أعلنت الشرطة البريطانية، الثلاثاء، أنها تنشد معلومات جديدة بشأن مقتل الفنان الفلسطيني، ناجي العلي، أحد أبرز رسامي الكاريكاتير العرب، قبل 30 عاما وتأمل الشرطة عبر هذه الخطوة في أن يشعر شخص ما بقدرة أكبر على التحدث بحرية بعد ثلاثة عقود على جريمة الاغتيال التي وقعت غرب لندن في 22 يوليو 1987.
وكان شخص مجهول قد أطلق الرصاص في ذلك اليوم على العلي، الذي نقل إلى المستشفى ليتوفى في 29 أغسطس 1987 متأثرا بجروحه، عن عمر ناهز 51 عاما.
وناجي العلي يعتبر من أبرز رسامي الكاريكاتير الساخر في عصره، وقد ابتكر ضحية "حنظلة" التي باتت رمزا لمعاناة الشعب الفلسطيني وصموده على حد سواء.وابتكر العلي "حنظلة" عام 1969 حين ظهرت للمرة الأولى في رسوماته على صفحات جريدة السياسة الكويتية، لتنقل بعدها إلى وجدان الشعب الفلسطيني والضمير العربي.
وحنظلة تمثل صبيا فلسطينيا في العاشرة من العمر حسب العلي، أدار ظهره في سنوات ما بعد 1973 وعقد يديه خلف ظهره.واتهم جهاز الموساد الإسرائيلي باغتيال العلي، الذي كان يعد أحد أبرز الشخصيات التي حملت لواء القضية الفلسطينية وحفزت الشعوب على دعم الفلسطينيين في نضالهم ضد الاحتلال.
وعلق نجل الراحل، أسامة العلي، على طلب الشرطة البريطانية بالقول "ارتُكبت جريمة مروعة بوضوح وتحقيق العدالة أمر حاسم للأسرة، وأرى تماما من الناحية السياسية أن من المهم أيضا أن يعرف الناس ما حدث وأن هناك حزما".
وتدعو شرطة لندن حاليا أي شخص لديه معلومات بشأن عملية الاغتيال، خاصة ما يتعلق بالمشتبه بهما الرئيسيين، التي لم تتمكن من تحديد هويتهما، إلى أن يقدم لها هذه المعلومات.وتلقى العلي رصاصة في رقبته من الخلف في وضح النهار، بينما كان يترجل من سيارته إلى مكتب صحيفة القبس الكويتية في نايتسبريدج، حيث كان يعمل في ذلك الوقت.
وتابع الشهود المسلح المشتبه به وهو يتبع العلي ثم لاذ بالفرار من الموقع على قدميه. وجرى وصفه بأن عمره يبلغ نحو 25 عاما وأن ملامحه شرق أوسطية، حيث كان له شعر أسود كثيف يصل طوله إلى الكتفين.
كما أبلغ شهود عن رؤية رجل آخر في الخمسينات من العمر وأصوله شرق أوسطية أيضا، وهو يركض قريبا بعد قليل من الحادثة ويده داخل جيبه كما لو كان يخفي شيئا، ثم دلف إلى سيارته المرسيدس وقادها مبتعدا.وقال دين هايدون، رئيس قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة البريطانية والذي يشرف على القضية، إن الشرطة "اتبعت عددا من خيوط التحقيق التي لم تقدنا إلى التعرف على هوية الرجلين".
وأضاف "بيد أن الكثير يمكن أن يتغير في 30 عاما.. فالولاءات تتغير والأناس الذين لم يكونوا راغبين في الحديث في ذلك الوقت ربما يكونون مستعدين الآن للتقدم بمعلومات حاسمة".