رام الله الإخباري
نشرت صحيفة "نوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية تقريرا، عرضت من خلاله أربعة مناسبات كاد العالم يغرق خلالها في جحيم حرب نووية، ويتزامن ذلك مع الحرب الكلامية بين مجنون الولايات المتحدة، ونظيره الكوري الشمالي الأمر الذي قد ينتهي باشتعال لهيب حرب نووية حقيقية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن اليابان أحيت في الفترة الممتدة بين 6 و9 من آب/ أغسطس ذكرى مأساة هيروشيما وناجازاكي، اللتين قصفتا بقنبلة نووية منذ 72 سنة، وخلال السنوات التي تلت نهاية الحرب العالمية الثانية، حبس العالم أنفاسه في أربعة مناسبات خوفا من اندلاع حرب نووية وشيكة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.
وذكرت الصحيفة أن المناسبة الأولى تزامنت مع أزمة الصواريخ الكوبية سنة 1962، حيث تحالف فيدل كاسترو مع الاتحاد السوفييتي في خضم الحرب الباردة، وهو التحالف الذي لم يرق للأمريكيين. على خلفية هذا الوضع، أرسلت واشنطن قرابة 1400 جندي إلى خليج الخنازير بهدف الانقلاب على حكم فيدال كاسترو، قبل أن تفشل العملية برمتها.
نتيجة لهذا الفشل، سارعت واشنطن لنشر صواريخ نووية خارج أراضيها، حيث قامت بتركيز 15 صاروخا في تركيا و30 صاروخا في إيطاليا، خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 1962. من جهته، ركز الاتحاد السوفيتي صواريخ نووية في كوبا. وبالتالي، بات شبح حرب نووية بين القوتين يلقي بظلاله على العالم بأسره. لكن سرعان ما عقد البلدين اتفاقا سريا أفضى إلى سحب الروس لصواريخهم النووية من كوبا، في المقابل بادر الأمريكيون بسحب صواريخهم من تركيا.
وتطرقت الصحيفة إلى الحديث عن حرب تشرين الأول/ أكتوبر سنة 1973، التي أطلق عليها أيضا اسم "حرب العاشر من رمضان" أو الحرب الإسرائيلية العربية، كما تعرف عند اليهود باسم "حرب يوم الغفران"، ولئن اختلفت التسميات إلا أن هذه الحرب أثارت العديد من المخاوف بشأن إمكانية اندلاع صراع نووي، حيث فاجأت القوات السورية والمصرية إسرائيل بهجوم مباغت بهدف استعادة سيناء والجولان اللتين تخضعان للاحتلال الإسرائيلي منذ سنة 1967.
ومع اشتداد وطأة الحرب، قررت إسرائيل استخدام أسلحتها الذرية مع العلم أن الاتحاد السوفييتي كان يدعم مصر وسوريا، خلال تلك الفترة، الأمر الذي استوجب تدخل الولايات المتحدة. ومباشرة، أنشأت واشنطن جسرا جويا لتزويد الدولة العبرية بالأسلحة، كذلك فعلت موسكو مع حليفيها وذلك حتى تتكافأ موازين القوى. لكن سرعان ما تم احتواء هذه الحرب، من خلال وقف إطلاق النار، الذي دعا له مجلس الأمن الدولي، استجابة للضغوط التي سلطت عليه من قبل الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. ففي الواقع، لم تكن كلا الدولتين على استعداد لتحمل تكاليف الحرب بين إسرائيل والعرب.
وأعادت الصحيفة للأذهان أزمة ما يعرف "بتجربة إيبل آرتشر" سنة 1983، حيث أوشكت موسكو والناتو على الضغط على الزناد لإطلاق حرب نووية شاملة. فخلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من نفس السنة، أقدم حلف الناتو على إطلاق صواريخ نووية بهدف إخضاع مقرات القيادة العسكرية التابعة له لتدريبات تتعلق بالإجراءات التي يجب اتخاذها قبيل توجيه ضربات نووية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه التجارب تزامنت مع أزمة الصواريخ النووية الأمريكية المرتكزة في أوروبا الغربية، والغزو الأمريكي لغرينادا، وكرد على ذلك، أطلق الاتحاد السوفييتي صفارات الإنذار، كما جعل صواريخه النووية ووحداته الجوية المرتكزة في الجمهورية الديمقراطية الألمانية وبولونيا على أهبة الاستعداد خوفا من ضربة أمريكية محتملة، لتنتهي هذه الأزمة مع توقف تجارب "إيبل آرتشر"، وكأن شيئا لم يكن.
كما تحدثت الصحيفة عن أزمة صواريخ كوريا الشمالية سنة 2013، مع العلم أن التوترات قد تنامت بين مختلف دول العالم والنصف الشمالي من كوريا منذ سنة 1980 فيما يتعلق بسلاحها النووي. وبحلول شهر شباط / فبراير سنة 2013، قامت كوريا الشمالية بإجراء عدة تجارب نووية، مما دفع المجتمع الدولي لإدانتها، قبل أن يفرض مجلس الأمن الدولي عقوبات جديدة على نظام كيم جونغ أون. وفي الأثناء، لم تمنع هذه الإجراءات كوريا الشمالية من تهديد الولايات المتحدة بشن ضربة نووية خلال الأيام القليلة الماضية.
عربي 21