رام الله الإخباري
حذّرت مؤسسة تعنى بأوضاع اليهود في العالم وعلاقتهم بإسرائيل، من خطورة التوجهات السلبية التي يتبناها المزيد من يهود العالم تجاه إسرائيل.
وقال رئيس الوكالة اليهودية، نتان شيرانسكي، إن قطاعات كبيرة من يهود العالم باتت تتخلى عن إسرائيل ودعمها، بسبب سياسات الحكومات الإسرائيلية.
وفي مقابلة نشرها معه موقع "وللا" الإخباري، السبت، حذّر شيرانسكي من أن حكومة نتنياهو قد استفزت الغالبية الساحقة من اليهود في الولايات المتحدة في أعقاب قرارها عدم السماح لليهود الإصلاحيين بالصلاة في "حائط البراق" (يطلق عليه اليهود حائط المبكى) تحت ضغط الأحزاب الدينية الحريدية التي تشارك في الائتلاف الحاكم.
وأعاد شيرانسكي للأذهان حقيقة أن 60 في المئة من اليهود الأمريكيين هم من "الإصلاحيين" -وفق تعبيره- ما يمثل تهديدا كبيرا لعلاقة هؤلاء اليهود بإسرائيل.
وأوضح أن اليهود الأمريكيين هم الذين يضمنون الحفاظ على مصالح إسرائيل في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن المزيد من هؤلاء اليهود باتوا يطالبون بعدم دعم إسرائيل والتخلي عنها.
ونوّه شيرانسكي إلى أن أخطر تداعيات السلوك الإسرائيلي الرسمي تجسدت في دفع الشباب اليهودي الأمريكي للتخلي عن اليهودية، منوّها إلى "استفحال" ظاهرة زواج الشباب اليهودي من غير اليهود، وهو ما يخرجهم في النهاية عن إطار ديانتهم.
وأكد أن إسرائيل ستكون الخاسر الأكبر من وراء تعاظم مظاهر القطيعة مع اليهود الأمريكيين.
يذكر أن عددا من كبار رجال الأعمال اليهود أعلنوا مؤخرا وقف تقديم الدعم لإسرائيل في أعقاب القرارات الأخيرة التي اتخذتها حكومة نتنياهو بشأن مكانة "اليهود الإصلاحيين" في إسرائيل.
وكان السفير الأمريكي السابق في تل أبيب، اليهودي دان شابيرو، قد حذر من التداعيات بالغة الخطورة للقطيعة المتعاظمة بين إسرائيل والجاليات اليهودية في الولايات المتحدة.
وفي ورقة نشرها الأسبوع الماضي "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، الذي يعمل فيه حاليا باحثا، قال شابيرو إن الحكومة الإسرائيلية "خانت" اليهود الأمريكيين وميزت ضدهم عندما تراجعت عن قرار سابق يقضي بتخصيص مكان "للصلاة" في "حائط المبكى".
وأشار إلى أن حكومة تل أبيب، تحت تأثير الأحزاب الدينية، وجهت صفعة قوية لليهود الأمريكيين بصياغتها مشروع قانون ينزع الشرعية عن عمليات التهويد التي يقوم بها الحاخامات الإصلاحيون في الولايات المتحدة، وعدم الاعتراف بيهودية الأشخاص الذين يتهودون على أيدي هؤلاء الحاخامات ما يمس بمكانتهم عندما يقدمون للاستيطان في إسرائيل.
واعتبر شابيرو أن اعتبارات السياسة الداخلية هي التي تحكم سلوك الحكومة الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الائتلاف الذي يقوده نتنياهو، الذي يعتمد على دعم الأحزاب الدينية الحريدية، فضل عدم استفزاز الحريديم الذين يرفضون بشكل قاطع السماح للإصلاحيين والمحافظين بـ"الصلاة" عند حائط البراق، إلى جانب رفضهم الاعتراف بيهودية الأشخاص الذين يتهودون على أيدي حاخامات إصلاحيين ومحافظين.
وحذّر من التداعيات الاستراتيجية الكارثية لاستمرار الخلاف القائم بسبب الدور الذي يلعبه اليهود الأمريكيون في ضمان بقاء التحالف بين واشنطن وتل أبيب.
وختم بالقول إن الجاليات اليهودية تعي حجم الدور الذي تقوم به "في دعم إسرائيل بأنماط عمل مختلفة عملية وسياسية، علاوة على دورها في مواجهة حملات نزع الشرعية عنها. في المقابل، فإن إسرائيل تعمل على نزع الشرعية عن هذه الجاليات".
عربي 21