قال وزير الاوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس، إن سماح حكومة الاحتلال الإسرائيلي لأعضاء الكنيست وغلاة المستوطنين باقتحام المسجد الاقصى يشكل خطوة تصعيدية كبيرة ومتقدمة في اتجاه عودة الامور الى نقطة الصفر، مبينا أن اكثر من 100 اعتداء ارتكبها الاحتلال في المسجد الأقصى ودور العبادة الشهر الماضي.
ورفض الوزير واستنكر القرار وكل ما من شأنه ان يمس المسجد الاقصى، مبينا ان هذا القرار يأتي وسط تدنيس يومي للمسجد الأقصى وسياسة الحصار والحواجز والمنع والتهويد، وتواصل الاعتداءات على المصلين الآمنين فيه، والمحاولات الاسرائيلية الجادة لتقسيمه زمانيا ومكانيا وصولا لهدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه.
وبين ان المسجد الاقصى كل يوم يتعرض لاعتداء وتدنيس وسرقة لآثاره، ولحفريات طالت أساساته، وأن الاقتحامات والاعتداءات على الاقصى ودور العبادة والمقامات هذا الشهر تجاوزت الـ54، كاشفا النقاب عن اكثر من 700 اعتداء منذ بداية العام لغاية اللحظة، وفي المسجد الابراهيمي الذي يعاني ايضا ويلات الاحتلال وغطرسته، حيث منع الاحتلال رفع الاذان 50 وقتا وتم اغلاقه كاملا ليوم واحد.
وقال ادعيس، ان الاحتلال يسعى لتطويق مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك بالبناء الاستيطاني والكنس اليهودية، التي كان اخرها بمنطقة بطن الهوى، وتتويج ذلك على المستوى الرسمي للحكومة بقيام وزير الأمن الداخلي اردان بالتجول في أحياء بلدة سلوان جنوب الاقصى وزيارته للكنيس .
وبين ان هذا الشهر حمل في ايامه العديد من الاعتداءات والانتهاكات، وشهد تزايدا كبيرا لأعداد المقتحمين في الاسبوع الاول منه وسط صلوات وحركات تلمودية، واعتقلت قوات الاحتلال ومنعت عددا من الموظفين والعاملين في المسجد الاقصى من دخوله تحت تهديد الملاحقات والاعتقال، واقامت مدرسة دينية يهودية قرب مدخل المسجد الاقصى مخصصة للقضايا المتعلقة بزيارة المسجد وتوفير معلومات عنه، وكذلك عودة المتطرف يهودا غليك لزاوية الاحداث بنقل مكتبه لساحة باب الأسباط للضغط على حكومته للسماح له باقتحام المسجد الأقصى المبارك، مضيفا ان قرار الحكومة الاسرائيلية بالسماح لأعضاء الكنيست باقتحام المسجد الأقصى اليوم ينذر بعواقب وخيمة، ويدل على سعي الاحتلال لتوتير الاجواء، داعيا اهلنا في القدس ومن يستطيع الوصول للمسجد الاقصى التواجد الدائم لتفويت الفرصة على الاحتلال وقطعان المستوطنين وحماية الاقصى من التدنيس والاعتداء.
وقال ان الاحتلال مستمر بالحفريات اسفل وبمحيط المسجد الأقصى، وانعكس ذلك حاليا على منزل أحد المواطنين المقدسيين بحي وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بظهور تشققات بمنزله.
واضاف ان الاحتلال يسعى لتغيير وجه المدينة وكل معالمها وليس فقط بالاقتحامات بل يمتد الامر الى الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، حيث منع إدخال الكتب للمدارس التي تقع داخل المسجد الأقصى المبارك واعتقل طلابا ومدرسين، وفي إطار حرب المناهج في القدس قرر الاحتلال توزيع كتب منهاجه مجانا لإحلالها مكان المنهاج الفلسطيني .
وأكد ادعيس ان وجود الاحتلال على ارضنا واستمراره بسرقة ارضنا ومقدساتنا يعني أن مسلسل الجرائم والحرائق سيستمر، وحيا صمود ابناء شعبنا وتسطيرهم لأروع ملاحم الصبر والثبات والمرابطة والدفاع المنقطع النظير عن مسجدهم وارضهم نيابة عن الامة .