يصادف اليوم الذكرى الـ 27 على استشهاد 21 مصليا وإصابة المئات، في مجزرة الأقصى الأولى التي ارتكبتها سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين في ساحات المسجد الأقصى المبارك، لتضاف بذلك الى سلسلة المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
ففي تمام الساعة العاشرة صباحا في مثل هذا اليوم من العام 1990، اعتكف آلاف المصلين المقدسيين داخل مصليات المسجد الأقصى وباحاته، ليتصدوا لحشود من جنود الاحتلال والمستوطنين أو ما يسموا "بجماعة أمناء الهيكل" لمحاولتهم وضع حجر الأساس بما يسمى "الهيكل الثالث" في ساحة المسجد.
فتح جنود الاحتلال النار بشكل عشوائي تجاه المصلين المعتكفين في المسجد لمدة 35 دقيقة، ما أدى الى استشهاد 21 فلسطينيا وإصابة 150 آخرين بجروح متفاوتة، اضافة الى اعتقال 270 شخصاً، وتم إعاقة حركة سيارات الإسعاف.صدحت أصوات مآذن المسجد الأقصى والمآذن المجاورة تناشد المواطنين المقدسيين بأن يهبوا لحماية الأقصى، وأصوات الخطباء تطالب الجنود بوقف اطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع والصوت.
قبل المجزرة بنصف ساعة، وضعت قوات الاحتلال الحواجز العسكرية على كل الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى، لمنعهم من الوصول الى المكان، لكن المصلين كانوا قد تجمعوا في المسجد قبل ذلك التوقيت بساعات، في استجابة لدعوات من إمام المسجد والحركة الاسلامية لحماية المسجد، ومنع المستوطنين من اقتحامه.بقي الجنود في الساحات، ولم يتم اخلاء جثث الشهداء والجرحى إلا بعد ست ساعات من بداية المجزرة.
وكانت سلطات الاحتلال وزعت قبل المجزرة بأيام قليلة بيانا على وسائل الاعلام لمناسبة احتفالها بما يسمى "عيد العرش"، تدعو فيه كافة اليهود للمشاركة في مسيرة إلى المسجد الأقصى، أعقب ذلك تصريح للمتطرف غرشون سلمون قال فيه: "يجب على اليهود تجديد علاقاتهم العميقة للمنطقة المقدسة".وأغلق اليهود باب المغاربة بعد المجزرة بزعم أن دخول المسلمين منه يشكل خطراً على حياتهم.ولا زالت اقتحامات المستوطنين مستمرة ويومية، فضلا عن الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال تجاه المقدسيين بشكل خاص والشعب الفلسطيني بشكل عام.