رام الله الإخباري
ألمح قائد سلاح الجو الإسرائيلي المنتهية ولايته، أمير إيشل، إلى غارات نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي، خاصة في سورية، وفي مناطق أخرى أيضا، وقال إن "جزءا كبيرا من الأمور التي أراد حزب الله أن تكون بحوزته لم يحققها"، في إشارة إلى قصف قافلات ومستودعات أسلحة في سورية وكانت في طريقها إلى لبنان.
إيشل، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "هآرتس" ونشرتها اليوم، الجمعة، إنه قبل العام 2012 نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي عددا قليلا من عمليات "الإحباط المسبق" بعيدا عن حدود إسرائيل، وأنه منذ العام 2012 كانت هناك "عشرات كثيرة جدا" من هذه العمليات، وحتى أن عددها يقترب من المئات "في الجبهة الشمالية وجبهات أخرى".
وأوضح إيشل طبيعة غارات "الإحباط المسبق" هذه، قائلا إن "الغارة يمكن أن تكون هدفا فرديا، صغيرا وموضعيا، ويمكن أن تكون أسبوعا مكثفا، بمشاركة أدوات (طائرات من عدة أنواع) كثيرة جدا. ولسعادتي أن هذا يحدث تحت الرادار. وبالإمكان النظر إلى العتاد الذي تم تدميره على أنه إنجاز مباشر".
واعتبر إيشل أنه خلال ولايته كقائد لسلاح الجو، التي دامت خمس سنوات تقريبا، أنه "حدث أمر آخر أيضا وهو مهم بنظري، وهو أننا عرفنا كيف لا ندهور دولة إسرائيل إلى حروب". وأردف أنه بهذه الغارات "أبعدنا احتمالات الحرب. لم نلغها، وهذا لا يعني أنه لن يكون هناك سوء فهم في الغد، فكل شيء وارد. لكن عندما يشعر أحد ما أنه يعرفون عنه أكثر مما كان يتوقع، وأنه نحن مصرون على العمل، حتى لو بدا ذلك غير ممكن، ونعمل بصورة شديدة ودقيقة، فهذا لا يثير رغبة بالحروب"
وتطرق إيشل إلى الوجود العسكري الروسي في سورية، لافتا إلى أنه "أدركنا أنه يوجد هنا لاعب جديد وهام جدا في الحلبة". وأضاف، حول الغارات الإسرائيلية في قلب الأراضي السورية رغم وجود الروس، أنه "لا ننسق مسبقا نشاطا مع الروس. لا نقول لهم ما الذي سنفعله" في سورية، "فهم يدركون من أجل ماذا نعمل (قصف مواقع في سورية). وهم لا يوافقون أو يعطوننا مصادقة، لكني أعتقد أن الروس يدركون أن إسرائيل تحارب الإرهاب وتمنع نقل أسلحة".
وفيما يتعلق بإيران واحتمال توجيه ضربة عسكرية ضدها، قال إيشل إنه "أعدنا لإسرائيل قدرة الضربة المسبقة إلى الجبهة الشمالية. وهذه قدرة تستند إلى معلومات استخبارية دقيقة. وعندما تفاجئ، فإنك تزعزع العدو. وأنا لا أقول إن على إسرائيل توجيه ضربة مسبقة. فهذه معضلة إستراتيجية وأي شيء ينبغي بحقه في سياقه. لكن توجد لدينا قدرة كهذه اليوم".
وبدا إيشل حذرا في الحديث عن ضربة عسكرية ضد إيران. "عندما نتحدث عن ضربة استباقية، يكون الاعتقاد إنه سننهض في يوم صاف ونهاجم أحدا. وهذا ليس الواقع الذي نعيش فيه. فالثمن الإستراتيجي لخطوة كهذه باهظ جدا. وحالات التوتر يمكن أن تستمر وقتا طويلا... ولا أريد أن أعطي علامات لأحد، لكنني شهدت حالات غير قليل جرى خلالها التحلي بالمسؤولية لدى اتخاذ قرارات. ومن يتجه إلى خطوات كهذه يدرك أن الواقع الذي سينشأ بعدها سيكون مختلفا بالمطلق، ويوجد لذلك أثمان باهظة".
وتحدث إيشل عن تعاون بين سلاح الجو الإسرائيلي وأسلحة جو عربية، وقال إن "الوضع تغير، ويوجد لقاء مصالح بين إسرائيل ودول أخرى في المنطقة. ونحن نرى الأعداء أنفسهم بتطابق. والتعاون في الجو أسهل، وهو أقرب من التعاون على الأرض".
وبعد أن قتل الجيش الإسرائيلي قرابة 2200 فلسطينيا أثناء العدوان على غزة، عام 2014، وغالبيتهم استشهدوا بنيران الطيران الحربي، قال إيشل إن "نوع المواجهة لن يتغير في الحروب المقبلة، في غزة وخصوصا في لبنان. بل ستكون شديدة أكثر مما كانت حتى اليوم".
عرب 48