رام الله الإخباري

يجلس مازن دويكات (64 عاما)، بالقرب من هاتف المنزل، فيما يتفقد هاتفه النقال بين الفينة والأخرى، علّه يسمع ما يطمئن باله على صحة ابنه الأسير محمد دويكات، بعد أن سمع خبرا بفقدان بصره نتيجة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال.الأسير دويكات (30 عاما) من بلدة بلاطة شرق مدينة نابلس، لم يكن مضى على خطبته عشرة أيام عندما اعتقله جيش الاحتلال من منزله بتاريخ 16-12-2016 ، ولم يكن يعاني من أية أمراض، حسب ما أكد والده.

"كان يجهز بيته ويضع اللمسات الأخيرة، من أجل إقرار موعد زفافه، إلا أن قوات الاحتلال اقتمحت المنزل منتصف الليل، وقتلت الفرحة المنتظرة، بدعوى أن محمد يمارس التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي"، يقول دويكات

"من يومها والبيت على حاله"، يضيف الوالد.لم تسمح سلطات الاحتلال لأي من أقاربه الذكور بزيارته منذ اعتقاله، لكنها تسمح لوالدته بزيارته، وكذلك خطيبته، مرة كل ثلاثة أشهر.في الزيارة الأخيرة لوالدته قبل شهر تقريبا، لاحظت احمرارا في عيني محمد واصفرارا في ووجهه، وعند سؤاله عن السبب، أجاب أنه يشعر بألم وحرقة في العينين، وعند مراجعته عيادة السجن أعطوه مسكنا فقط.

ويقول الوالد: قبل أسبوع كانت زيارة مقررة لوالدته، إلا أن اتصالا ورد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر الصليب الأحمر يفيد بإلغاء الزيارة، لأن محمد في عيادة بمدينة العفولة نتيجة تدهور بصره بسب فايروس ولم يعد يرى شيئا؛ بسبب تلف في شبكية العين والتأخر في العلاج.

عام قارب على الانتهاء، والاسير دويكات معتقل في سجن "جلبوع" الإسرائيلي، ولم يصدر حكم بحقه حتى اللحظة.الأسير دويكات، ليس الأول الذي يفقد بصره داخل سجون الاحتلال، فقد كتب الأسير محمد إبراش، من مخيم الأمعري في رام الله، رسالة لشقيقه قبل سنوات قال فيها "لا تقل لأمي بأني صرت أعمى، هي تراني وأنا لا أراها، أبتسم وأتحايل عليها على شباك الزيارة عندما تريد أن تريني صور إخوتي وأصدقائي وجيران الحارة، فهي لا تعرف أني أصبحت كفيفا بعد أن دب المرض في عينيّ حتى غزت العتمة كل جسدي.. لا تقل لها بأني أنتظر عملية جراحية لزراعة القرنية منذ سنوات، ولكن إدارة السجن تماطل ثم تماطل..".

وتفيد إحصاءات نادي الأسير الفلسطيني، بأن أكثر من 700 أسير في سجون الاحتلال يعانون من أمراض مختلفة، بينهم 200 أسير يعانون من أمراض تصنف بأنها خطيرة وبحاجة إلى مستشفيات، فيما يقبع 11 أسيرا في عيادة سجن الرملة منذ سنوات، غالبيتهم من الجرحى والمصابين، ومنهم من لا يقوى على الحركة.ويؤكد نادي الأسير أن العلاج الأول الذي تقدمه العيادات في السجون هو "المسكنات"، وهي وصفة لجميع الأمراض.

 

وفا