مستشاره: أدركنا أن هناك خطراً على حياة الحريري بعد تعطل أجهزة الرقابة بين حراسه

مستشاره: أدركنا أن هناك خطراً على الحريري بعد تعطل أجهزة الرقابة بين حراسه

رام الله الإخباري

شكل إعلان استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري المفاجئ من السعودية حدة الصراع المتنامي بين طهران والرياض، ويثير الخشية من تصاعد التوتر في الداخل اللبناني ومن مواجهة إقليمية على أراضي هذا البلد الصغير والهش.

وفي خطوة مفاجئة، أعلن الحريري في خطاب متلفز بثته قناة (العربية) السعودية السبت، استقالته من منصبه الذي عين فيه بحكم تسوية سياسية بين الفرقاء اللبنانيين، حاملاً على كل من إيران وحزب الله.

وقال عبد الغني كبارة، أحد مستشاري رئيس الوزراء اللبناني المستقيل، سعد الحريري، إن هناك خطراً كبيراً على حياته لذلك فهم يفضلون بقاءه في السعودية هذه الفترة، مشيراً إلى أن الحريري ظل عاماً كاملاً يتفادى الدخول في صراعات مع حزب الله خاصة في بعض الأمور الشائكة مثل تدخلات الأخير في شؤون الدول العربية مثل البحرين واليمن والعراق.

 واضاف، أن السبب المباشر الذي أدى إلى الاستقالة هو لقاء الحريري مع مستشار المرشد الايراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، الذي أوضح الاخير فى تصريحات متناقضة بعد اللقاء أن قوى لبنان متماسكة ولكنه عاد وأوضح أن طهران هي من تحكم لبنان وتسيطر على الوضع بها كما تسيطر على العراق وسوريا واليمن، موضحا ان هناك حرب باردة ستقوم بين طهران والرياض، إلا انهم فى لبنان خاصة قوى 14 أذار على مناداة القوى العظمى مثل روسيا وأمريكا للتوافق على عدم جر لبنان إلى مستنقع الأزمات.

واكد ان هناك العديد من السيناريوهات تنتظر لبنان، ربما التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، وربما السيطرة على الوضع الاجتماعي تماما، موضحا ان الرئيس ميشال عون لم يستقبل بعد الاستقالة دون توضيح السبب، إلا أنه من المفترض ان يجمع الكتل النياببة ويقوموا بالتصويت وأكثر شخص يحصل على أصوات يقوم بتشكيل الحكومة.

وأشار إلى أن الحريري أدرك تماما ان حياته فى خطر بعدما تم تعطيل أجهزة التواصل والمراقبة بين حرسه عندما خرج قبل أيام وبعد لقاء ولايتي في بيروت وتم تعطيلها وعندما لاحظ الامن ذلك عندما فشل فى التواصل بينهم البعض قرروا سفره للسعودية واتخاذ القرار من هناك، مؤكدا ان هذا تحديدا حدث مع والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عند اغتياله عام 2005.

في البداية، كنا نريد معرفة ماذا يحدث الآن من تطورات وأصداء استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الواقع اللبناني الآن؟

- الوقع اللبناني كلنا تفاجأنا بالذي حدث دون استثناء، وبالطبع أن السبب المباشر للاستقالة هي زيارة مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، على أكبر ولايتي في لبنان والاجتماع الذي حدث مع الحريري، أما الأسباب الغير مباشرة هي تراكمات الممارسات العديدة قبل الاستقالة منذ عام، وأهمها العلاقة المرتبطة بإيران وبعض القوى السياسية فى لبنان، وعلى رأسهم حزب الله طبعا.

في آخر جلسة جمعتكم، هل كان واضح عليه شيئا غير واضح حول محاولات اغتيالات، أو مشاكل القوى السياسية داخل الحكومة التي تحمل أفكار متناقضة من شأنها شل عمل الحكومة في البلاد؟

-تحدثنا عن بعض أعضاء الحكومة الذين يعرقلوا عمل الحكومة ويتركون بعض المواضيع تطرح فى مجلس الوزراء مثل الأمرو الاجتمعية والحياتية للمواطنين، ولكنهم كانوا يعرقلون دائما الحديث عن الأمور الشائكة مثل تدخل حزب الله فى بعض الشؤون الداخلية لدول عربية بعينها، وكان الحريري يحاول تفادي الخوض فى تلك المشاكل بسبب الاختلافات وعدم الوصول إلى نزاعات.

