قال جهاز أمن الدولة اللبناني إن الممثل المسرحي زياد عيتاني اعترف أثناء التحقيق معه بجرم التخابر والتعامل مع إسرائيل، بعد إلقاء القبض عليه يوم الجمعة في العاصمة بيروت.وكان الأمن اللبناني قد أعلن أنه ألقى القبض على عيتاني للاشتباه بأنه يتجسس لصالح إسرائيل بعد أشهر من رصد اتصالاته وتحركاته داخل وخارج البلاد.
ووفق بيان أصدرته مديرية أمن الدولة، اعترف عيتاني بإعطاء الإسرائيليين تقارير بشأن ردود فعل الشارع اللبناني بعد التطورات السياسية خلال الأسبوعين الماضيين.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر أمني رفيع قوله إن عيتاني اعترف بالاتصال بضابطة إسرائيلية في دولة أجنبية كانت قد طلبت منه معلومات تتعلق بالتخطيط لاغتيال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق والوزير السباق عبد الرحيم مراد.وأشار المصدر إلى أن عيتاني اعترف بوجود تحويلات مالية من الضابطة الإسرائيلية التي كان من المفترض أن تلتقيه في لبنان بعد أن تدخل بجواز سفر أجنبي.
وقالت مصادر مقربة من عائلة عيتاني إن قوة من جهاز الأمن العام دهمت منزله في العاصمة بيروت صباح الجمعة، واقتادته هو وزوجته إلى مقر مركز الجهاز للتحقيق معهما.
صدمة فنية
وقد خلّـفت القضية صدمة لدى جمهور عيتاني ومن تعاون معه في مسرحياته، في حين انتقد آخرون لجوء الأجهزة الأمنية إلى تعميم هذه المعلومات قبل مثوله أمام القضاء.
ونقلت مراسلة الجزيرة في بيروت إلسي أبي عاصي أن قضية عيتاني هزت الوسط الفني والثقافي في لبنان، نظرا لكونه ممثلا مسرحيا معروفا على المستوى الوطني، وينحدر من بيئة اشتهرت بالعداء لإسرائيل.وأوضحت أن الأدلة كشفت أن المخابرات الإسرائيلية جندت عيتاني قبل عامين وكلفته بمتابعة تحركات بعض المسؤولين اللبنانيين من خلال التقرب من معاونيهم.
كما كشفت التحقيقات أن المخابرات الإسرائيلية كلفت عيتاني بتشكيل نواة فنية تروج للتطبيع بين لبنان والدولة العبرية.يشار إلى أن زياد عيتاني اشتهر بنقل حكايات الناس البسطاء إلى المسرح، وقال في مقابلة مع الجزيرة قبل سنتين "همي أن أحافظ على جمهوري والمصداقية التي نقدمها بطروحاتنا من دون ادعاء أو تكبر أو ادعاء أننا نعالج مشاكل اجتماعية عميقة".