حذر رئيس الموساد يوسي كوهين، من تعاظم النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، لافتا إلى أن طهران ما زالت تشكل الخطر الأكبر على الأمن القومي الإسرائيلي وتتقدم بصورة عسكرية كبيرة تثير الخوف والقلق .ودعا كوهين الحكومة الإسرائيلية إلى استغلال العلاقات الممتازة مع الإدارة الأميركية بهدف إحداث تغير فيما يخص الملف الإيراني، معتبرا أن إيران تتقدم بشكل كبير في مشاريعها العسكرية بالشرق الأوسط.
أقوال رئيس الموساد وردت، اليوم الأحد، خلال جلسة الحكومة الأسبوعية التي قدم خلالها تقريره المفصل الدوري للوزراء ولأعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينيت"، حيث ركز في تقريره على الملف الإيراني والشيعة.وواصل رئيس الموساد تحريضه على إيران، ورجح أن التهديد الإيراني على الشرق الأوسط يتواصل ومن شأنه أن يتعاظم، قائلا: "منطقة الشرق الأوسط تشهد تغييرات وتمر في حالة تغير الذي هو ليس بصالح إسرائيل، لأن إيران تزداد قوة ما بعد الاتفاق النووي مع الدول الكبرى ويزداد حضورها هي وحزب الله في المنطقة، بالإضافة لقوى شيعية أخرى في العالم العربي التي تتجمع في المنطقة، والهدف الرئيسي لا بد أن يكون لجم هذه التوافد والتعاظم فيران والشيعة".
تحريض كوهين لم يتوقف عند إيران، بل طال الشيعة في جميع الدول العربية والإسلامية، إذ حذر رئيس مما اسماه "الهلال الشيعي"، الذي يمتد من بغداد ودمشق وصولا إلى لبنان.
وأكد أن القوة الوحيدة في العالم التي تستطيع التصدي لـ"الهلال الشيعي" هي الولايات المتحدة الأميركية من خلال تأثيرها على دول المنطقة، مطالبا حكومة نتنياهو باستغلال العلاقات الجيدة مع إدارة ترامب لدفعه لاتخاذ خطوات في هذا الصدد.وادعى رئيس الموساد أن إيران تواصل مساعيها من أجل أن تصبح دولة نووية وإن الاتفاق مع الدول العظمى منحها القوة نحو الوصول لهذا الهدف، مبينا أن إيران تشهد ومنذ التوقيع على الاتفاق حالة من النمو الاقتصادي والتجاري، واتفاقيات دولية جديدة من شأنها أن تعزز من اقتصادها.
ونقل موقع "واللا" على لسان موظف كبير الذي شارك في جلسة الحكومة قوله: "الملف الإيراني كان بصلب تقرير رئيس الموساد والتقييم الذي قدمه لوزراء الحكومة، حيث تطرق أيضا إلى اتفاق خفض التوتر ووقف إطلاق النار في جنوب سورية، الذي أعلن عنه من قبل روسيا وأميركا بالشهر الماضي".
وشدد رئيس الموساد على أن إسرائيل طلبت بأن يتم إخلاء قوات شيعية وإبعاد القوات الإيرانية عن المكان، بيد أن طلبها قوبل بالرفض، ورغم ذلك فإسرائيل، يقول كوهين: "تواصل جهودها ومساعيها من أجل إعادة النظر ببنود الاتفاق لما يتماشى مع الأمن القومي الإسرائيلي".
من جانبه، عقب ديوان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على ما ورد في تقرير رئيس الموساد بالقول: "أكد كوهين خلال تقريره أن تغييرات وعملية مركزية تجري حاليا في الشرق الأوسط، وتتلخص حول المد والزحف الإيراني عبر إرسال وحدات من الجيش وعناصر من الحرس الثوري إلى سورية ولبنان والعراق واليمن، وفي الأماكن الذي يلاحظ تراجع وانهيار لتنظيم داعش، حيث تسد إيران هذا الفراغ الأمر الذي يجب أن يقلق الجميع".وزعم رئيس الحكومة خلال الجلسة بأن تقرير الموساد بمثابة أدلة وتأكيد بأن الاتفاق النووي ما بين إيران والدول العظمى بمثابة خطأ، مبينا أن إسرائيل ليست ملزمة بهذا الاتفاق أو أي اتفاقات دولية وقعت عليها إيران، بحيث ستواصل إسرائيل العمل من أجل الدفاع عن ذاتها وصد كافة التهديدات التي تواجهها.