أعرب أحمد الحسن مدرب المنتخب الفلسطيني عن تفاؤله بتحقيق نتائج جيدة لمنتخب بلاده في البطولة، مؤكداً أن الطموحات كبيرة للمشاركة الأولى في تاريخ الكرة الفلسطينية، وقال: «المنتخب أنهى استعداداته لخوض النهائيات بعد معسكر داخلي، وبعدها انتقلنا إلى المعسكر الخارجي ولعبنا عدداً من المباريات، التجريبية، وإلى حد كبير نحن راضون عن تجهيزاتنا للبطولة، ونسعى للظهور الجيد للكرة الفلسطينية، بالشكل الذي يليق بتضحيات هذا الشعب، من أجل نيل حريته، ولاعبونا قادرون على توصل رسالتنا إلى العالم طالما أننا نشارك في هذا المحفل القاري الكبير». وأضاف: «بالطبع مباراة اليابان صعبة للغاية، لأننا نلعب أمام حامل اللقب وأفضل منتخبات آسيا ويتفوق علينا بالمستوى الفني والبدني والذهني، إلا أن لاعبينا لديهم الإصرار والعزيمة للعب أمامه بقوة، والأداء الجماعي، والأهم أن نظهر بمستوى جيد أمام القارة الصفراء كي نقول لهم إننا هنا موجودون في البطولة». اعترف الحسن خلال لقاء مطول مع جريدة الاتحاد الاماراتية “بأن المعطيات والحسابات على الورق لصالح اليابان، إلا أن المباراة في أرض الملعب مختلفة تماما، خاصة أن اللاعبين يدركون ذلك ويريدون الرد في الملعب، وقال: «لن نكون حصالة أو ممراً سهلاً بالبطولة رغم أنها المشاركة الأولى لنا». وأضاف: «كل المنتخبات المشاركة لها هدف واحد هو هدف رياضي، وإن اختلفت الطموحات، باستثناء منتخب فلسطين فله هدفان، الأول رياضي بالمشاركة في البطولة، والثاني سياسي، لأننا الدولة الوحيدة المشاركة في البطولة، التي تقع تحت الاحتلال، ونريد أن تصل رسالتنا عبر هذه البطولة أنه رغم القهر والاحتلال، والقمع يتواجد منتخبنا مع عمالقة آسيا، وهذه الرسالة يدركها جميع اللاعبين، وهدفنا أن نظل أطول فترة ممكنة في البطولة كي يتحدث عنا العالم، ونحن نعيش في ظروف صعبة». ورفض الحسن التعليق عما قاله مدرب منتخب الأردن بأنه لا يرى منتخب فلسطين في البطولة، وقال: «فلسطين موجودة في البطولة، وسنرد في الملعب أمام كل فريق، ولن ندخل في حرب تصريحات، لأن هدفنا واحد وواضح في المشاركة، وعلينا أن نركز في التدريبات ونظهر رسالتنا إلى العالم». وحول مستوى بقية المنتخبات، قال: «نكن كل الاحترام لبقية فرق المجموعة والأردن والعراق لهما تاريخ عريق في كرة القدم، ولكن دعنا نضع التاريخ جانباً، ونؤكد أن الأردن والعراق ليسا في أفضل حالاتهما، بالإضافة إلى أن العراق يمر بظروف تغييرات مدربين ومشاكل إدارية، بجانب أن الأردن لديه تغييرات فنية أيضاً، وبالتالي ستكون البطاقة الثانية في المجموعة بين فلسطين والعراق والأردن». وأضاف: «الفارق الكبير في مصلحة منتخبنا أننا لا نلعب تحت ضغوط ولا توجد مشاكل لدينا، وجئنا إلى استراليا من أجل تعريف العالم بالكرة الفلسطينية والبحث عن طموح التأهل للدور الثاني لتكون بداية جيدة لنا على المستوى القاري». وعلق مدرب فلسطين على أول مشاركة له في تاريخه كمدرب في كأس آسيا، وقال: «هي أول مشاركة لي في تاريخي، وأراها ليست صعبة، وهناك نوع من القلق، لأننا نلعب مع أقوى فرق القارة وجميع المجموعات صعبة، وسلاحنا هو ثقتنا في لاعبينا بأن يقدموا المردود الجيد، وعلى الورق طموحي الوصول للدور الثاني للبطولة كأول مشاركة لنا، والحقيقة أن الصعود للدور الثاني نبني عليه آمالاً كبيرة من أجل أن تكون انطلاقة قوية للكرة الفلسطينية ونشر اللعبة». وتطرق الحسن إلى الحديث عن المدرب العربي، وقال: «دائما ما يأتي المدرب العربي في حالات الطوارئ، واعتبر نفسي ضمن المدربين الطوارئ في البطولة مع راضي شنيشل مدرب العراق، وإن اختلف الوضع بالنسبة لمهدي علي مدرب الإمارات، لأنه مدرب مستمر منذ سنوات ولديه الكثير من الإمكانيات الفنية والتي تؤهله لقيادة منتخب بلاده في كبرى البطولات، وقد نجح في قيادة المنتخب في التأهل إلى دور الأربعة في البطولة وإن كنت أرى أن الإمارات وقطر أكثر المنتخبات العربية التي تمتلك حظوظ التأهل للأدوار النهائية في البطولة». وأضاف الحسن أن المدرب العربي قادر على أن ينافس أكبر المدربين العالميين، لأن كرة القدم لم تعد فيها أسرار، وكل شيء واضح على أرض الميدان ونفس المنهج والخطط