هل نستطيع أن نوصف إذا الاستقالة بالكرامة بالنسبة لحريري أكثر منها إرادة؟

-ليست كرامة بالمعنى املعروف، ولكن هو يحافظ على مصير بلد، لأننا اليوم فى منطقة مشتعلة بسبب التدخل الفارسي، ولكن كان من المنتظر ان تترك القضايا الشائكة إلى الحلحلة التي كنا نعلم أنها قيد الحل بمنطقة الشرق الأوسط وخاصة الدول التي فيها نزاعات عسكرية مثل وسوريا والعراق وغيرها، ولكن تدريجيا بدات الأمور تأخذ منحنى مختلف خاصة بعد تصريحات "ولايتي" بأن القرار في لبنان أصبح إيرانيا وهذا شئ غير مقبول، وهذه الاستقالة احرجت إيران وحزب الله وكل من كان متوقع بأنه تمكن من السيطرة على القرار اللبناني لأنهم وجدوا أنفسهم محتلين دون أن يدروا ذلك.

إذا هذا هو واقع الاستقالة؟

-نعم لأن الواقع العربي أصبح واضحا وهو أن الصراع أصبح عربي –إيراني، والحريري نأى بلبنان عن تلك الصراعات، وهذا كان مطلب لقوى 14 أذار، الذين أكدوا أنهم عليهم أن يكونوا في الحياد فى كافة قضايا المنطقة، وهذا ما أنقذ لبنان الفترة الماضية كثيرا من خوضها صراعات لا دخل بها حتى لا يتم زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.

من كلامك يتضح لنا ان ولايتي هو من يحكم لبنان؟

-ليس لدى اليقين ومعلومات عن ما جرى فى الاجتماع بين الحريري وولايتي لأن الحريري لم يتحدث مع أحد وذهب إلى السعودية سريعاً، ولكن ما عرفته بعد ذلك أن الاجتماع لم يكن مريحا، حتى ولايتي كانت تصريحاته متناقضة من جهة أشاد بديمقراطية لبنان وتوحيد قوى 8 أذار و14 أذار، ولكنه عاد وقال أن إيران أصبحت صاحبة القرار في 4 عواصم عربية، بأن انتصار لبنان على الإرهاب هو انتصار للمقاومة المتمثلة فى حزب الله من وجهة نظرهم.

وكيف ترون الاستقالة من السعودية بدلا من لبنان، هل إعلانها من الرياض مؤشر على إعلان حرب باردة بين طهران والرياض؟

-بصراحة لدينا قناعة فى تيار المستقبل وحلفاءه، لولا قناعتهم بضرورة ضرب الإرهاب أينما كان بغض النظر إلى أى طائفة ينتمي لما كان هناك انتصارات واضحة، ولكن الرياض وطهران لا ينتظرون استقالة الحريري لإعلان حرب باردة فالحرب بينهم موجودة منذ زمن، والسعودية تدعم دائما الجيش اللبناني، وإيران تدعم جماعات إرهابية، والسعودية ساعدت فى دحر الإرهاب دائما، ونحن نعلم أن فى لبنان القوى الأمنية كافة هي التي تكشف الأعامل الإرهابية قبل وقوعها.

إذا نستطيع القول بأنه الاستقالة ربما تشعل المنطقة بين القوتين الإقليمتين طهران والرياض خاصة في لبنان لأن الآن نحن أمام فراغ سياسي كبير في الدولة اللبنانية؟ ربما إيران تضع بديل ، ربما السعودية تريد وضع بديل كيف ستكون السيناريوهات؟

-هناك العديد من السيناريوهات، ولكن الاستقالة ربما تكون أحد الأمور التي يجب ان يحسب لها حساب، وسنرى كيف ستتعامل حزب الله الفترة المقبلة، لنكتشف ماذا يخبئون للسياسة اللبنانية؟

من بديل الحريري إذا؟

-القوى السلمية يجب ان تجتمع تحت رعاية دار الفتوى، ليكون لها موقف واحد يعبر رأي جماعي ويكون لها كلمتها.

الحكومة الآن وفق الدستور اللبناني غير شرعية، هل تسببت الاستقالة فى زلزال سياسي في لبنان ربما تكون تداعياته أخطر مما كان يتصور الحريري؟

-الموقف اليوم نجن بانتظار قبول رئيس الجمهورية ميشال عون استقالة الحريري، وعندما يقبل، يصبح أمام الرئيس هو تعيين وزير فى مجلس الوزراء فى حكومة تصريف أعمال،  وبعدها جمع الكتل النياببة والبدء بالتصويت ليفوز أحد ما ومن ثم يقوم بتشكيل حكومة.

