معظم اليهود الأمريكيين غير راضين من عمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب استطلاع رأي جديد صدر يوم الأربعاءوجد استطلاع اللجنة اليهودية الأمريكية السنوي لرأي اليهود الأمريكيين أن 77% من المشاركين لديهم آراء “سلبية” بالنسبة للرئيس، بينما 21% لديهم آراء “ايجابية” بالنسبة لأسلوب حكمه. وقال 1% أنهم “غير متأكدين”.
وتتوافق هذه المعطيات مع نتائج التصويت داخل المجتمع اليهودي الأمريكي في انتخابات عام 2016. وأظهرت معطيات اللجنة أن 64% من اليهود الامريكيين صوتوا لهيلاري كلينتون، و18% صوتوا لترامب.
ولكن من الجدير الإشارة الى الفروقات بين آراء المشاركين بناء على انتماءاتهم للتيارات اليهودية: 71% من المتشددين، 25% من المحافظين، 11% من الإصلاحيين، 8% من الإصلاحيين الآخرين، و17% من الذين يعرفون أنفسهم “مجرد يهود” يعتبرون ولاية ترامب ايجابية.
من جهة أخرى، 27% من المتشددين، 73% من المحافظين، 88% من الإصلاحيين، 92% من الإصلاحيين الآخرين، و81% من الذين يعرفون أنفسهم “مجرد يهود” يعتبرون ولايته سلبية.ويشمل الإستطلاع عينة وطنية مكونة من الف أمريكي يهودي فوق جيل 18، شاركوا في مقابلات هاتفية بين 10 اغسطس و28 اغسطس. وهامش الخطأ هو 3.71%.
“المثير للإنتباه في استطلاعنا الجديد هو كون التوجهات للرئيس، كل من المؤيدة والمعارضة، بقت على ما هي منذ الإنتخابات، وداخل المجتمع اليهودي الفروقات بين المتشددين والتيارات اليهودية الأخرى بارزة في معظم المسائل”، قال المدير التنفيذي للجنة اليهودية الأمريكية، دافيد هاريس.ووفقا للإستطلاع، 57% من اليهود الأمريكيين في عام 2017 ديمقراطيون، و15% جمهوريون. وقال 20% أنهم مستقلون و8% قالوا أنهم “غير ذلك”.
ومن ناحية فكرية، العديد من المشاركين قالوا أنهم ليبراليون بشدة (39%)، وقال 22% أنهم معتدلون، و15% قالوا أنهم محافظون. وقال 15% أنهم “ليبراليون بإعتدال”، و7% أنهم “محافظون بإعتدال”.وعند توجيه اسئلة مفصلة، معظم المشاركين قالوا أنهم يختلفون مع تعامل ترامب مع العلاقات العرقية، الهجرة، الأمن القومي والإرهاب.
وقد أثار الرئيس مؤخرا غضب العديد من اليهود الأمريكيين في رده على عنف المنادين لتفوق العرق الأبيض في شارلوتسفيل، فيرجينيا، ولإلغائه برنامج “داكا”. وقد واجه احتجاجات من قبل معظم المنظمات اليهودية في فصل الشتاء الأخير عندما فرض حظر السفر.وفي مسألة العلاقات العرقية، 78% من اليهود الأمريكيين يعارضون عمله، بينما 21% يوافقون معه؛ وحول مسألة الهجرة، 76% يعارضون بينما 23% فقط يوافقون.في المقابل، 73% يعارضون طريقة تعامله مع الامن القومي، و69% يعارضون قيادته في الحرب ضد الارهاب.
حول إسرائيل والشرق الأوسط
معظم اليهود الأمريكيين المشاركين في الإستطلاع غير راضين من توجه ترامب للتهديد الإيراني، وخاصة سعي النظام الإيراني للحصول على اسلحة نووية – 68% قالوا أنهم غير راضين عن عمله في هذا المجال.
وقال العديد (29%) أنهم يعتقدون بأن احتمال تحقيق السلام الإسرائيلي الفلسطيني – ما وصفه ترامب بـ”رأس الاولويات” والذي استثمر به موارد سياسية كبيرة – تراجع في العام الأخير.وقال 55% أنهم يؤيدون اقامة دولة فلسطينية، ما لم يدعمه ترامب بشكل رسمي بعد، بخلاف لثلاثة رؤساء أسلافه.
وحول مسألة نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب إلى مدينة القدس، قال 36% من المشاركين أنهم يدعمون النقل، ولكن فقط بالتوازي مع عملية السلام.ويعتقد 16% فقط من اليهود الأمريكيين أنه يجب نقل السفارة فورا، بينما قال 44% – الأغلبية في هذه الحالة – أنه لا يجب نقلها ابدا.
معاداة السامية
ومن الجدير الإشارة أيضا إلى وجود الإستطلاع خوف متصاعد داخل المجتمع اليهودي الأمريكي من تنامي معاداة السامية.وفي عام 2016، اعتبر 73% ذلك مشكلة، و21% فقط اعتبروها “جدية جدا”، ولكن بعد عام، 84% قالوا أنها مشكلة، و42% يعتبرونها مشكلة “جدية جدا”.
وتأتي النتائج بعد عام تلقت فيه مئات المراكز الجماهيرية اليهودية العديد من التهديدات بالقنابل ووقعت فيها مظاهرة للمنادين لتفوق العرق الأبيض شارك فيها الكثير من النازيين الجدد، والتي انتهت بهجوم دهس دامي.واعتبر العديد من المشاركين في الإستطلاع أن معاداة السامية تتصاعد في الجامعات – ويعتبر 69% المسألة مشكلة، ويعتقد 29% أنها “جدية جدا”.