حملة تشويه وتشهير بحق أصغر رئيسة بلدية في فلسطين ومحاولات لحجب الثقة عنها

حملة تشويه وتشهير بحق أصغر رئيسة بلدية في فلسطين

رام الله الإخباري

لم تتوقع الشابة يسرى بدوان (26 عاماً) من بلدة عزون قضاء قلقيلية، أن تستمر حملة التشويه والانتقادات والاتهامات ضدها منذ توليها رئاسة بلدية عزون، قبل خمسة شهور وحتى يومنا هذا، كأحد وسائل الضغط عليها، من أجل إجبارها عنوة على مغادرة البلدية وإعلان استقالتها، ليس لسبب سوى أنها أنثى في مقتبل العمر خاضت المعركة الانتخابية وانتصرت بجدارة، وأثبتت قدرتها على النهوض بمجتمعها، في ظل مجتمع ذكوري لا يتقبل فكرة أن تكون زمام القيادة بيد النساء.

ومؤخراً، صدمت الشابة بدوان بتوجه عدد من أعضاء مجلس بلدي عزون، لتنفيذ اقتراح بحجب الثقة عنها، رغم سعيها المتواصل لإثبات قدرتها على قيادة البلدية وخدمة البلدة وأهلها، في ظل ما تتعرض له من هجوم وضغوطات لم تتوقف بالمطلق بحقها، "حسب قولها".

وحول اقتراح الحجب والممارسات التي تحاك ضدها، قالت الشابة يسرى بدوان:" منذ قيامي بتولي رئاسة البلدية واستلام مهام عملي وأنا أتعرض لحملة تشهير وهجمة إلكترونية شرسة هدفها تشويه سمعتي، بالإضافة لإطلاق العديد من الشائعات، والتي اتهمتني بالاختلاس وغيرها، ناهيك عن اتهامي بعدم امتلاكي الخبرة والكفاءة والقدرة على إدارة وقيادة البلدية.

وأضافت: "بتاريخ 12-11 تم الإقدام على عقد جلسة للمجلس البلدي لتنفيذ اقتراح حجب ثقة غير قانوني بحقي، تحت حجج ومبررات غير صحيحة و"ملفقة" و"كاذبة" (حسب وصفها) من أجل إبعادي عن مهام عملي وإجباري على التنحي وإعلان الاستقالة، بحجة أنني فتاة صغيرة بالعمر ولا أمتلك الخبرة الكافية وغير قادرة على إدارة شؤون البلدية واتخاذ القرارات، رغم أنني حققت العديد من الإنجازات التي تصب في خدمة بلدة عزون وأهلها.

واسترسلت بالقول:" أنني لا أزال على رأس عملي كرئيسة لمجلس بلدية عزون، وأمارس مهام عملي.

وأكدت الشابة بدوان، أن قيام عدد من أعضاء المجلس البلدي بحجب الثقة عنها، يأتي فقط بهدف تنفيذ أجندات شخصية بعيدة عن المصلحة العامة، وخدمة المواطنين والاستيلاء على منصب رئيس البلدية لا أكثر.

وأضافت الشابة بدوان: "منذ خمسة شهور وأنا أخوض حرباً ضروساً ضدي، في محاولة لكسر إرادتي ومنعي من تحقيق أي إنجاز كوني أنثى"، مؤكدة أن مسلسل إفشال البلدية وهدمها لا يزال متواصلاً وعلى مدار 12 عاماً لبلدة لا تزال تعاني الأمرين من الاحتلال وممارساته.

وشددت الشابة بدوان على أنها ستتصدى لكافة الضغوطات والممارسات التي تتعرض لها بالعمل الدؤوب والجهد المتواصل والإنجازات المثمرة، وأنها ستبقى تقاوم حتى الرمق الأخير، وستصمد على رأس عملها إيماناً منها بقدرتها على النهوض بمجتمعها وخدمته وتقديم كافة الخدمات له.

