حذرت دراسة إسرائيلية من خطوات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للدفع باتجاه إلغاءالاتفاق النووي مع إيران، نظرا للتبعات السلبية المتوقعة لهذا التوجه، ودعت للحفاظ على الاتفاق كونه الخيار الأفضل، مشددة على ضرورة استمرار التنسيق بين "إسرائيل" والولايات المتحدة ضد طهران.وقالت الدراسة التي أصدرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب مؤخرا، إن الاتفاق النووي مع إيران ينطوي على خطر إستراتيجي على "إسرائيل" على المدى البعيد، ومع ذلك فمن الخطأ التفكير بأن إلغاءه لا ينطوي على مخاطر إستراتيجية، واصفة الاتفاق بالجيد، لأنه أفضل من البدائل الأخرى ذات العواقب الوخيمة.
وأضاف معدّ الدراسة الجنرال عاموس يدلين أن رافضي الاتفاق يزعمون أنه يمهد الطريق أمام إيران لإنتاج القنبلة النووية، خاصة أن زيادة الموارد لديها في أعقاب رفع العقوبات ستسمح لها ببناء قوة عسكرية تقليدية -ولا سيما الصواريخ البالستية والدفاع الجوي المتطور- وتمويل النشاطات المسلحة والمقلقلة للاستقرار في الشرق الأوسط، ولا يتطرق الاتفاق إليها.
وأشار يادلين، وهو من أكبر طياري سلاح الجو الإسرائيلي، أن مؤيدي الاتفاق ومنتقديه يعتقدون أنه يخلق واقعا إستراتيجيا أفضل من خياري القنبلة أو القصف، مما يحتم التركيز على المراقبة الصارمة للبرنامج النووي الإيراني، والحرص على ألا تكون طهران أقرب لإنتاج السلاح النووي، ولجم نشاطاتها التي تعرض المصالح الأميركية والإسرائيلية للخطر.
وقال أفنير غولوب المشارك في إعداد الدراسة: ليس هناك خشية إسرائيلية من الانسحاب الإيراني من الاتفاق النووي، مما يجعل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعمل حثيثا على دفع قرار جديد في مجلس الأمن يحظر عليها القيام بتجارب الصواريخ التي تستطيع في المستقبل أن تحمل رؤوسا نووية.
وأشار إلى أنه سيتم كذلك إحباط أعمال العنف والهجمات المعادية التي تنفذها المليشيات التابعة لإيران في سوريا واليمن ولبنان والعراق، وفرض عقوبات أخرى على النظام الإيراني بسبب دعمه هذه المجموعات المسلحة.وذكر أن هذا الضغط قد يخدم محاولة إسرائيلية أميركية مستقبلية لاستبدال الاتفاق النووي باتفاق أفضل، مطالبا واشنطن وتل أبيب باعتماد سياسة على المدى البعيد في مواجهة طهران، تكمن في إصلاح الاتفاق، وإطالة المدة التي يعتبر فيها خيارا مفضلا.
وشدد على ضرورة استمرار التنسيق الوثيق بين "إسرائيل" والولايات المتحدة لانتهاج سلوك موحد تجاه إيران، حيث إن "إسرائيل" لديها رغبة في استغلال إصرار ترمب للعمل على استبدال الاتفاق أو إلغائه، لكن أي خطوة متهورة من واشنطن وتل أبيب ضد طهران قبل تهيئة الظروف الدولية المناسبة، ستضعهما أمام تهديدات خطيرة أكثر حتى من النابعة من الاتفاق ذاته، وستعرض للخطر إمكانية التقدم باتجاه هدفهما المشترك: منع إيران من إنتاج السلاح النووي.