دعا ملكالبحرين حمد بن عيسى آل خليفة إلى التسامح الديني والتعايش السلمي، لافتاً إلى أن المكون الاجتماعي في المنطقة متعدد الثقافات والأعراق.وذكر في مقال له نشرته صحيفة "الواشنطن تايمز" الأميركية أن "أسلافنا النبلاء بدأوا هذا التقليد البحريني عبر بناء الكنائس والمعابد التي بنيت بجوار مساجدنا"، مشدداً على التعايش السلمي بروح الاحترام المتبادل والمحبة.
وأشار إلى أن الجهل عدو السلام، وتابع "قررنا أن ننشئ إعلان مملكة البحرين الذي يدعو إلى التسامح الديني والتعايش السلمي في جميع أنحاء العالم".وأضاف "قد يجد البعض هذا أمرا مفاجئا، ولكن ليس لمئات الملايين من المسلمين المحبين للسلام في جميع أنحاء العالم. لقد قمنا بتأليف الإعلان بالتشاور مع علماء السنة والشيعة، جنبا إلى جنب مع رجال الدين المسيحيين والحاخامات اليهود".
وتابع "باعتبارنا بحرينيين، استندنا لتراثنا الوطني كمنارة للتسامح الديني في العالم العربي، في وقت كان فيه الدين كثيرا ما يستخدم في جميع أنحاء العالم كعقوبة إلهية لنشر الكراهية والشقاق. ولكن في البحرين فإن التنوع الديني هو نعمة لشعبنا. ففي مجتمعاتنا نرحب بالكاثوليكية والأرثوذكسية والإنجيلية. ونشعر بالفخر بأن مواطنينا الهندوس يمكنهم ممارسة العبادة في معبد مضى على بنائه نحو 200 عام يتزين بالرسومات الخاصة بهم ويقع بالقرب من معبد لطائفة السيخ ومساجد المسلمين".
وقال "نحن نحتفي بجمهورنا الصغير -ولكن الثمين- اليهودي، هذا الجمهور الذي يستطيع بكل حرية أن يرتدي (يارمولك) والعبادة في كنيسهم الخاص".وأضاف "تلعب جاليتنا اليهودية دورا نشطا جدا على أعلى المستويات في المجتمع، بما في ذلك سفيرة البحرين لدى واشنطن في عام 2008، وهي أول دبلوماسي يهودي إلى الولايات المتحدة من دولة عربية.. لقد أردنا أن نحمي التعددية الدينية للأجيال القادمة، لذلك فقد كرسنا هذه الحماية في القانون الذي يضمن لكل شخص الحق في العبادة دون عوائق وكذلك بناء بيوت العبادة".
وذكر أن مملكة البحرين أقوى بسبب التنوع، معربا عن أمله أن "عالمنا سيكون أكثر أمنا وأكثر ازدهارا عندما نتعلم كيف نتعرف على جمال هذه الاختلافات وكيف يمكن أن يعلمنا هذا الاختلاف دروسا كثيرة، بما في ذلك درس التسامح الديني. ولا ينبغي النظر إلى الحرية الدينية باعتبارها مشكلة بل حل حقيقي جدا للعديد من أكبر التحديات التي تواجه عالمنا وخصوصا الإرهاب الذي لا يعرف الدين ويهدد جميع الشعوب المحبة للسلام".
وواصل "نحن نعتقد اعتقادا راسخا بأنه لا يمكن القضاء على هذا الشر إلا من خلال قوة الإيمان والحب الحقيقي، وهذا ما دفعنا لكتابة على (إعلان مملكة البحرين) كوثيقة تدعو إلى التعددية التي ترفض بشكل قاطع الالتزام الديني القسري، وتدين أعمال العنف والإيذاء والتحريض باسم الدين. وبالنسبة للقادة الوطنيين فإن الإعلان، يوضح أنه (من مسؤولية الحكومات احترام وحماية الأقليات الدينية والأغلبية الدينية على حد سواء)، وأنه لا مجال للتمييز الديني إزاء أي طائفة".
وأشار إلى أن إعلان مملكة البحرين هو دعوة للقادة والجماهير ورجال الدين والحكام والرؤساء والمواطنين إلى البذل لضمان أن العقيدة الدينية هي نعمة للبشرية جمعاء وأساس السلام في العالم.واختتم مقاله بقوله "نحن في العالم العربي لا نخشى من التعددية الدينية، ولا داعي للخوف منا. بل في الواقع، نحن بحاجة إلى بعضنا البعض، ويجب أن نلتقي مع بعضنا البعض على طريق الاحترام المتبادل والمحبة. ولعلنا سنجد طريق السلام الذي نسعى إليه".