في العام 1993، بدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتفكير بالاحتفال بيوم التسامح الدولي، واتخذت قرارا يحمل الرقم (126/ 48)، يدعو إلى اعتماد العام 1995، حيث أصبح تقليدا سنويا تجدد فيه شعوب العالم التأكيد على أهمية التسامح والعفو والصفح، وتعزيز الاحترام بين الدول والشعوب، لترسيخ مفهوم السلام والمحبة ومحاربة الكراهية والبغض والضغينة.
وجدد المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، الذي انعقد في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 1995، من خلال مبادرة طرحها، تأكيده على أهمية تنفيذ القرار والبدء بالاحتفال بيوم التسامح الدولي.وفي الثاني عشر من كانون الأول من العام 1996، أصدرت الأمم المتحدة قرارا يحمل الرقم (95/ 51)، ودعت من خلاله الدول الأعضاء فيها إلى الاحتفال بـ"اليوم العالمي للتسامح" واعتبار الـ16 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، يوما للاحتفال بالمناسبة، حيث اعتمدته الدول الأعضاء وصار "إعلان مبادئ التسامح الأممي".
وتؤكد الأمم المتحدة في هذا اليوم عن التزامها في دعم التسامح من خلال تعزيز التفاهم المتبادل بين الثقافات والشعوب، وتحقيق حياة أفضل للإنسانية بغض النظر عن دياناتهم وجنسياتهم وعرقهم ولونهم وثقافاتهم، وفتح باب الحوار والتعاون المشترك بين الشعوب.
والتسامح هو ما يحتاجه العالم في هذه الأوقات، التي تسود فيها الحروب والنزاعات والتطرف والعنف وازدياد الصراعات والتمييز، وعدم الاعتراف بحقوق الآخرين.
كما أن جملة المبادئ التي أوردها "إعلان اليونسكو" حول التسامح يؤكد ضرورة "الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا، ولأشكال التعبير، وللصفات الإنسانية لدينا، ويتعزز هذا التسامح بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير والمعتقد".
والتزاما بقرار الأمم المتحدة، فإن العديد من الشعوب العالمية بما فيها العربية والإسلامية، تحتفل في يوم التسامح الدولي، من خلال إقامة الأنشطة والندوات والمحاضرات والمؤتمرات والمعارض التي تكرس هذا المفهوم والموجهة نحو المؤسسات التعليمية وعامة الجمهور، كما يقوم الأمين العام للأمم المتحدة، ومدير منظمة اليونسكو بإرسال رسالة تثمن دور التسامح في إرساء قواعد السلام والأمن والاستقرار في العالم.
وأطلقت الأمم المتحدة حملة أسمتها "معا" وتهدف إلى تعزيز التسامح والاحترام والكرامة في جميع أنحاء العالم، والحد من المواقف السلبية خاصة تجاه اللاجئين والمهاجرين بهدف تعزيز التكافل الاجتماعي بين الدول والمجتمعات المضيفة واللاجئين والمهاجرين، على حد سواء.
كما أنشأت "جائزة اليونسكو- مادانجيت سنغ" لتعزيز التسامح واللاعنف، والتي يتم من خلالها منح مكافأة مالية كل عامين إلى أشخاص أو مؤسسات أو منظمات تميزوا بقيامهم بمبادرات جديرة بالتقدير بوجه خاص، على مدار عدة سنوات، ترمي إلى تعزيز التفاهم وتسوية المشكلات الدولية أو الوطنية بروح من التسامح واللاعنف.