تواصل إسرائيل مساعيها من أجل إقناع الإدارة الأميركية لشراء منظومة "القبة الحديدية"، وتأمل وزارة الأمن الإسرائيلية أن تزود الجيش الأميركي بالمنظومة الدفاعية التي تم تجربتها وتطويرها خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
الصناعات العسكرية الإسرائيلية التي تراهن على بيع المنظومة لأميركا وللعديد من الدول في العالم، تروج لمنظومة "القبة الحديدية" من خلال معرض السلاح في العاصمة الأميركية واشنطن، حيث تم نصب المنظومة الدفاعية في المعرض.
ويأتي ذلك على وقع الاهتمام الذي ابدته وزارة الدفاع الأميركية لفحص إمكانية تزويد جيشها بهذه المنظومة الدفاعية لتزودها لقواتها المنتشرة في أوروبا وفي مناطق مختلفة بالعالم، حسب ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وذكرت الصحيفة، أن الجيش الأميركي الذي لا يوجد بحوزته أي منظومة دفاعية من هذا الطراز لتوفير الحماية لقواته ولجنوده، ومنظومة تكون لديها القدرات على اعتراض صواريخ، طائرات صغيرة، وطائرات مسيرة، أبدى اهتمامه في "القبة الحديدية"، وقبل عام أجرى سلسة من التجارب على المنظومة شملت استخدام صاروخ اعتراض، حيث نجحت المنظمة باعتراض الهدف.
ومنذ مطلع أيلول/سبتمبر الماضي، شرع الجيش الأميركي بإجراء سلسة من التجارب على منظومات يمكنها الدفاع عن جنوده وقواته، ومن بين المنظومات التي تم اختبارها "القبة الحديدية"، وكذلك منظومات دفاعية منافسة، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن صفقة لشراء منظومة "العصا السحرية" وهي من صناعة "رفائيل" الإسرائيلية.
على الرغم من هذا الاهتمام الأميركي، إلا أن الصحيفة أكدت أنه ليس من الواضح إذا ما كانت وزارة الدفاع الأميركية ستبرم صفقة من هذا القبيل لشراء منظومة الدفاع "القبة الحديدية" ولا يعرف حجم مثل هذه الصفقة، علما أن واشنطن لم تقم بإبرام أي صفقة مع شركات خارجية وأجنبية للتزود بمنظومة دافعية ليست من صناعة شركاتها. إلى ذلك، استكملت وزارة الأمن الإسرائيلية بالصيف سلسلة تجارب لتطوير قدرات منظومة 'القبة الحديدية'.
وحسب الوزارة، فإنه تم للمرة الأولى استخدام صاروخ اعتراضي، في إطار التجربة، يحتوي على مركبات تم إنتاجها في الولايات المتحدة. وحسب اتفاق الإنتاج الموقع بين أميركا وإسرائيل، فإن الأخيرة تنتج جزءا من مركبات 'القبة الحديدية' في الولايات المتحدة من قبل شركة 'رايتون' الأميركية. ومنذ مطلع العام 2015، فإن واشنطن تنتج غالبية أجزاء 'القبة الحديدية'، ما يعادل 55% منها، علما أن الإدارة الأميركية السابقة برئاسة باراك أوباما رصدت دعم وميزانيات للمشروع بقيمة 1.4مليار دولار.
ولم تشر وزارة الأمن الإسرائيلية، إلى ما تم اختباره في إطار سلسلة التجارب على المنظومة، التي وصفت بأنها أثبتت فعاليتها العملية خلال الحرب على قطاع غزة في صيف العام 2014. وتضاف سلسلة التجارب الأخيرة إلى سلسلة تجارب استكملت لمنظومة 'العصا السحرية'، مشيرا إلى أن المنظومتين تعززان القدرات الدفاعية لإسرائيل ضد الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى.
ومنظومة القبة الحديدية هي نظام دفاع جوي، يضم صواريخ مضادة للصواريخ متوسطة المدى، وتوظفها إسرائيل لحماية بلداتها من أي صواريخ أو قذائف قريبة المدى يمكن أن تستهدفها. وتطلق المنظومة صواريخ اعتراضية تقطع طريق الصاروخ المطلق، وتفجره في السماء قبل أن يحقق هدفه. وسبق أن قلل قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق، أمير إيشيل، العام الماضي، من نجاعة المنظومة الدفاعية، مشيراً أنها 'ستتمكن من اعتراض العديد من القذائف الصاروخية، ولكن ليس بشكل مطلق'.
وقدر سلاح الجو الإسرائيلي أن منظومات "القبة الحديدية" اعترضت خلال الحرب على قطاع غزة التي أطلقت عليها إسرائيل اسم 'الجرف الصامد' نحو 90% من القذائف الصاروخية التي أطلقت باتجاه إسرائيل من القطاع، فيما شكك خبراء في تصريحات نقلتها صحيفة هآرتس آنذاك، بصحة ما ينشر عن نسبة دقة إصابة المنظومة. يذكر أن إسرائيل بدأت بتطوير نظام الدفاع الأرضي "القبة الحديدية" في عام 2007، وأجرت سلسلة من الاختبارات في عامي 2008 و2009، بحيث كانت الحروب التي خاضها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة حقل تجارب للمنظومة الدفاعية وللعديد من الأسلحة التي طورتها الصناعات العسكرية الإسرائيلية.
ونشرت أول بطارية من هذا النظام في جنوب إسرائيل عام 2011، وسجلت قوات سلاح الجو الاسرائيلي نجاح الاعتراض بنسبة 70 % في عام 2011، بحسب مزاعم مجموعة" IHS جينز".
التطوير الأولي للمنظومة الدفاعية قامت به بشكل منفرد شركة التكنلوجيا الإسرائيلية "رفائيل" ولكن أصبح النظام تحت رعاية مكثفة من الولايات المتحدة، وفي عام 2014 قدمت الولايات المتحدة 235 مليون دولار للأبحاث المرتبطة بمشروع "القبة الحديدية"، في مجال التطوير والإنتاج. تكلف البطارية الواحدة من منظومة القبة الحديدية 5 ملايين دولار، وتكلفة الصاروخ الواحد 62000 دولار، وفقا للمسؤولين الإسرائيليين.
وقد أبدت العديد من الدول رغبتها في شراء هذا النظام بما فيها الولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية، وعدد من دول حلف شمال الأطلسي الأوروبية التي لها قوات في أفغانستان بحسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية.