رام الله الإخباري
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً في قضية طرد طفلة من مدينة خانيونس بغزة من الروضة بسبب مبلغ 50 شيكلاً "مايُقارب 14 دولار أمريكي"لم تدفعها الأسرة كرسوم شهري.
لم يكن هذا التصرف من قِبل الروضة هو ما أثار غضب الغزيون، بل تعريض سلامة الطفلة للخطر حين تم طردها في بداية الدوام واضطرت للمغادرة إلى منزل جدها والمشي على أقدامها أكثر من مسافة 500 متر.
والدة الطفلة كشفت العديد من التفاصيل وقالت :" تم إجراء عملية جراحية لي في قدمي في نفس اليوم الذي وصلت به رسالة نصية من إدارة الروضة تطلب به دفع الرسوم، وخرجت من العملية إلى منزل عائلتي، وفي أول زيارة لزوجي لي أخبرته بأن يدفع الرسوم لكنه لم يستطع الذهاب إلى الروضة لظرف طارئ في عمله".
استطردت والدة الطفلة التي رفضت ذكر اسمها او اسم الطفلة والروضة :" تفاجأت بابنتي تدخل منزل عائلتي الساعة 11 صباحاً وهي منهارة من البكاء وأخبرتني أنهم طردوها من الروضة لأنها لم تدفع الرسوم".
ووضحت والدة الطفلة أن منزل عائلتها يبعد عن الروضة مسافة ربع ساعة بالسيارة وتعجبت قائلة: " طُردت ابنتي الساعة التاسعة صباحاً ووصلتني الساعة 11، أي أن ابنتي سارت مشياً على قدميها لمدة ساعتين لوحدها في الشارع".
مشاعر الأمومة التي شعرت بتعريض ابنتها للخطر جعلت الوالدة تذهب لإدارة الروضة فوراً لكنها لم تسمع أي كلمة اعتذار عما بدر منهم، وأصروا أنه "ذنبنا كونهم حذرونا سابقاً بضرورة دفع الرسوم، واكتشفت من الروضة نفسها أنها ليست المرة الأولى التي تم طرد الطفلة فيها".
حيث وضحت الوالدة:" قالت لي مديرة الروضة باستهزاء أنهم طردوها بالأمس، وقالت لي حرفياً نحن طردناها بالأمس لماذا أرسلتها اليوم أيضا؟، وأنا لم أكن أعلم بأمر طردها السابق ولم تُخبرني به ابنتي".
وقامت والدة الطالبة بتهديد إدارة الروضة برفع شكوى لوزارة التربية والتعليم ما قابلته إدارة الروضة بكل استهتار.
وبعد انتشار اسم الروضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وشن النشطاء حملة واسعة عليهم، قامت إدارة الروضة بإصدار بيان تُحاول فيه تبرير فعلتها ذكرت فيه :" الطفلة تسكن خلف الروضة مباشرة وتاتي وحدها مشيا على الاقدام وتغادر وحدها مشيا على الاقدام منذ بداية السنة الدراسية حتى الامس وقد طلبت مديرة المدرسة من الطفلة العودة الى البيت حتى احضار الرسوم وعادت الطفلة تحت نظر الحارس الى بيتها الذي يتواجد خلف الروضة وتذهب اليه وتاتي منه مشيا وهو ما ينفي ادعاء الام بعدم مقدرة الطفلة على العودة للبيت لمدة ساعتين".
وكشفت والدة الطفلة: "توجهت فورا لمدير التربية والتعليم في خانيونس وتفهم قصتي وأقر بأن تصرف الروضة خاطئ وجريمة واعتداء واضح على الطفلة، وطلب أن يقابل مدير الروضة بنفسه، وتم توجيه لفت نظر له بعدما اعترف بخطأه ".
وأضافت: "اتصلت بي الوزارة في اليوم التالي وأخبروني أن الروضة تحت تصرفي، وأنه بإمكاني استرداد الرسوم من بداية العام، وتوجهت أنا ووالدي ووالد زوجي ومجموعة من وجهاء المنطقة لمديرية التربية والتعليم وجلس معنا مدير الروضة ومجموعة من المشرفين وجميعهم اعتذروا عما حدث للطفلة خاصة ما قامت به الروضة من تكذيب وتدليس للتنصل من فعلتهم".
وانتهت القضية بخروج الطفلة من الروضة وإحضار متعلقاتها، كما رفضت عائلتها استرداد الرسوم لأنه كما قالت الوالدة " الرسوم ثمن الزي الرسمي والرياضي وثمن الكتب وليس من حقي أن أسترده".
وآخر رسالة من الأم والتي وجهتها أيضا لمدير التربية والتعليم ألا يتم إلقاء أي طفل في الشارع تحت أي ظرف من الظروف وتعريض حياته للخطر.
دنيا الوطن