رام الله الإخباري
ما بين الساعة التاسعة والنصف حتى العاشرة من مساء الأحد الماضي تعرض الشاب حسين راتب أبو عصب لإطلاق النار برصاص مجهولين داخل محله التجاري في منطقة أضواء المدينة في الخليل.
وخيم الحزن على أصدقاء الشاب وأقربائه في الخليل، فانتشرت صور المغدور عبر مواقع التواصل الإجتماعي، إضافة إلى تقديم التعازي لأهله وأقاربه، مستنكرين ما حدث لأبو عصب.
وأكد مدير العلاقات العامة والإعلام في الشرطة لؤي ارزيقات لـ"النجاح الاخباري" على أن أبو عصب كانت إصابته بليغة بالقسم العلوي من جسده في منطقة الكتف، بعد أن أطلق مجهولون النار عليه ولاذوا بالفرار.
ونقل الشاب أبو عصب على اثرها لمستشفى الأهلي في الخليل ولم تفلح جميع الجهود لإنقاذ حياته ولقي حتفه، وفور تلقي بلاغ القتل باشرت الشرطة والنيابة العامة التحقيق في الحادثة.
إلى أين وصلت قضية مقتل حسين أبو عصب؟
وأشار ارزيقات إلى أن البحث والتحري ما زال جاري حتى اللحظة، قائلا: "الخليل تشهد انتشارا مكثفا للأجهزة الأمنية عقب الحادثة".
وأضاف أن أهل الشاب أجلت تشييع جثمان الشاب ليوم غد الثلاثاء".
وشرعت الشرطة بأخذ إفادات شهود العيان وجمع كاميرات المراقبة وما زالت اجراءات التحقيق جارية.
"فورة الدم لن نقبلها"
وشدد ارزيقات على أن الأجهزة الأمنية رفعت حالة الإستعداد والتأهب واتخذت الإحتياطات اللازمة لمنع الإعتداء على ممتلكات المواطنين ومنازلهم، قائلا "فورة الدم التي تحدث بين المواطنين لن نقبلها".
وأكد على أن الأجهزة الأمنية تعمل على حفظ النظام وإلقاء القبض على كل من يتصرف خارج اطار النظام والقانون.
سبب انتشار الشجارات في الخليل
وفي الحديث عن سبب انتشار الشجارات والقتل في مدينة الخليل خاصة وأن عدد الشجارات في الخليل بلغت منذ بداية العام الحالي حوالي 400 شجار أسفرت عن مقتل 11 مواطنًا.
ويقول ارزيقات "مدينة الخليل يطغى عليها الطابع العشائري بشكل كبير، وثقافة الثأر موجودة"، ويتابع "ما أن يقع شجار سرعان ما يتدخل أبناء العشيرة الواحدة دون معرفة سبب الشجار الحقيقي، لمجرد الدفاع عن الأقارب أو الأصدقاء، وتتطور الأمور على هذا الشكل، فتؤدي للقتل".
ولفت ارزيقات إلى أن معظم أسباب الشجارات تكون بسيطة، واغلبها قد تبدأ من مشادة بين أطفال، أو خلاف على مركبة أو قطعة أرض وقد يكون أبسط من ذلك بكثير ونتيجتها القتل.
وللحد من هذه الجرائم، يؤكد ارزيقات لـ"النجاح الاخباري" على أن الفصل بمثل هذه الجرائم يجب أن يكون سريعا سواء بطريقة عشائرية أو قانونية وبقرارات قضائية دون الإطالة في المحاكم.
وأضاف أنه لا بد من إعادة النظر في التشريعات المعمول بها في فلسطين بحيث تتجدد لمحاسبة المجرم.
"ستنتهي القضية بفنجان قهوة"
الأخصائية الإجتماعية عروب جملة أفادت بأنَّ الشجارات في ازدياد دائم، علما بأن العائلات قديما كانت ممتدة وقريبة من بعضها البعض ومع ذلك كانت الشجارات أقل، قائلة "كان في احترام وتقدير للآراء".
ومع اختلاف الثقافات عبر الزمن، واضمحلال المودة في ظل التسارع الزمني التكنولوجي والمصالح الشخصية أشارت جملة إلى أن "ثقافة الأنا" ارتفعت بشكل كبير حتى داخل العائلة ذاتها، فالأنانية وعدم احترام الآخر أساسه التربية الخاطئة.
وفيما يتعلق بالصلحة العشائرية في عدة مناطق بفلسطين، عبرت جملة باستياء قائلة "المجتمع يضرب ويجرح بالطرق اللاانسانية كافّة معتمدًا على انتهاء القصة بالصلح وفنجان القهوة".
وأضافت أنَّ الغياب القانوني، والمماطلة باتخاذ الإجراءات اللازمة، والوضع الإقتصادي السيء، وغياب الثقافة، والتفكير الإيجابي البعيد عن عقلانية الأمور جميعها أسباب لها دور في اللجوء للعنف في الشجارات العائلية وغير العائلية".
والعنف الذي يصل إلى حد القتل لا يأتي من فراغ، فهو نتيجة تراكمات اجتماعية ونفسية وبيئية وأسرية سابقة، وفقا لجملة.
وشددت جملة على ضرورة التوعية المستمرة من خلال الورشات التوعوية من قبل الوزارات والمؤسسات، للحد من هذه الظاهرة.
ونشر ثقافة الحب والمودة والحنان، ليربى الطفل بقلب سليم خال من الحقد والأمراض الإجتماعية والنفسية.
واختتمت الأخصائية الإجتماعية حديثها مع "النجاح الإخباري" بأنَّه وبناء على دراسات عن العنف أجراها علماء النفس، تبين أنَّ الشخص المحبوب بين أسرته، يتعزز لديه الإيجابيات ويكون ذي فكر راقي وبعيد كل البعد عن العنف".
النجاح الإخباري