رام الله الإخباري
أكد معلق عسكري إسرائيلي بارز، أن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف أمس منشأة عسكرية سورية، جاء لإيصال رسالة هامة للرئيس السوري، الذي سيدفع الثمن حال تدهور الأوضاع في المنطقة.وقال المعلق العسكري البارز في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أليكس فيشمان: "منذ نصف سنة، وإسرائيل تهدد سوريا بأنه إذا لم توقف نار صواريخ مضادات الطائرات السورية نحو المقاتلات الإسرائيلية، فإن بطاريات الصواريخ هذه ستضرب".
وأوضح أن "القاعدة الحديدية في سياسة الأمن الإسرائيلية، تقول: كل منظومة مضادات طائرات تضيء أو تستهدف بطاريات الصواريخ فيها طائرات سلاح الجو؛ ستدمر"، منوها أن "التفوق الجوي الإسرائيلي؛ بمعنى حرية عملها في الساحة، هو أحد النقاط الأكثر حساسية في مفهوم الأمن الإسرائيلي، وذلك لضمان تفوقها العسكري".
ونوه فيشمان، إلى أن سلاح الجو في سوريا منذ آذار/مارس الماضي، "غير من سياسته ولم يعد يتجاهل ويختبئ خلف نفي إسرائيل للهجمات، بل رد وحاول إسقاط طائرة مأهولة أو غير مأهولة إسرائيلية تعمل في الجبهة".وكشف أن "طلعات التصوير والتجوال لسلاح الجو الإسرائيلي، اصطدمت خلال الأشهر الماضية عدة مرات بنيران مضادات الطائرات السورية، وتل أبيب لم تكشف عن ذلك ربما لأسباب سياسية وأمنية، أو أن الظروف لم تنشأ للهجوم على تلك البطاريات، مع العلم أن إسرائيل نقلت تحذيرات صريحة للسوريين، لكن دمشق لم تأخذ بها على محمل الجد".
تقزيم الأسد
وبعد أن تبين بأن الإيرانيين "لا يأخذوننا أيضا على محمل الجد، لم يعد بوسع إسرائيل أن تسمح لنفسها بمواصلة التهديد دون الرد، حيث ولدت أمس فرصة للجيش الإسرائيلي لتحقيق سياسة السماء المفتوحة، والإثبات للإيرانيين بأننا جديون تماما"، وفق المعلق العسكري الإسرائيلي.
ورأى أن الهجوم الإسرائيلي، "مكن تل أبيب من التخلي عن وعي عن مجال الغموض الذي سمح حتى الآن للرئيس بشار الأسد بالامتناع عن رد دراماتيكي"، مؤكدا أن من منح الضوء الأخضر للهجوم، قدر بأن تدمير البطارية والنشر لن يؤديا للدهور عسكري في المنطقة".وأكد فيشمان، أن "إسرائيل حاولت إعادة الأسد لحجمه الطبيعي، إذ إنه في الأسابيع الأخيرة يشعر بالانتعاش ويتصرف وكأنه انتصر في الحرب"، مضيفا: "جاء النشر ليقول له: إذا واصلتم الاستفزاز، سنواصل تقزيمكم".
ونوه إلى أنه "لا يمكن قراءة هذا الهجوم بمعزل عن زيارة وزير الدفاع الروسي، الجنرال سيرجيه شويغو، لإسرائيل ولقائه بوزير الدفاع أفيغدور ليبرمان أمس، حيث ظهر الوزير الروسي بمزاج سيء".وقال: "الهجوم الإسرائيلي ضد منشأة عسكرية سورية، في عمق سوريا، في الوقت الذي يتواجد فيه وزير الدفاع الروسي في إسرائيل، ينقل عمليا للسوريين رسالة مفادها؛ أن روسيا لن تقف خلفكم بشكل تلقائي، وإذا اختار الأسد تدهور الوضع، فسيدفع ثمن ذلك".
عربي 21