رام الله الإخباري
رفضت باكستان الأربعاء انتقاد الولايات المتحدة لجهودها في مكافحة "الإرهاب" وقالت إن على واشنطن ألا تستخدمها ككبش فداء "لفشل الجيش الأميركي في الحرب الأفغانية".
وكشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاثنين عن إستراتيجيته بأفغانستان معبرا عن التزامه بالحرب المفتوحة هناك، ومشيرا إلى إيواء باكستان لمتمردي حركة طالبان الأفغانية وجماعات مسلحة أخرى مثل شبكة حقاني.
وهدد مسؤولون أميركيون إسلام آباد بقطع المساعدات وأن واشنطن ربما تخفض مكانة باكستان كحليف كبير خارج حلف شمال الأطلسي، وذلك من أجل الضغط عليها للعب دور أكبر في إنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة حتى الآن.
وضم وزير الخارجية الباكستاني خواجة آصف صوته إلى جموع الأصوات الغاضبة في بلاده بسبب الانتقادات الأميركية، مؤكدا عدم إيواء أي جماعات مسلحة.
وقال آصف بمقابلة مع قناة جيو التلفزيونية أمس الثلاثاء "يجب عليهم ألا يجعلوا من باكستان كبش فداء لفشلهم في أفغانستان". وأضاف "التزامنا بالحرب على الإرهاب لا مثيل له ولا يمكن زعزعته".
وقال إن باكستان "عانت من خسائر كبيرة بسبب الجماعات الإسلامية المتشددة" منذ انضمامها إلى "الحرب على الإرهاب" التي أطلقتها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. وأضاف "إسهاماتنا وتضحياتنا ودورنا كدولة ضمن التحالف (ضد الإرهاب) يتم إهمالها وعدم احترامها".
وتقاتل باكستان منذ سنوات جماعات مسلحة تسعى إلى الإطاحة بالحكومة من خلال التفجيرات وعمليات الاغتيال.
ويقول منتقدون إن الجيش الباكستاني يرعى فصائل إسلامية أخرى من بينها حركة طالبان الأفغانية، إذ يرى أنها مفيدة في الصراع الأساسي ضد غريمتها القديمة الهند.
وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الثلاثاء بهذه الصدد، إنه "ينبغي على باكستان التوقف عن توفير ملاذ آمن للجماعات الإرهابية" وأشار إلى أن بلاده مستعدة لمساعدة باكستان في التصدي للإرهاب داخل حدودها، بيد أن اسلام آباد يجب أن تسلك نهجا مختلفا لأن تسامحها مع "الجماعات الإرهابية" على حدودها أدى إلى تعطيل الجهود المبذولة في أفغانستان.
والتقى السفير الأميركي بإسلام آباد ديفد هل اليوم قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا لتخفيف حدة الاتهامات الأميركية على ما يبدو.
وأبلغ باجوا هل بأن "باكستان تعمل بجد لتحقيق السلام في أفغانستان". ونقل بيان للجيش عنه قوله إن بلاده فعلت الكثير وستواصل عمل "ما بوسعنا ليس استرضاء لأحد، بل لأن ذلك في مصلحتنا وسياستنا القومية".
وشهدت علاقات البلدين فترات شابها التوتر الشديد خلال العقد الماضي لا سيما بعدما عثرت الولايات المتحدة على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان، وقامت قواتها الخاصة بقتله عام 2011.
الجزيرة نت