قال وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في أول تعقيب رسمي على قصف من قبل طائرات مقاتلة يرجح أنها إسرائيلية، إنه "علينا الإعتناء بأمننا، وهذا بالضبط ما نقوم به"، في استمرارية لانتهاج سياسة الضبابية إزاء ضربات يعتقد أنها إسرائيلية ضد أهداف في الأراضي السورية، لكنها المرة الاولى التي يزعم استهدافها لموقع عسكري بعيدا عن العاصمة السورية دمشق.
ولأول مرّة، كما هو مزعوم، تخرج المقاتلات الاسرائيلية عن نطاق نشاطها في محيط العاصمة دمشق، فقد قصف سلاح الجو الاسرائيلي موقعا عسكريا سوريا في بلدة مصياف الواقعة في ريف حماة الغربي، وتبعد نحو 223 كيلومترا عن العاصمة دمشق.
ولأول مرة تصل الطائرات الإسرائيلية الى منطقة قريبة الى هذا الحد من اللاذقية وطرطوس - معاقل النظام في الساحل السوري.
علما أنه كانت وسائل إعلام رجحت أن الطائرات الإسرائيلية نفذت الغارات من فوق الأجواء اللبنانية.
وقال ليبرمان في مقابلة إذاعية لقناة "راديوس 100 اف ام"، "كل يوم يوجد تفجيرات وقتلى في سوريا، وهذا شأن سوري خاص لا دخل لنا به. لكن علينا أن نُعنى بأمننا، وهذا بالضبط ما نقوم به".
وتابع"نحن لا نبحث عن مغامرة عسكرية ولكننا عازمون على منع أعدائنا من ضرب أو حتى خلق محاولة لضرب وتهديد أمن مواطني اسرائيل".وكرر ليبرمان - رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، الخطوط الحمراء الاسرائيلية، مؤكدا "سنفعل كل ما بوسعنا كي نمنع إقامة رواق (بروزدور) شيعي من طهران الى دمشق"!
وفي وقت سابق أعلن الجيش السوري اليوم الخميس مقتل جنديين جراء غارات إسرائيلية فجر اليوم جاءت من الأجواء اللبنانية استهدفت موقعا عسكريا بالقرب من مصياف في ريف حماة.
وجاء في بيان القيادة العامة للجيش والذي نقلته وكالة سانا الرسمية ان: "طيران العدو الإسرائيلي يقدم عند الساعة 2.42 فجر اليوم على إطلاق عدة صواريخ من الأجواء اللبنانية استهدفت أحد مواقعنا العسكرية بالقرب من مصياف ما أدى إلى وقوع خسائر مادية واستشهاد عنصرين في الموقع".
وسبق أن اعترف وزراء إسرائيليون بتنفيذ هجمات ضد أهداف سورية، وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي لطالما شدد على الخطوط الحمر الإسرائيلية.
فسبق أن اعترف وزير الشؤون الاستخباراتية يسرائيل كاتس بمسؤولية اسرائيل على الهجوم الذي طال مطار دمشق الدولي جنوب العاصمة في نيسان/ أبريل المنصرم، وقال إن "الحدث يلاءم سياستنا بخصوص منع نقل الأسلحة الى حزب الله بشكل كامل".
وفي حادثتين سابقتين اتهمت دمشق إسرائيل بمهاجمة مطار المُزة العسكري جنوب العاصمة السورية، الاولى في 7 كانون الأول/ ديسمبر 2016، والثانية في 13 كانون الثاني/ يناير 2017.
وسبق أن كرر المسؤولون الإسرائيليون التحذير بأن اسرائيل لن تسمح بتواجد عسكري لايران وحزب الله في منطقة الحدود السورية في هضبة الجولان. وتبادرت مؤخرا انباء اسرائيلية عن وصول المليشيات الشيعية وقوات فيلق القدس - خيرة الجنود في الحرس الثوري الإيراني، وقوات حزب الله اللبناني مع قوات الجيش السوري الى الجانب السوري من هضبة الجولان.وأسفر النزاع في سوريا عن مقتل أكثر من 320 ألف شخص وتهجير الملايين من السوريين إن كانوا نازحين داخل وطنهم او لاجئين خارج الحدود السورية.