غداً الذكرى الخامسة للحرب الاسرائيلية على غزة

الحرب الاسرائيلية الثانية على قطاع غزة

رام الله الإخباري

في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2012، شنّت إسرائيل حرباً على قطاع غزة، أطلقت عليها اسم "عامود السحاب"، فيما أسمتها حركة  "حماس" بـ"حجارة السجيل". وتعتبر هذه الحرب، التي استمرت لمدة 8 أيام، الثانية التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة خلال الأعوام الـ(10) السابقة، بعد الحرب الأولى التي شنتها نهاية ديسمبر/كانون أول 2008. 

واندلعت الحرب عقب اغتيال الطائرات الإسرائيلية لـ"أحمد الجعبري"، قائد كتاب "عز الدين القسّام"، الجناح المسلّح لحركة "حماس"، مساء ذلك اليوم، بينما كان يستقلّ سيارته وسط مدينة غزة. وجاء اغتيال "الجعبري"، تنفيذاً لقرار اللجنة الوزارية المصغرة للشؤون الأمنية الإسرائيلية (كابينت)، الذي اتخذته سراً في صبيحة 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، على الرغم من التوصل إلى مسودة اتفاق تهدئة مع المقاومة بوساطة مصرية، آنذاك. 

وبعد ساعات من الاغتيال، توعّدت كتائب القسام إسرائيل برد قاسٍ قائلةً:" إن إسرائيل فتحت أبواب جهنّم على نفسها".وأعلنت إسرائيل عن أهداف تلك الحرب، عبر مسؤولين رسميين فيها، حيث تتمثل في "وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية، ومنع المقاومة من تغيير قواعد الاشتباك، واستعادة هيبة الردع للجيش الإسرائيلي". 

وركزت إسرائيل، خلال العملية العسكرية، وفق مراقبين، على تدمير "قواعد إطلاق الصواريخ ومخازن الأسلحة، وكل ما يتعلق بالبنية العسكرية لفصائل المقاومة". وخلال الأيام الثمانية من الحرب، استخدمت الطائرات الحربية الإسرائيلية القنابل الثقيلة من وزن طن. كما ارتكب الجيش الإسرائيلي سلسلة من المجازر التي أودت بحياة عائلات كاملة؛ مثل عائلة الدلو التي تعرّض منزلها بمدينة غزة لغارة حربية إسرائيلية، راح ضحيتها 11 فرداً. 

وقال جيش الاحتلال  إنه استهدف 980 منصة صاروخية موجهة تحت الأرض، و140 نفقًا أرضيًا لتهريب البضائع والأفراد، و66 نفقًا للمقاومة الفلسطينية، إضافة إلى استهداف 42 غرفة عمليات تابعة لـ"حماس" و26 موقعا لتصنيع الصواريخ والقذائف المحلية. 

وهدمت إسرائيل 200 منزل بشكل كامل، خلال هذه العملية، ودمرت 1500 منزل بشكل جزئي، إضافة إلى تضرر عشرات المساجد وعدد من المقابر والمدارس والجامعات والمباني والمؤسسات والمكاتب الصحفية. وأسفرت تلك العملية العسكرية عن استشهاد  162 فلسطينيًا بينهم 42 طفلاً و11 سيدة، وإصابة نحو 1300 آخرين بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. 

ومن جانبها، قصفت كتائب "عز الدين القسّام"، لأول مرة مدينتي القدس وتل أبيب داخل إسرائيل، بصواريخ محلية الصنع. وأعلنت "القسام" حينها عن تمكنها من قصف مواقع وبلدات إسرائيلية بـ 1573 قذيفة صاروخية. بينما قالت إسرائيل إن الحرب تسببت في مقتل 6 إسرائيليين (2 عسكريين، 4 مدنيين)، وإصابة 240 جريحاً. 

زيارة داود أوغلو لغزة 

وخلال الحرب، زار وزير خارجية تركيا، في ذلك الوقت، أحمد داود أوغلو، مدينة غزة، برفقة وفد من وزراء الخارجية العرب، ترأسه أمين عام الجامعة العربية (آنذاك) نبيل العربي. 

ودخل داود أوغلو غزة، قادما من مصر، عبر معبر رفح البري، وزار مشفى الشفاء، وتزامن ذلك مع وصول قتلى وجرحى، جراء الغارات الإسرائيلية. والتقطت عدسات الكاميرات، صورا للمسؤول التركي وهو يجهش بالبكاء، ويحاول مواساة ذوي الضحايا. 

ولم يتوقف القصف الإسرائيلي لغزة، خلال زيارة الوفد. وقال داود أوغلو في تصريحات صحيفة، وقتها، إن بلاده "ستدعم الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس". ووجه حديثه للفلسطينيين في غزة قائلا:" ليشهد الله علينا أننا لن نترككم، آلامكم آلامنا.. وقدركم قدرنا.. ومستقبلكم مستقبلنا". واعتبر أن وجوده في غزة هو بمثابة "رسالة أن التاريخ والضمير الإنساني لن يغفر لإسرائيل ما تفعله، مهما حاولت تبرير ما تفعله". 

 

الاناضول