رام الله الإخباري
في حادثة مؤسفة حصلت قبل يومين في شمال قطاع غزة، نجم عنها وفاة الفتى جهاد إياد محرم (17 عاماً)، والذي يسكن في منطقة الفالوجا بجوار الإتصالات، ويدرس في مدرسة خالد بن الوليد الثانوية للبنين، جراء تعرضه لضربة بقضيب حديديّ بالرأس من قِبل الفتى (هـ_م) (17 عاماً)، والذي يقيم أيضاً في نفس مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، ويدرس في مدرسة أبو عبيدة بن الجراح الثانوية للبنين، مما أدى إلى جرح كبير في رأس الفتى جهاد، دخل على إثره العناية المكثفة ليومين، ومن ثم فارق الحياة.
عائلة الفتى المتوفى اعتبرت أن إبنها قد تعرض للقتل المباشر، وإنها لا يمكن أن تتنازل عن حقّه في القصاص العادل ممن قتله، حيث امتنعت العائلة عن استقبال المعزّين في وفاة إبنها، وهذا في إطار العادات والتقاليد في غزة التي تقتضي عدم قبول التعزية في مثل هذه الحالات من القتل، كنوع من عدم القبول لمّا جرى، وأنه هناك حق يجب استعادته أولاً وثم يتم القبول بالعزاء.
ومن جانبه قام جهاز الشرطة بإلقاء القبض مباشرة على الفتى المتسبب بالقتل وأخضعه للتحقيق، وأفادت التحقيقات أن سبب الخلاف بينهما كان تبادل الشتائم عبر الفيس بوك، مما أدى إلى تطوّر الأمر إلى اقتتال على الأرض.
وتقوم الشرطة بإستجواب العديد من الفتية الآخرين الذين كانوا حاضرين وقت الجريمة، وجميعهم أفادوا بنفس المعلومات المشيرة إلى أن الخلفية بالأساس هي مشادات عبر موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك.
وقال الأستاذ محمد الكرد الباحث والخبير النفسيّ بأن ثقافة العداء لا زالت تنتشر في كافة الأوساط في قطاع غزة.
وتابع الكرد بأن الكثير من العائلات والأوساط في قطاع غزة تربّي داخل أبنائها ثقافة القبيلة وثقافة العداوة، وهذا من شأنه أن يرفع من نسبة الشرور في نفوس هؤلاء الأطفال المقبلين على الحياة، ولا يجدون سوى أهليهم ليعلموهم الشر!
وأكّد الكرد على ضرورة وضع برنامج علاجي لمثل هذه الحالات من الأطفال والقاصرين، وعدم إقحامهم في الوسط الإجرامي كما حصل سابقاً مع الكثير من الأطفال.
وأوضح بأن التعامل الخاطئ من القاصرين ممن يرتكبون الجرائم، يخلق مجرمين، مع أنه كان بالإمكان علاج الخلل فيهم، بالتعليم وبالتقويم النفسي.
كما وقال الكاتب والمحامي أيمن ميمة: "بصراحة الحالة مؤسفة للغاية، وأعتقد بأن الفتى الذي قام بالفعل لم يكن يقصد أن يقتل الفتى جهاد رحمه الله".
وأضاف ميمة:"كلنا أمل بقضائنا الفلسطيني أن يحلّ الخلاف بشكل قانوني وحضاري، وألا يحمل الفتى المتسبب بعملية القتل أكثر من ذنبه وأن يأخذ بالحسبان أنه فتى مراهق، ولم يكن يفهم خطورة الفعل الذي يفعله".
وتابع ميمة: "بالإشارة إلى ضرورة أن يكون هناك تدخلات من رجالات المجتمع والأمن المجتمعي والعرفي في غزة، لحقن دماء الناس من العائلتين والحيلولة دون أن يتطور الأمر لقتل وقتل مقابله، فنحن نحارب هذه الثقافة ولا نريد أن نصل لها في حالة الفتى جهاد".
كما وطالب ميمة ذوي الفتى من آل محرّم بضرورة ضبط النفس و تحكيم العقل، مع الأخذ بعين الإعتبار عظمة المصاب الذي وقع بهم، ولكن هناك اعتبارات إنسانية لا يجب الخروج عنها.
صحيفة الحدث