أعلنت أنقرة، اليوم الأربعاء، أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيزور تركيا الخميس حيث سيلتقي الرئيس رجب طيب اردوغان، في أول زيارة رسمية له إلى الخارج منذ اندلاع الأزمة بين الدوحة ودول عربية في مقدمتها السعودية. وأفاد بيان للرئاسة التركية أنه "خلال هذه الزيارة، سيناقش رئيسنا رجب طيب اردوغان العلاقات الثنائية مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية".
وتركيا حليف قوي لقطر، وقد تطوّرت العلاقة الدبلوماسية والتجارية والعسكرية بين البلدين في السنوات الأخيرة بشكل كبير. وتملك أنقرة قاعدة عسكرية في قطر، وقد نشرت فيها قوات للدلالة على موقفها الداعم لقطر بعد اندلاع الأزمة الخليجية.
ومن المطالب التي ترفعها السعودية وحلفاؤها لإنهاء الأزمة إغلاق هذه القاعدة. وإذا كانت العلاقات القطرية التركية جيدة جدا، فإن ذلك لا يحول دون عمل تركيا على إقامة علاقات جيدة مع السعودية، وهي تحاول أيضا القيام بدور الوسيط بين قطر وجيرانها. ويصل إلى تركيا مساء الأربعاء رئيس حكومة دولة الكويت التي فرضت نفسها وسيطا أول في الأزمة الخليجية.
وجاء هذا الإعلان على خلفية ما قاله رئيس جهاز الاستثمار التابع للحكومة القطرية، اليوم الأربعاء، أن صندوق ثروتها السيادي الذي تبلغ قيمة أصوله 300 مليار دولار لم يتأثر بالأزمة الخليجية.
وفي ظهور علني نادر، قال الشيخ عبد الله بن محمد آل ثاني، المدير التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار، إن الصندوق لا يعاني من أي "مشكلة" رغم مرور أكثر من مئة يوم على الأزمة الخليجية. وقال الشيخ عبد الله في خطاب ألقاه بجامعة "كارنيغي ميلون" في قطر، "لا نزال منفتحين على الأعمال التجارية ولا تزال الأعمال التجارية تسير كالمعتاد".
ووجدت قطر نفسها تعيش عزلة إقليمية بعدما قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين وقطر علاقاتها مع الدوحة التي اتهمت بدعم مجموعات إسلامية متطرفة والتقارب مع إيران. ونفت قطر الغنية بالغاز الاتهامات ضدها وتحركت لإعادة رسم خارطة تحالفاتها الاقتصادية والسياسية. ولدى سؤاله عدة مرات عن تأثير الأزمة على بلاده، أصر الشيخ عبد الله على القول إنه "ضئيل للغاية"، مضيفا أن الصندوق سيواصل سياسته الأخيرة في استهداف شركات التقنية العالية والبنى التحتية في الولايات المتحدة.
وتزامنت تصريحاته مع إعلان خدمة المستثمرين في وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني الاربعاء أن الأزمة الخليجية تؤذي اقتصادات جميع الدول المعنية، وفي طليعتها البحرين وقطر. وأشارت تقديرات "موديز" إلى أن ما يقارب من 30 مليار دولار خرجت من منظومة قطر المصرفية خلال شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو، فيما استخدمت الإمارة 38,5 مليار دولار في هذين الشهرين لدعم اقتصادها.