رام الله الإخباري
قال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل إن ألمانيا تقع على الخطوط الأمامية لحرب باردة جديدة وإن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تقوم بخطأ جسيم باتباعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على طريق إعادة التسليح.
وصرح غابريل لصحيفة "بيلد" في تعليقات نشرت اليوم السبت (26 آب/ أغسطس) أن ألمانيا في تعاملها مع ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تواجه جيرانا في الشرق والغرب "لا يؤمنون بقوة الحق ولكنهم يؤمنون بأن الحق للأقوى".
وبينما لم يتبق على انطلاق الانتخابات في ألمانيا سوى شهر، يصارع الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي ينتمي إليه غابريل كي ينأي بنفسه عن الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي له ميركل بعد أربعة أعوام من تحالفهما وذلك بعد أن فشلت حملة ضد عدم المساواة الاجتماعية في جذب الناخبين.وتدعم تصريحات غابريل ما قاله مارتن شولتس، وهو مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي لمنصب المستشار، الذي انتقد الأسبوع الماضي خطط ميركل من أجل زيادة الإنفاق الدفاعي وقال إنه سيطالب الولايات المتحدة بإزالة أسلحتها النووية من الأراضي الألمانية.
وقال الوزير الألماني للصحيفة "نحن في خضم حرب باردة جديدة" وتابع "نحن تماما في المنتصف. إننا نواجه مرحلة جديدة من التسليح النووي في الشرق والغرب"، مضيفا أن بوتين وترامب يؤمنان بأن العلاقات بين الشعوب والأمم "هي علاقات صراع بحتة". وأضاف "إنهما لا يكترثان لقوة الحق بل يؤمنان بأن الحق للطرف الأقوى".
وأوضح بأن ميركل تعتقد أنها ستحظى بدعم ترامب بزيادتها الإنفاق العسكري إلى نحو 70 مليار يورو مضيفا "أعتقد أن هذا خطأ جسيم".وفي إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال غابريل إن كلاهما يعتقد أن الصراع هو السمة المميزة للتعايش بين الناس والشعوب، مضيفا أنه لم يعد هناك أولوية للعدالة وقوة الحق، بل حق الأقوى، وقال: "العالم كترسانة، كساحة حرب، حيث يُبجَل فقط من يثبت أنه الأقوى. هذا تطور خطير".
ومن ناحية أخرى، أعرب غابريل عن دعمه لزعيم حزبه الاشتراكي الديمقراطي ومرشح الحزب للمنافسة على منصب المستشارية، مارتن شولتس، مضيفا أن نتائج الانتخابات التشريعية التي ستجرى في 24 أيول/سبتمبر المقبل غير محسومة.
وكانت عدة دول في حلف شمال الأطلسي من بينها ألمانيا تعهدت مسبقا بزيادة إنفاقها الدفاعي بنسبة اثنين بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وذلك حتى قبل انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وبينما زادت العديد من الدول إنفاقها على الجيش وصل القليل منها فقط إلى نسبة 2 بالمئة المنشودة وألمانيا ليست من ضمنها.
وهاجم غابريل تصريحات بعض الأعضاء المحافظين من الحزب الذي تنتمي إليه ميركل والتي انتقدوا فيها المستشار السابق جيرهارد شرودر من الحزب الديمقراطي الاشتراكي بسبب قبوله لمناصب في شركات طاقة على صلة بالحكومة الروسية كانت آخرها شركة روسنفت.وتظهر استطلاعات الرأي تقدم حزب ميركل بنسبة تصل إلى 17 نقطة مئوية أمام خصمه الحزب الديمقراطي الاشتراكي وسط انتعاش الاقتصاد الألماني وتراجع معدلات البطالة.
دويتشيه فيليه