وكانت الشابة بدوان، وفي محاولة للتصدي لإقتراح حجب الثقة، وبتاريخ 21-11-2017 قد أصدرت بياناً صحافياً موجهاً للرأي العام تسلمت "دنيا الوطن" نسخة منه، أكدت خلاله أنها ومنذ اللحظة الأولى التي تسلمت بها رئاسة المجلس البلدي، كانت قد أولت المصلحة العامة أهمية قصوى، وقدمت كل ما بإمكانها لخدمة البلدة ومواطنيها، رغم تعرضها لضغوطات هدفها منعها من تحقيق أي إنجاز، بالإضافة لتعرضها لإبتزاز كونها فتاة في مقتبل العمر.

وأضاف البيان: "أن الإجراءات التي قام بها مجموعة من أعضاء المجلس البلدي لحجب الثقة غير قانونية"، مشيراً إلى أن ما يمر به مجلس بلدي عزون منذ زمن ليس بقريب ما هو إلا سياسة ممنهجة لهدم البلدية لصالح تحقيق أهداف شخصية بعيدة عن المصلحة العامة.

وأضاف البيان: "أن المشاريع الحيوية المتوقف العمل بها وهي عديدة وعلى رأسها مشروع المستشفى هي نتاج عمليات الهدم المتكررة للبلدية".

وناشدت الشابة بدوان ومن خلال البيان كافة الشرفاء من أبناء بلدتها عزون ومحافظة قلقيلية، وكل الجهات المعنية التدخل الفري والعاجل لوقف مسلسل الهدم المتواصل للبلدية حفاظاً على مصلحة البلدة والسلم الأهلي.

وأكدت على أنها تحت طائلة القانون، وأنها مستمرة بالقيام بمهام عملها الموكلة إليها بشكل طبيعي وفي إطار القانون.

من جهته، وخلال اتصال هاتفي قامت به مراسلتنا في قلقيلية، رفض الأستاذ رياض حنون نائب رئيس بلدية عزون التعقيب على موضوع حجب الثقة وإدلاء أي معلومة عبر الهاتف، في حين عقبت رقية سليم عضوة مجلس بلدي عزون بالقول:" أنا لم أقرأ البيان ولم أطلع عليه، وموضوع حجب الثقة "وارد" نتيجة وجود خلافات لا أستطيع التصريح بها بين الرئيس والأعضاء".

ورغم دعم عضوة المجلس البلدي للأنثى باعتبارها قادرة على العطاء وتسلم زمام القيادة، إلا أنها أكدت على أنها مع اقتراح حجب الثقة، قائلة: "وأحتفظ بالأسباب لنفسي".

هذا وكان قد نفذ ليلة أمس في عزون اعتصام تضامني مع يسرى بدوان رئيسة بلدية عزون، تم خلاله إشعال إطارات السيارات، احتجاجاً على اقتراح حجب الثقة. 

 ومنذ توليها زمام رئاسة بلدية عزون، استطاعت الشابة بدوان إيجاد الحلول للعديد من المشكلات الموجودة "حسب قولها" ومنها: إعادة المنحة المخصصة لإنشاء طابق ثانٍ للعيادة الصحية، والبدء بإنشاء غرف صفية لمدرسة فاطمة غزال الأساسية، وإكمال مشروع توسعة المخطط الهيكلي، وتجهيز طابق بمساحة 280م مربع للبدء بمشروع الطابو، وجلب محكمة التسوية لتصبح محكمة مركزية بالبلدة، والقيام بحملة نظافة واسعة استهدفت البلدة كاملة، بالإضافة إلى توظيف عدد من عمال النظافة والعديد من الإنجازات الأخرى التي تضاف لسجل نجاحها.

جدير بالذكر، أن الشابة بدوان خريجة تخصص هندسة كهربائية من جامعة فلسطين التقنية خضوري منذ العام 2012.

 

دنيا الوطن