رام الله الإخباري
في التاسع عشر من أيار/مايو الماضي، توفي ستانيسلاف بيتروف، الضابط السوفييتي السابق في منزله في فريزيانو، على بعد عشرين كيلومترا شمال شرق موسكو، دون أي ضجيج.
ولم يكن لوفاة ضابط سابق في الجيش الأحمر أن تثير اهتمام الكثيرين، لولا أن أحد أصدقائه في ألمانيا أعلنها على مدوّنته، فانتشر الخبر مع قصة بيتروف، وهي قصة الرجل الذي أنقذ العالم من حرب نووية قبل ثلاثين عاما.
في ليلة الخامس والعشرين إلى السادس والعشرين من أيلول/سبتمبر من العام 1983، كان بيتروف ضابطا في قاعدة الإنذار الاستراتيجية جنوب موسكو، وفي تلك الليلة تلقى بلاغا من نظام المراقبة عبر الأقمار الاصطناعية بأن الولايات المتحدة أطلقت بضعة صواريخ باتجاه بلاده.
وبالرغم من حالة التوتر الكبيرة بين واشنطن وموسكو في ذلك التاريخ، فإن ستانيسلاف بيتروف قدّر أن الولايات المتحدة إن هاجمت بلاده فلن ترشقها ببضعة صواريخ بل ستمطرها بمئات منها، ولذا خلص إلى أن هذا الإنذار سببه خطأ تقني، وأخذ على عاتقه مسؤولية أن يبلغ رؤساءه بوجود إنذار خطأ، لا بوجود هجوم وشيك.
ولعلّ هذا القرار، الذي اتخذه هذا الضابط جنّب العالم حربا بين القوّتين العظميين كان يمكن أن تشعل نزاعا نوويا يدمّر العالم.
بعد ذلك الحادث، ظّل بيتروف في مركز عمله ثلاثة أيام، ثم عاد إلى منزله خائر القوى، ولم يحدّث عائلته بشيء، بحسب ابنه البالغ من العمر اليوم 44 عاما.
ثم تبيّن للخبراء السوفيات أن ما جرى كان بسبب خطأ في تحليل النظام لانعكاس أشعة الشمس على الغيوم، وبعد أشهر من الحادث، نال ستانيسلاف وسام استحقاق من القوات المسلحة، من دون أي توضيح لسبب ذلك التكريم.
وظلّ هذا الحادث طيّ الكتمان عشر سنوات، ثم كُشف عنه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 1991.
ويقول ابنه ديمتري إن والده تلقى بعد ذلك مئات رسائل الشكر والتقدير من كل أنحاء أوروبا، لكنه لم يكن يفهم، أبدا، سببا لذلك، لأنه كان يعتبر أنه لم يفعل شيئا سوى القيام بعمله.
مونت كارلو الدولية