيها، والانطلاق منها لتنفيذ عمليتهم، ثم الهروب إليه.

وكشف البرلماني المصري نقلاً عن أحد شهود العيان أن المنفذين "ومن لهجتهم تبين أنهم ليسوا من أبناء سيناء"، كما أن شاهدة عيان أخرى على الحادث قالت لهم إن أحد الإرهابيين أزاح أطفالاً بيديه وأوقعهم على الأرض وأفرغ فيهم الرصاص.وأضاف البرلماني أن أفراداً من القبيلة وقبائل أخرى قرروا تأدية صلاة الجمعة القادمة في مسجد الروضة، وتوصيل رسالة للإرهابيين أن إرهابهم لا يخيف أحداً.

 

العربية نت