رام الله الإخباري
لم يكن أندرو فوستر، المتسلق البريطاني العاشق للمغامرات في الأماكن المفتوحة، يعلم أن عشقه لزوجته سيكون في لحظة مصيرية أكبر حتى من إنقاذه نفسه من الموت، فيقرر في ثوانٍ أن يضحي بحياته من أجل إنقاذ حياتها.
فوستر (32 عاماً)، هو أحد المتسلقين ذوي الخبرة والمحبّين للمغامرة في الأماكن المفتوحة، كان وزوجته لوسي فوستر (28 عاماً)، يقومان بجولة للتسلق في حديقة يوسيميتي الوطنية بكاليفورنيا في 27 سبتمبر/أيلول 2017، وفي أثناء عودتهما حدث انهيار صخري من واجهة منحدر إل كابيتان، فشوهد فوستر وهو يركض مسرعاً إلى مكان الانهيار ليحمي زوجته، فقفز فوقها منقِذاً حياتها.
لقي فوستر مصرعه على الفور، في حين نُقلت لوسي بالطائرة إلى المستشفى المحلي، حيث تمكث فيه الآن وهي بحالة مستقرة، تنتظر تصريح الخروج للعودة إلى المنزل في كارديف، ويلز.وقالت صحيفة الغارديان البريطانية إن طبقة الغرانيت التي سقطت يصل طولها إلى 40 متراً وعرضها إلى 20 متراً من على ارتفاع قرابة 200 متر.
وفي بيان، أشاد والدا فوستر وأشقاؤه به ووصفوه بـ"ولدنا الشجاع". وقالوا: "كانت يوسيميتي مكاناً خاصاً للغاية بالنسبة لأندرو، وهو مكان عاد إليه مرات قليلة على مدار الأعوام؛ كي يتسلقه ويستكشفه"."وكانت لوسي، زوجة أندرو، برفقته عندما حصلت الحادثة، ولحسن الحظ، أنها تتعافى الآن في مستشفى كاليفورنيا وأسرتها بجانبها".
"لا يمكننا حقاً التعبير عن مدى حزننا وما زلنا نأمل، كل صباح، أن نستيقظ من هذا الحلم المزعج".وقالت الأسرة إنها تأثرت بجميع التعازي التي تلقوها. وكان فوستر محبّاً ومتحمساً "للحياة والمغامرات في الأماكن المفتوحة التي أثرت على أي شخص من حوله".
كما قالوا: "حسبما ورد في تقارير سابقة، توفي أندرو في أثناء حمايته زوجته لوسي، بالفعل، نعرف ذلك من متسلِّق آخر شاهده وهو يعود إلى الانهيار الصخري ليحمي لوسي". "كان أحدهما يحب الآخر إلى حد كبير، ورغم أن خسارتنا كبيرة للغاية، نحن فخورون بولدنا الشجاع؛ لإنقاذه لوسي، وسيكون دوماً بطلنا".
وشكرت الأسرة عمال الإنقاذ والطاقم الطبي الذين ساعدوا لوسي فوستر. وأكدوا الاستجابة الأولى من الحارس والمسعف اللذين التقوهما في يوسيميتي يوم الأربعاء، وقاما على نحو سريع بإنقاذ أندرو فوستر من الانهيار الصخري.
وأضافوا: "ما زلنا نحاول التعامل مع حقيقة الوضع ونرغب حالياً فقط في التركيز على إعادة أندرو إلى وطنه في أسرع وقت ممكن"."لذلك، نحن في حاجة إلى الوقت والمساحة اللازمة لنركز طاقاتنا على ذلك وعلى تعافي لوسي ولكي نحزن على خسارتنا بشكل خاص".
وصرحت عائلة لوسي فوستر بأنهم كانوا "محطَّمين" لوفاة فوستر. وبعد الحادث، نُقلت بالطائرة إلى وحدة الصدمات التابعة لأحد المستشفيات المحلية، حيث استقرت حالتها. وتمكن الأصدقاء الذين كانوا يتسلقون مع الثنائي من مواساتها حتى وصلت أسرتها.
وذكرت عائلة فوستر: "تشعر أسرتنا بالأسى حيال هذه الأحداث: لفقدان آندي وعلى المخططات التي قاما بها معاً لمغامراتهما المستقبلية"."إنه حقاً فتى أحلامها. نشعر بالراحة لمعرفتنا أن آخر تصرف قام به آندي لينقذ حياة لوسي- ينم عن الحب".
"تدعم كلتا الأسرتين بعضهما بعضاً في هذا الوقت العصيب للغاية على خسارتهما وحزنهما".وتقدم فوستر بطلب الزواج بزوجته، التي ترجع أصولها في الأساس إلى شروبشاير، في أثناء إجازة للتزلج بجبال الألب عام 2015 وتزوجا في العام التالي.
وتشارك الزوجان، اللذان التقيا في جامعة كارديف، شغف المغامرات في الأماكن المفتوحة وقاما معاً بتسلق بعض أصعب واجهات الصخور في المملكة المتحدة. وتفيد بعض الأخبار بأنه جرى التخطيط لرحلتهما إلى كاليفورنيا كجزء من احتفالات الذكرى السنوية.
وأخبرا أصدقاءهما بأن "حلمهما الكبير" يتمثل في اختبار أنفسهما بحديقة يوسيميتي الوطنية. وسافرا إلى الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/أيلول رفقة أصدقاء من ذوي الخبرة في التسلق أيضاً وقاما بتسجيل الاستعدادات والتدريبات في المدونة.
وعمل فوستر، الذي نشأ بشلتنهام في جلوسترشاير، قبل الالتحاق بجامعة كارديف، لدى شركة باتاجونيا للملابس، وعمل قبل ذلك لدى متاجر Up and Under للتسلق في كارديف. ونُشرت صورة له على إنستغرام في الحديقة الوطنية وهو يبدو منهَكاً، لكنه ظهر مبتسماً في اليوم الذي سبق الانهيار الصخري.وغرَّد الشاهد الوحيد على الانهيار الصخري، مايك كين، قائلاً إن صوت الانهيار كان "عالياً للغاية"، مضيفاً أنها بمثابة "معجزة لعدم تأذِّي أحد آخر".
هاف بوست عربي