والنواحي الفنية، وتبقى شخصية المدرب في الملعب، ولكن المدرب العربي يحتاج إلى الحصول على فرصة وتوفير نفس الإمكانيات التي تمنح للمدربين الأجانب في أنديتنا». وأكد مدرب فلسطين أن المدرب العربي مظلوم في عدة أمور، في مقدمتها عدم وجود الثقة فيه من جانب الإدارات، وأيضاً عدم توفير نوع من الدعم المعنوي، على عكس ما يحدث مع الأجانب كما أن معظم المدربين العرب دائما يندرجون تحت مسمى مدرب طوارئ، إلا ما ندر، وهذه مشكلة كبيرة وحول ترشيحاته للبطولة في هذه النسخة قال: «على الورق أرشح منتخبات أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية للمنافسة على الكأس رغم قوة البطولة التي أراها من أقوى النسخ في مسيرتها، بجانب أن التنظيم على أعلى مستوى وقوة المنتخبات تجعل من الصعب أن تتكهن بالبطل من الآن، ولكن عندما تتحدث على الورق تجد شرق آسيا يتفوق على غربها وهو الأبرز للحصول على اللقب». وعلق أحمد الحسن على بيان الاتحاد الفلسطيني، الذي يستنكر ما قامت به قوات الاحتلال من منع لاعبي المنتخب من اللحاق بالبعثة، وقال: «هذه هي أول مرة وهدف إسرائيل أن تمنعنا من توصيل رسالتنا إلى العالم وأن ننال حريتنا، وعلى الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يتدخل لمنع سلطات الاحتلال من ممارساته في الشعب الفلسطيني، وآن الأوان للفيفا أن يتخذ قرار حاسم، لمعاقبة هذا المحتل، ورفع «الكارت الأحمر» في وجهه، وكفى قهراً وقمعاً لهذا الشعب وللرياضة الفلسطيني». أسباب تفوق الشرق على الغرب أكد أحمد الحسن أن تفوق شرق آسيا على غربها أمر واضح، يعود لأسباب عدة، أنهم عملوا في أكثر من اتجاه، سواء على مستوى التنظيم والتأسيس والبداية السليمة، وعملوا على تطوير المدربين ونشر اللعبة من خلال الأكاديميات، والاهتمام بالمسابقة المحلية، في جميع المراحل، وأنهم بدأوا منذ سنوات، والآن يجنون الثمار، وقال: «إذا أردنا أن نلحق بهم علينا أن نطور من كرة القدم لدينا وننشرها بالشكل الصحيح، والاهتمام بالمسابقات لمختلف المراحل، وهذا الأمر سيكون الطريق للحاق بركب الكبار في آسيا». ظروف خاصة جداً قال الحسن: إن الكرة الفلسطينية تعيش ظروفاً صعبة، خاصة على مستوى المسابقات المحلية، ودائماً ما تجد العراقيل، لدرجة أنه في بعض الأحيان وأثناء مباراة للدوري تتدخل قوات الاحتلال وتلغي المباراة، وعلى الرغم من ذلك يتولد لدينا العزيمة والإصرار في استكمال مسيرتنا، مهما كانت الضغوط والقمع، والحقيقة أننا بدأنا مشوار التطور منذ 6 سنوات، ونأمل أن نلحق بركب الدول المجاورة لنا في مستوى كرة القدم. مدرب دون عقد حول عقده مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، قال: «قدمت إلى منتخب فلسطين في ظروف استقالة جمال محمود المدرب السابق، وكان الوقت ضيقاً للغاية، وكان من الصعب أن يفكر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في التعاقد مع مدرب أجنبي، ولا يدرك عقلية اللاعبين، ولا يمكن أن ينسجم معهم في وقت قصير، وكان لابد أن يكون التعاقد مع مدرب مواطن، وقريب من اللاعبين». وأضاف: «أقود تدريب منتخب فلسطين من دون عقد لأنني أعمل مع الاتحاد الفلسطيني بصفتي المدير الفني لكرة القدم، ولا يمكن أن أتأخر عن منتخب بلادي، طالما أنهم طلبوا مني أن أقود الفريق». غيابات كثيرة قال مدرب فلسطين: إن الغيابات الكثيرة عن صفوف المنتخب تمثل واقع الشعب الفلسطيني، حيث منعت قوات الاحتلال عدداً من اللاعبين للالتحاق بالمنتخب، منهم سامح مراعبة وهثيم ذيب، وغيرهما، إلا أننا اعتدنا على أن نمر بمثل هذه الظروف ولا نيأس، ولدينا لاعبون في صفوف المنتخب قادرون على أن يحملوا اسم دولتنا في البطولة وسط المنتخبات الكبيرة. شكراً للجالية وجه أحمد الحسن الشكر إلى الجماهير الكبيرة التي استقبلت المنتخب في مطار سديني ورافقته إلى الفترة، وتابعت مسيرة المنتخب حتى في المباريات الودية، وقال: «أعتقد أن مثل هذا الاستقبال يحفز اللاعبين على أن يقدموا مستوى جيداً من أجل إسعاد هذه الجماهير، ونحن ننتظرهم في مباراة اليابان وكل مباريات البطولة من أجل تشجيعهم، وما قدموه لن ننساه، ونتمنى أن نرد الجميل لهم في هذه البطولة».