على ذكر الحديث عن رئيس الجمهورية ميشال عون، لماذا يخشى الحريري العودة إلى لبنان رغم دعوته من عون، ليتبين مقتضى الاستقالة؟

-عون يريد ان يتكلم مباشرة مع الحريري ليعرف منه ظروف واسباب الاستقاله، قبل أن يقبل بها، ولكن نحن نشعر بخطر دائم على الحريري خاصة بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها بعد خروجة من بيت الوسط، إلى مكان أخر، حيث يصبح الاتصال بين الحرس الخاص به متواصلا إلا أن تم قطع الاتصال وعندما تم الكشف عن ذلك، سرعان ما تم إلغاء المشوار الذي كان يذهب إليه، خاصة وأن هذه الطريقة التي اغتيل بها والدة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

لكن الناس مستاءة من اتهام بعض معارضين الحريري بانه من الجبن أن لا يعود إلى لبنان ويواجه كل المشاكل بشجاعة مثل والده، مثلما طالبه بها مستشار وزير الخارجية الإيرانى، حسين شيخ الإسلام، الذي تمني لو أن الحريرى تحلى بالحكمة التى تحلى بها والده، واحترم عزة الشعب اللبنانى وحفظها بتقديم استقالته من لبنان وليس من دولة أخرى؟

-طبعا كلنا نعرف ان هناك خطر على حياته بشكل دائم، الأمور الاستباقية التي حدثت له فرضت وتفرض على الأمن بالحفاظ على حياته في أوضاع مماثلة، بعدما لمح لها الحريري بشكل واضح بكلمته لذلك في مقتضيات الأمر تمنع عودته للبنان.

*وزير الدولة السعودي للشؤون الخليجية، ثامر السبهان، هل كان له دور رئيسي في استقالة سعد الحريري خاصة بعدما كان ينادي دائما بتشكيل تحالف دولي وعربي ضد حزب الله وأذرع إيران في المنطقة؟

- طبعا استقالة الحريري كانت محاولة، لاقناع العرب بان يتحالف مثلما طالب السبهان، لمحاربة الاحتلال الإيراني للبنان، لأن واقع لبنان وتركيبته السياسية واختلافاتنا الداخلية، ولكن طبعا هذا الموضوع يمكن نقتلعه إلى حد معين، ولكن عندما تفصح الأمور، تشكل واقع إحتلال إيراني للبنان والسيطرة على قراره فهذا غير مقبول ولابد من تشكيل تحالف عربي ودولى ضد هذا الاحتلال.

*إيران وبعض أنصار حزب الله ترى ان سعد الحريري هرب وترك لبنان، والشارع اللبناني خاصة بعض الفنانين يرون أن أبن البلد يجب ان يدافع عن أرضة ولا يتركها لإيران، ما رأيكم في هذه الأراء هل الحريري هو من أفسح لهم تلك الاتهامات التي يراها البعض لديكم سخيفة؟

-هذا كلام من نمط جديد أصبحنا نسمعه من إيران، وبشكل رئيسي، وجود الحريري في السعودية يضع أجوبة على امور كانت غير واضحة، والسعودية تعتبر بلد الحريري فا هو لم يذهب إلى مكان غريب، ووجودة في السعودية يوضح نتيجة تدخلات إيران فى لبنان، ورسالة للعرب لما يطلبه لبنان لتوحيد كافة الأطراف العربية امام التدخل الفارسي في لبنان.

*ما وضع حزب الله الآن وسط التغلغل الإيراني، وهل سنرى تصعيد عسكري بينها وبين إسرائيل، وهل اصطياد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينيامين نتنياهو ووزير دفاعه افيجدور ليبرمان فى الماء العكر مثلما نقول، عندما باركاو الخطوة ليقولوا للعالم هذا ما كنا نتهم به حزب الله وإيران، فهل أفسحت استقالة الحريري المجال لضرب حزب الله ودخول لبنان فى حرب جديدة؟

-الحديث في مثل هذه الأمور، هي استعراض قوة وفرد أذرع بين تب أبيب وحزب الله ومن هو أقوى من الأخر، وأفضل ألا أتحدث عن هذا الأمر لما يوجد به حساسية بالغة هذه الفترة، وتتطلب معلومات أوسع ونحن لا نمتلكها الآن، اما عن تغلغل إيران فى القوى السياسية اللبنانية، واتوقع ان الامور ستذهب لأزمة كبيرة قد تطول، كما اتوقع بعض الضغوطات من واشنطن وموسكو، رغم اختلافاتهم إلا أنهم ربما يتفقون على تهدئة الأوضاع فى لبنان.

*كيف؟

-دائما الأمور عندما تتخذ على نار حامية أفضل من أن تتخذ على نار باردة لأن كلما طالت الأزمة كلما تعقدت الأمور.

*وأخيرا كيف تجاوبتم مع تحذيرات بعض المخابرات الغربية عن محاولات اغتيال كان ستطال الحريري؟

-نحن لم نأخذ حذرنا من مخابرات دول اخرى، وانما من الامن الداخلي والحرس الخاص للحريري.

 

دنيا الوطن