قوبل خطاب زعيمة ميانمار سو تشي، الثلاثاء، بموجة انتقادات، سواء من جانب اللاجئين من أقلية الروهينغا المسلمة، أو من منظمات حقوقية مهتمة بالأزمة.وفي أول كلمة تلقيها سو تشي بعد اندلاع أعمال عنف في ولاية راخين شمالي ميانمار الشهر الماضي، دافعت الزعيمة عن سلوك بلادها، في المواجهات التي أدت إلى فرار أكثر من 400 ألف من الروهينغا.
وقالت سو تشي، الثلاثاء، إن معظم المسلمين في منطقة النزاع بقوا، وإن "أكثر من 50 بالمئة من قراهم لا تزال سليمة"، وأكدت أن الحكومة تعمل على استعادة الوضع الطبيعي.ورغم استمرار اشتعال الحرائق في ولاية راخين، قالت: "لم تكن هناك اشتباكات مسلحة كما لم تكن هناك عمليات تطهير" على مدار الأسبوعين الماضيين، وذلك ردا على اتهامات الأمم المتحدة.
لكن لاجئي الروهينغا المقيمين بمخيمات في بنغلادش يلقون باللوم على القوات الحكومية في طردهم من ديارهم، ويشعرون بالغضب جراء الإشارة إلى أنهم يتحملون مسؤولية ما حدث، أو أن بعض أفراد هذه العرقية آمنون.وفي مخيم كوتوبالونغ للاجئين، قال عبد الحافظ إن الروهينغا وثقوا يوما ما في سو تشي أكثر من الجيش الذي لم يحكم فقط لمدة نصف قرن من الزمان، لكنه أيضا وضعها هي نفسها قيد الإقامة الجبرية لسنوات عديدة.
والآن يصف عبد الحافظ سو تشي بأنها "كاذبة"، وقال إن الروهينغا عانوا في وجودها أكثر من أي وقت مضى.وأضاف أنه ينبغي على سو تشي أن تمنح الصحفيين الدوليين مزيدا من فرص الوصول إلى قراهم المدمرة، وقال إنه إذا ثبت أن الروهينغا ارتكبوا خطأ "فلن نمانع إذا قرر العالم قتلنا جميعا بإلقائنا في البحر".
وقالت كريس ليوا، مؤسسة مشروع أراكان، إن القواعد الحكومية للتحقق من الروهينغا كمواطنين صارمة للغاية، وتتطلب وثائق تعود لعقود مضت. وأضافت أن "الكثيرين فقدوا وثائقهم في الحرائق، والعديد من الأطفال لم يكونوا مسجلين بالأساس".وكانت ليوا ترد على دعوة زعيمة البلاد اللاجئين للعودة إلى ديارهم "إذا اجتازوا عملية التحقق من هوياتهم".
وذكرت أن هذه الحرائق دمرت آلاف المنازل، مستطردة: "فإلى أين يذهبون؟ أتمنى ألا يكون إلى مخيمات منفصلة، كما في سيتوي"، في إشارة إلى مدينة بولاية راخين حيث يقيم آلاف الروهينغا شبه محتجزين، منذ جولة أخرى من اعمال العنف العرقية منذ 5 سنوات.واتهم المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية، جيمس جوميز، سو تشى بأنها جمعت بين "الكذب واللوم على الضحايا".