بدعم جوي روسي، دخلت قوات النظام السوري والميليشيات المساندة، اليوم الجمعة، إلى الأحياء الغربية لمدينة الميادين، المصنفة على أنها "أحد آخر المعاقل البارزة لتنظيم الدولة الإسلامية" في سورية، وذلك ضمن هجوم يهدف إلى السيطرة على كامل محافظة دير الزور النفطية الحدودية مع العراق.
وتقدمت قوات النظام عبر "طريق صحراوي انطلاقا من تلال الثردة وطريق الميادين القديمة"، بعد حملة غارات جوية روسية شديدة العنف في الأيام الأخيرة، أسفرت عن مقتل وإصابة مئات السوريين، ودفعت كثافة هذه الغارات المواكبة لهجوم قوات النظام عشرات آلالاف المدنيين إلى النزوح، بحسب تقارير حقوقية وإعلامية متطابقة.
وبحسب تقارير إخبارية تابعة للنظام بات "الجيش السوري يسيطر على المخبز الآلي وسوق الهال والصوامع غرب مدينة الميادين وسط اشتباكات عنيفة مع داعش، إضافةً إلى قلعة الرحبة جنوب غربي المدينة".ولم يعلّق "التنظيم" على المجريات الميدانية في المنطقة، خاصةً في محيط المعقل الرئيسي له في المحافظة.
"داعش" ومحافظة دير الزور
من جهتها، نقلت "فرانس برس" عن مصدر عسكري تأكيده "دخول الجيش إلى الميادين" موضحاً أنه "يعمل على إنهاء وجود داعش فيها وصولاً الى كامل الريف الشرقي" بهدف "توجيه ضربة قاصمة لداعش تزامنا مع عمليات تأمين دير الزور".
وتشكل الميادين، إلى جانب البوكمال الحدودية مع العراق، آخر أبرز معاقل التنظيم في محافظة دير الزور، التي ما زال يسيطر على أكثر من نصف مساحتها.وشدد المصدر، بحسب "فرانس برس" على أن "السيطرة على الريف الشرقي لدير الزور تعد أولوية للجيش خصوصاً أن التنظيم يتخذ من مدينة الميادين عاصمة أمنية وعسكرية له" في المحافظة.وفي السياق ذاته، نقلت "رويترز" عن "وحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله" أن "القوات باتت على مسافة أقل من عشرة كيلومترات من المدينة وسيطرت على مواقع ومرتفعات موازية للطريق الرئيسي الذي يربط بين دير الزور والميادين الواقعة على نهر الفرات في شرق سورية".
هجومان منفصلان
كما نقلت "رويترز" عن مصدر عسكري وصفته بـ"السوري"، قوله "الآن يستمر الجيش السوري في توجيه ضربات قوية لتنظيم داعش الإرهابي في دير الزور وفي محيطها... وسيواصل عملياته حتى القضاء عليه وطرد ما تبقى منه من المحافظة".يشار إلى أنه في حزيران/يونيو قال مسؤولان بالمخابرات الأميركية لرويترز إنهما يعتقدان أن الدولة الإسلامية "نقلت معظم هيكلها القيادي الآخذ في التداعي وفريقها الإعلامي إلى الميادين جنوب شرقي الرقة معقلها الرئيسي السابق".
وتشكل دير الزور منذ أسابيع مسرحاً لهجومين منفصلين، الأول تقوده قوات النظام بدعم روسي في المدينة بشكل خاص، في حين تقود فصائل كردية وعربية منضوية في إطار ما يسمى "تحالف سورية الديموقراطية" الهجوم الثاني في الريف الشرقي.ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية حالياً على أكثر من نصف مساحة المحافظة. والى جانب الميادين والبوكمال، يحتفظ بسيطرته على الأحياء الشرقية من المدينة وعلى بلدات ومدن عدة في الريفين الشرقي والجنوبي بالإضافة إلى مناطق صحراوية واسعة.
غارات هي الأعنف منذ سنة
وارتفعت حصيلة القتلى المدنيين في الأسبوعين الأخيرين في سورية جراء الغارات الروسية على دير الزور، وتلك التي تشنها طائرات التحالف الدولي بقيادة أميركية على الرقة دعما لهجوم تقوده "قوات سورية الديموقراطية" ضد "التنظيم".ونددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس بمقتل مئات الضحايا وتدمير المستشفيات والمدارس، معتبرة أن مستويات العنف هي "الأسوأ" منذ معارك مدينة حلب العام الماضي.
كما حذر مكتب تنسيق الشؤون الانسانية الإقليمي التابع للأمم المتحدة في بيان منفصل، الخميس، من أن استهداف المدنيين والمرافق "يشكل انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وقد يصل إلى حد جرائم حرب".