رام الله الإخباري
يتساءل الكثير من المواطنين عن الفرق بين جهود المصالحة الحالية وقدوم حكومة الوحدة، عن الجولات السابقة مؤكدين تفاؤلهم هذه المرة في ظل التصريحات التي اطلقت من طرفي الانقسام.
وفي استطلاع لآراء بعض المحللين حول عوامل نجاح هذه الجولة من المصالحة، نجمل العوامل في النقاط التالية:
تغيير القيادة والجدية المصرية
المحلل السياسي "مخيمر ابو سعدة" رأى ان وجود قيادة سياسية جديدة على رأس حركة حماس تتمثل بيحيى السنوار الذي يهتم بالدرجة الاولى بإنجاز ملف المصالحة وطي صفحة الانقسام من اهم العوامل التي ساعدت في اتمام ملف المصالحة.
وقال ابو سعدة: "إن السنوار يتميز عن باقي القيادات في حركة حماس انه لديه رؤية مختلفة لبعض الامور ويتمتع بشخصية قوية ويملك من الشرعية الثورية والنضالية بحكم السنوات التي قضاها في السجون الاسرائيلية".
ويرى ابو سعدة "أن هناك جدية لدى الراعي المصري بانهاء ملف الانقسام وتوحيد الساحة الفلسطينية وهذه الجدية المصرية لم نعهدها منذ سنوات بسبب انشغالها بمشاكلها الداخلية ولكن مصر الان تستعيد دورها الاقليمي والعربي".
أضاف في سياق ذلك : "يبدو ان الفيتو الاسرائيلي عن المصالحة الفلسطينية قد رُفع وان هناك موافقة اسرائيلية على انهاء ملف الانقسام."
ودعا ابو سعدة حكومة الوفاق الى معالجة مشكلة الكهرباء أولاً وعودة رواتب الموظفين كاملة من بداية الشهر القادم ثانياً .
ويرى ان موضوع المعابر مرتبط بالوضع الامني في سيناء وان الحكومة الفلسطينية لا تملك وحدها قرار فتح المعبر بالوقت الحالي وموافقة القيادات المصرية السيادية على ذلك.
ضوء أخضر أمريكي
من جهته يرى المحلل السياسي "حسام الدجني" ان الذي يختلف هذه المرة في ملف المصالحة هو ان الادارة الامريكية اعطت الضوء الاخضر لإتمام المصالحة وبالتالي تحررت السلطة من الخشية من وقف التمويل والدعم المالي للسلطة الفلسطينية.
قال الدجني: "ما يجري في المنطقة العربية من احداث دفع مصر من الاستفادة من الورقة الفلسطينية في ابراز دورها ومكانتها الاقليمية ، وحل مشاكلها مع حركة حماس والانطلاق في رعاية ملف المصالحة وانهاء الانقسام".
وأضاف: "ارسال وفد مصري رفيع المستوى الى قطاع غزة هذا يدل على حرص مصر في انجاز المصالحة".
وأكد الدجني على أن "ادراك الرئيس واستشعار ابو مازن وكذلك حركة حماس في مخاطر المرحلة القادمة فيما يخطط له من ضم اغلب مناطق الضفة الغربية الى اسرائيل والازمة الخانقة التي يعيشها قطاع غزة التي اثرت على المزاج الفلسطيني هي أهم عامل في اتمام المصالحة"
وأكد الدجني على "ان الشارع الفلسطيني ينتظر اللحظة التي يعلن بها السيد رامي الحمدلله عن رفع العقوبات واعادة رواتب الموظفين وملف العلاج بالخارج وملف الكهرباء هذه ملفات لا علاقة لها بحوارات القاهرة هذه ملفات من اختصاص الحكومة طالما استلمت عملها في قطاع غزة".
عوامل إقليمية ودولية
من ناحيته يرى المحلل السياسي "طلال عوكل" ان العامل الدولي والعربي اختلف واجمع على ضرورة انهاء الانقسام بينما في اوقات سابقة كان يتلاعب بمواقفه تجاه هذا الملف بما في ذلك الامم المتحدة.
وأضاف "بالنسبة للموقف المصري هو موقف حازم هذه المرة في متابعة الملف الفلسطيني، ومصر مستعدة لبذل جهود كبيرة وتقديم الخدمات"
وأفاد "إن تغيرات حركة حماس نحو الوطنية الفلسطينية ساهمت في تحقيق المصالحة وهذا امر اصبح واضح بعد المؤتمرالاخير للقيادة الجديدة وهناك توجه قوي نحو تعميق الوطنية الفلسطينية".
من ناحية اخرى دعا "عوكل" الناس لانتظارهم التغييرات وملامستها قليلا لما بعد حوار القاهرة.
مضيفاً " لاشك ان زيارة الحكومة اليوم مهمة لكنها زيارة استكشافية وليس لأخذ القرارات وممارسة صلاحياتها بشكل مباشر يحتاج لوقت قليل".
وبانتظار تحول المصالحة واقعا على الارض يلمسه الفلسطينيون تبقى حالة التفائل هي السائدة في غزة.
وكالة معا