أمير وصفاء…"قصة حب" في قسم غسيل الكلى

أمير وصفاء…"قصة حب" في قسم غسيل الكلى

رام الله الإخباري

الإعجاب هو التوأم الوحيد للحب، هي اختصار لقصة الشاب أمير براش (32 عاماً) والذي يعمل عامل نظافة في قسم "غسيل الكلى" بمجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة.

مشاعر أمير الصادقة كانت صادمة للمجتمع الفلسطيني وتقاليده، وذلك حين أُعجب بفتاة مريضة "بالفشل الكلوي" وصولاً إلى خطبتها بعد انتظار عدة أشهر.

وخلال هذه المدة، حاول أمير التقدم عدة مرات لخطبة الفتاة صاحبة البشرة القمحية صفاء الحرازين ( 25 عاماً)، بعدما أجرى بحثا مطولا عن مكانها، إلا أن عائلتها كانت ترفض كون ابنتها مريضة.

لكن الشاب أصر على الارتباط بصفاء التي لم تصدق العرض لدرجة أنها اعتقدت أنه يمازحها خلال عمله في القسم الذي تتواجد به مرتين يومياً على الأقل في الأسبوع محاولاً التخفيف عنها.

وحاول مراراً إقناع الفتاة وعائلتها على مدار تلك الشهور، حتى أعلن عن خطبتهما، فيما ستجرى مراسم الخطبة في حفل كبير يوم غدٍ في إحدى صالات الأفراح.

وتعاني صفاء من المرض منذ خمسة أعوام، تخللها زراعة كلى بعد أن تبرعت لها والدتها، لكنها سرعان ما عادت لتغسل الكلى من جديد.

ويسرد أمير الذي يرافق خطيبته صفاء أثناء غسيلها الكلى قصته للوطنية، ويقول إنه كان يتردد كثيراً على الغرفة التي تتعالج بداخلها صفاء، وقدم لها المساعدة في أكثر من موقف، الأمر الذي ولد إعجابه بها.

ويضيف أنها فتاة مثقفة جميلة متعلمة لا ينقصها شيء لكي لا يرتبط بها، مشيرًا إلى أنه استعد للتبرع لها بكليته.

فيما تؤكد صفاء المحاطة بالأجهزة والكوابل الطبية أن الفكرة كانت صعبة لمريضة كلى أن يتقدم لها شخص لا يعيبه أي شيء، لافتة إلى أن والدتها قالت لأمير أن يفكر جيدًا وألا يتسرع بطلبه، مشيرة إلى أنها بدأت تماطل وتؤجل بالطلب، لكنه كان جادًا وذهب لبيتها بشكل رسمي.

ولكن أمير أكد أن ارتباطه بصفاء لم يكن من مبدأ الشفقة، قائلاً “إن القسم مليء بالحالات، متسائلاً:” لماذا لم أشفق على غيرها”.

وتابع:” أن المرض لم يكن يوماً من الأيام شيء يعاب عليه الإنسان ويمنعه من ممارسة طقوس حياته الطبيعية”.

وعاد ليؤكد أنه متمسك بالفتاة التي ملكت قلبه، وأنه شاهدها بأسوأ حالاتها، خاصة أنها تحدت المرض وصارعت الموت لأجله شريك حياتها، كما قال.

ووعد أمير حبيبته بحسب مصطلح أطلقه عليها، بأن يكن دوماً إلى جانبها في كل لحظاتها لنهاية العمر، وأنه مستعد ليكون لها الزوج والطبيب في ذات الوقت.

وتمنى الاثنان بابتسامة عريضة، أن يكونا نموذجاً صادقاً لتقبل المجتمع لفكرة ارتباط بالفتاة المريضة، أملين أن تكون قصتهما بداية لانتهاء الأفكار العقيمة التي تحتم على الفتاة المريضة أن تعيش في عزلة مع مرضها في مجتمع لا يرحم.

الوكالة الوطنية للإعلام