رام الله الإخباري
نداء استغاثة كتبه مدرس سوري على موقع فيسبوك، حول ما يقارب 30 سوريّاً، تائهين في الصحراء على الحدود المصرية–السودانية قرب منطقة شلاتين، كان بداية الخيط للعثور عليهم.
انتشرت الاستغاثة سريعاً لتبدأ عملية تواصل بين المحامي المصري المهتم بالشأن السوري يوسف المطعني، وجهاز المخابرات المصرية سريعاً.
قال المطعني إنه بمجرد رؤيته للنداء، تواصل مع جهاز المخابرات وشرح لهم الحالة، ليتلقى بعدها اتصالاً أخبروه فيه بأنهم عثروا على السوريين وعددهم 21، بينهم 5 أطفال و6 نساء.
ورفض المحامي الإفصاح عن أسماء السوريين.
وأوضح في حديثه لـ"هاف بوست عربي"، أنه تم العثور عليهم بالقرب من شلاتين، وسيتم نقلهم إلى محافظة الغردقة لفحص الملفات، وتحديد إمكانية السماح لهم بالبقاء في مصر، أو ترحيلهم.
وأضاف أن الأمن المصري له محددات في كل قضية، فسيتم السماح ببقاء سيدة سورية زوجها في القاهرة، بينما سيتم ترحيل شاب هارب من الجيش في سوريا باعتباره يمثل خطراً من وجهة نظرهم.
500 دولار تكلفة التهريب
وقال المطعني إن هؤلاء السوريين قدموا إلى مصر عبر الحدود السودانية، مضيفاً أنه رغم أن هذا الأمر يعرض حياتهم للخطر فإنهم "مضطرون"؛ لكونهم يحاولون الهرب من الحرب الدائرة في سوريا منذ 6 أعوام، ويجدون الطرق الرسمية مغلقة في وجههم.
وأوضح أن غير القادرين من السوريين على الدخول من خلال "السوق السوداء" بالمطار، يضطرون إلى الدخول عن طريق الحدود البرية السودانية؛ لأن الخرطوم تسمح بإقامة السوريين دون قيد أو شرط.
وعن أسعار المهربين، قال إن الدخول لمصر عن طريق السودان لا يزيد على 500 دولار للفرد، واعتبر أن "المضحك في الأمر هو أن المهربين لديهم أخلاق، فتسعيرة تهريب رجل بالمتوسط تكون 300 دولار، و200 للمرأة، والأطفال مجاناً".
وقال إنه لا توجد إحصائيات عن عدد ونوعية السوريين الذين يدخلون عبر السودان، وقال إن أغلبهم أُسر، والأسر غالباً تعُبر إما مباشرة وإما حتى بعد فحص أوراقهم يتم السماح لهم.
حالات الفقد السابقة
وقال المحامي المهتم بقضايا السوريين إن حالات الفقد تكون قليلة جداً، مشيراً إلى أن المعلومات تصل إليه إما عن طريق ذويهم وإما ضباط الحدود أو الأمن.
وضرب المثل بقصة طفل يدعى محمود مجدي عمره 15 عاماً، اختفى في الصحراء منذ 25 يوماً، ولم يتم العثور عليه في أي الجهات، سواء حياً أو ميتاً.
وبحكم خبرته، يذكر المحامي أن الاتفاق على التهريب يتم عن طريق الشبكات الاجتماعية، فينتظرهم شخص فى المطار بالسودان خلال قدومهم من سوريا، يوفر لهم سكناً لمدة يوم، ثم يتحركون فى اليوم الثاني مع المهرب في سيارة عبر طرق رملية وإسفلتية إلى منطقة معينة، حيث يتقابلون مع مهرب مصري.
وأوضح أن هناك نقاط حدود على الحدود المصرية-السودانية، ودوريات ثابتة ودوريات متحركة للأمن، وقال إن الدوريات المتحركة تقوم بتعقُّب وتتبُّع آثار الأقدام أو السيارات، وحين يشعر المهرب بتتبعه، يترك السوريين ويهرب.
هذا ما يسبب ضياع أو فقدان المجموعات السورية، التي تستغيث أو تكون هناك دورية مارّة فتجدهم ويتم اتباع الإجراءات معهم.
هاف بوست عربي