رام الله الإخباري
اعتقلت السلطات الأمنية بمدينة طنجة (أقصى شمال المغرب)، ثلاث نشطاء، أمس السبت، بعد رفعهم الأعلام الفلسطينية داخل حفل أحيته مغنية كانت تعمل في سلاح الجو "الإسرائيلي" سابقا، وذلك في اليوم الثالث من الاحتجاجات المستمرة ضد مهرجان "طنجاز" الذي انطلقت فعالياته الخميس الماضي.
وكشف بلال كركيش، منسق المبادرة الدولية "القدس أمانتي" بالمغرب، عن أن النشطاء الثلاثة قرروا الاحتجاج بطريقة خاصة عبر حضور حفل المجندة الصهيونية "نوعام فازانا" ورفع أعلام فلسطين، مع كتابة عبارة "لا مرحبا بالإرهابيين على أرض المغرب" على بعض جدران الفضاء الذي يحتضن المهرجان.
وأضاف كركيش في تصريح لموقع "العمق المغربي" أن حراس الأمن الخاص بالمهرجان احتجزوا النشطاء الثلاثة، اثنان منهم ينتميان لحركة BDS "الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل" والثالث ينتمي لمبادرة "القدس أمانتي"، وحاولوا الاعتداء عليهم مع وابل من السب والشتم، قبل أن تعتقلهم قوات الأمن وتحقق معهم لحوالي 8 ساعات بمخفر الشرطة المركزي.
وأوضح أن الأمن أفرج عن عضوي حركة BDS بعد انتهاء التحقيق معهما، فيما أطلق سراح المعتقل الثالث صباح اليوم الأحد، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بكل من يوسف الثوري، ومريم لعسل، وسليمان الكرتي.
ونظم مناهضو التطبيع مع الكيان الصهيوني طيلة ثلاثة أيام وقفات احتجاجية أمام بوابة الفضاء الذي يحتضن مهرجان "طنجاز"، رافعين شعارات تدعوا لطرد "نوعام فازانا"، ووقف جميع أشكال التطبيع مع الكيان المغتصب لأرض فلسطين.
وفي أول رد لها على الاحتجاجات المنادية بطردها، قالت "نوعام فازانا" في تدوينة على حسابها بـ"فيسبوك": "تلقيت خلال 24 ساعة الأخيرة ضغوط كبيرة من حركة "بي دي أس" (الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل) لإلغاء حفلي بالمغرب، ولكن وصلتني أيضا كلمات ترحيب جميلة من الجمهور الذي حضر حفلتين سابقتين أحييتهما في هذا البلد".
وشاركت "فازانا" في سهرتين موسيقيتين يومي الجمعة والسبت رفقة تيما، وهي فنانة هولندية من أصول مغربية، في إطار فعاليات المهرجان الدولي "طنجة جاز" الذي تنظمه مؤسسة "لورين" خلال الفترة ما بين 14 و17 أيلول/ شتنبر الجاري.
يذكر أن المغرب أغلق في كانون الأول/ ديسمبر 2000 مكتب الاتصال "الإسرائيلي" بالرباط بعد انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ما يعني قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وكانت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (مستقلة)، قد راسلت وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، بسبب ما أسمته "الجريمة التطبيعية بدعوة جندية صهيونية للغناء في مهرجان طنجة لموسيقى الجاز في دورته 18"، معتبرة أن هذه الخطوة هي "انتهاك فاضح وصادم لمشاعر ومواقف المغاربة من الصهاينة وكيانهم الإرهابي المحتل لفلسطين والذي يمارس منذ عقود أبشع الجرائم بحق الأرض والإنسان والمقدسات، بل وفي انتهاك للموقف الرسمي للدولة المغربية الذي ما انفك المسؤولون فيها يرددون بألا وجود لأي تطبيع مع الصهاينة".
وطالبت مجموعة العمل الوزير الأعرج بـ"إصدار موقف عاجل بالعمل على طرد المغنية الصهيونية ورفع الدعم الرسمي لوزارتكم عن هذا المهرجان التطبيعي المشبوه الذي يرعاه شخص فرنسي الجنسية مقيم في طنجة لم يتوان عن التصريح بتحديه للمغاربة، إن كانوا يستطيعون فعل شيء لمنع دعوته للصهيونية المسماة “ناعوم” للغناء في قلب التراب الوطني بمدينة طنجة، في انتهاك فاضح معلن للسيادة الشعبية والوطنية يستوجب موقفا حازما من طرفكم ومن طرف السلطات المعنية".
عربي 21