تحدّث الامين العام لحزب الله حسن نصر الله عصر اليوم خلال المراسم التي يقيمها حزب الله بمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين ويوم شهيد حزب الله وتطرّق إلى آخر المستجدات على الساحة اللبنانية والاقليمية، مذكّرا أن "رئيس حكومة لبنان محتجز في السعودية وممنوع حتى اللحظة من العودة الى لبنان".
وقال نصرالله: "منذ يوم السبت الماضي تم إدخال لبنان في أزمة سياسية ووضع لبنان أمام مرحلة مهمة وخطرها يرتبط تقديره بيد اللبنانيين"، لافتاً إلى أن "المرحلة كانت جيدة جداً وتم انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وكان العمل على القانون الانتخابي والتحضير للانتخابات وإقرار الموازنة والتعيينات. وكنا نعيش بأمن واستقرار لا مثيل له الشعب اللبناني كان يعيش براحة نفسية".
وأردف: "فجأة وبضربة واحدة تقوم السعودية باستدعاء رئيس الحكومة على عجل وبلا معاونيه ومستشاريه ويذهب ويتم إجباره على تقديم الاستقالة وتلاوة البيان المعد من قبلهم"، مؤكدا ان هناك "تدخل علني غير مسبوق لإجبار رئيس الحكومة على الاستقالة وجميع اللبنانيين باتوا على علم ويقين بذلك من خلال المعطيات، وبعد تقديم الاستقالة يفرض على رئيس الوزراء اللبناني الإقامة الجبرية ويمنع من العودة إلى لبنان!".
وقال: "نحن في حزب الله نعتبر أن إهانة رئيس الحكومة اللبنانية هي إهانة لكل لبناني حتى لو كنا نختلف في السياسة لأن ذلك إهانة لكل لبنان وندين التدخل السعودي السافر في الشأن اللبناني الداخلي، وعلى السعودية أن تطلق سراح الحريري ويجب أن يعمل اللبنانيون على إعادته"، وأضاف: "نضم صوتنا إلى كل اللبنانيين والى كتلة المستقبل بالدعوة لعودة رئيس الحكومة إلى لبنان، وليأتي الحريري إلى لبنان وليقول ما يشاء وليفعل ما يشاء".
واكد اننا نحن نعتبر أن الاستقالة غير صحيحة وغير قانونية وحصلت بالإكراه ولم تقع ولا نعتبرها موجودة وبالتالي فالحكومة هي دستورية وقانونية وليست تصريف اعمال، واوضح ان الحكومة لا تستطيع أن تجتمع نعم لكن هي ليست مستقيلة، واشار الى انه غير مقبول الحديث عن استشارات نيابية جديدة وهذه رغبة الأدوات والمتآمرين.
وطالب اللبنانيين بأن يقفوا مع الإدارة الحكيمة لرئيس الجمهورية في هذه الأزمة، واكد ان هذه الإدارة استطاعت أن تفوت المؤامرة وتحافظ على الاستقرار، موضحا ان الذين تآمروا على لبنان يجب أن يعيدوا حساباتهم لأنهم وقوعوا بالخطأ.واشار الى ان وحدة اللبنانيين أساسية ويجب التواصل الدائم بين اللبنانيين، واعتبر ان هذه الوحدة تحفظ بلدنا، واوضح انه في ظل هذه الحرب الشعواء يجب أن نقف مع بعضنا البعض ونتجاوز الخلافات.
وتطرق نصرالله إلى ان ما أشاعته قناة "العربية" حول محاولة اغتيال للرئيس الحريري وحول أجهزة التشويش على طريق المطار، ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية اللبنانية نفت ذلك ولكن "العربية" استمرت في هذه الاخبار وهو ما ورد في البيان الذي تلاه الرئيس الحريري وكتب في السعودية، مشدداً أن هذا الأمر خطير إذ يوحي بإصرار على هذه الفرضية وأن هناك من يتحدث ومصّر بالحديث عن وجود اغتيالات سياسية ولذلك يجب التنبه لهذه الأخبار.
وحول عدوان اسرائيلي على لبنان قال الامين العام لحزب الله ان ليس هناك فرضيات لوجود حرب اسرائيلية وكل المعطيات لا تدل على ذلك مع أن هناك ضغوطات سعودية لكن العدو يعلم أن هناك كلفة غالية جداً جداً لهذه الحرب، واوضح ان الإسرائيلي يمكن أن يضغط من خلال بعض الدول أو يبحث عن الفتنة في لبنان.
ولفت نصرالله إلى أنّ السعودية طلبت من اسرائيل ضرب لبنان وهي حاضرة لأن تقدّم ملايين الدولارات، موضحاً انها طلبت خلال عام 2006 ضرب لبنان وحرضت على بقاء الحرب الاسرائيلية ضد لبنان، معتبراً انها اعلنت الحرب على لبنان وليس على حزب الله فقط.
هذا ولفت الأمين العام لحزب الله إلى "الغضب السعودي الشديد الموجه إلينا"، وقال: "نحن نتفهم غضبهم لكن لا نتفهم ردة فعلهم وأسلوبهم المهين، عليهم ان ينظروا إلى سوريا حيث كان لهم أمال عريضة وفشلوا واليوم في البوكمال داعش إلى نهايتها، وكذلك في العراق أُحبط مشروعهم، وفي اليمن ليس هناك انتصار أو انجاز بل حصار بري وبحري وجوي وجرائم. الأمم المتحدة وضعت السعودية على لائحتها السوداء بقتل الأطفال وليس حزب الله الذي وضعهم، ومن بيان إدانة لما يحصل من مجازر يغضب السعودي من حزب الله".
وأردف: "السعودية تتهم حزب الله وقد وصلت الدقة لدى المخابرات السعودية بالقول أن إيران أدخلت صاروخ باليستي إلى اليمن وتسمله حزب الله وأطلقه على السعودية، وهنا أؤكد أن اليمنيين يصنعون هذه الصواريخ والطائرات المسيرة والسيد الحوثي القائد الشريف والشجاع عندما يقول ذلك فإنه يصدق".
وأكد اننا اليوم نحن في أخر مراحل القضاء على داعش وأمامنا أسابيع لننتهي منها في سوريا والعراق، وأوضح انه اليوم نعيش بفضل الشهداء في لبنان الاستقرار والأمن ونعيش بعزة وكرامة، مشيرا إلى "الحركة العالية التي شهدها مطار بيروت والمعابر الحدودية وهذا يعني دليل راحة وأمن وكان هناك مشهد ايجابي بفضل تعاون وإرادة كل القوى السياسية".وختم: " ما يحصل هو عقاب للبنان لأنه بلد حر لا يخضع للاملاءات الخارجية وإذا كانوا يريدون معاقبة حزب الله أستطيع أن أقدم لهم خطة من دون معاقبة الشعب اللبناني".