رام الله الإخباري
تحيي مدينة شفاعمرو، اليوم الجمعة، الذكرى الـ12 لمجزرة شفاعمرو التي استشهد فيها أربعة مواطنين هم: هزار ودينا تركي، ميشيل بحوث ونادر حايك، عام 2005، والتي نفذها الإرهابي ناتان زادة في حافلة مواصلات عامة كانت تقل عشرات المواطنين.
وتأتي الذكرى الـ12 للمجزرة بعد أن حكم ميزان عدالتهم بوجوب سجن كل من ارتبطت صورته بحافلة الموت التي تواجد فيها الإرهابي ناتان زادة، ورغم ارتباط الإرهابي ناتان زادة بمجموعة يهودية متطرفة، لم يعتقل أي شخص أو يلاحق بشبهة دعم أو تخطيط للعملية الإرهابية في شفاعمرو.
على العكس، اعتقلت الشرطة الاسرائيلية مجموعة كبيرة من شباب شفاعمرو منذ مطلع عام 2006، وواصلت ملاحقة سبعة شبان وأدانتهم في تشرين ثاني/ نوفمبر 2013، بتهمة التسبب بمقتل الجندي ناتان زادة، حيث تراوحت الاحكام ما بين 18 شهرًا حتى عامين.
ويستذكر عضو بلدية شفاعمرو اليوم، جميل صفوري، وهو أحد الذين أدينوا وحكم عليه بالسجن لعامين، تلك الأيام قائلا في حديثه لـ"عرب 48" إنه "لم يفاجئني أن قامت الشرطة منذ 2006 بتنفيذ الاعتقالات، ومن بينهم أنا، الأجواء كانت محمومة خاصة أنها تزامنت مع الحرب على لبنان، الأجواء العنصرية تطغى على أي شيء آخر، ولم أتوقع افضل من ذلك، لا من الشرطة ولا من الجهاز القضائي".
وتابع صفوري "نتذكر المجزرة بألم شديد، إلا ان ما يؤلم أكثر أننا حتى في عام 2017، بعد 12 عاما من المجزرة، لا زالت الدولة تتجه نحو المزيد من العنصرية، ويتزايد الخطر على مجتمعنا أفرادا وجماعات، ودائما ما نخاف أن تتكرر المجازر، أحيانا بالوكالة كما حدثت هنا في شفاعمرو، وأحيانا بيد الشرطة والجيش الذي ينفذ القتل بحق أبناء شعبنا".
وختم صفوري قائلًا إن "هذه الذكرى يجب أن نحييها في شفاعمرو والمجتمع العربي، هناك أهمية كبيرة لوقوفنا في يوم الذكرى أمام النصب التذكاري على دوار الشهداء، لنورث ذاكرة الشهداء للأجيال القادمة في المدينة، كما نفكر في إصدار كتاب عن المجزرة، ويجب أن يكون دور لبلدية شفاعمرو في ترسيخ هذه الذكرى في وعي الأجيال الشابة وخاصة الناشئة في المدينة".
12 عام وفنجان القهوة في غرفة هزار لا زال على حاله
أما والدة الشهيدتين هزار ودينا، الحاجة فيزا تركي، فتقول في حديثها لـ"عرب48" إن "كل شيء في هذا البيت يحكي لي تفاصيل حياة بناتي، وكأنها بالأمس، غرفة بناتي لا زالت من يوم المجزرة البشعة على حالها، أسعى إلى إبقائها كما هي، فقط غلفت أغراضهم وأبقي على سريريهما نظيفا كما اعتدت، وأبقي كل شيء في مكانه، لم أضف شيئًا إلى الغرفة إلا صورهما كي أراهما كلما أدخل إلى غرفتهما، ولم أزل منها شيء سوى أنني تبرعت بكتبهما الكثيرة لكي ينتفع منها من يواصل الطريق، كانتا زهرات حياتي، وقطعت حياتهما قبل أوانها، كانت هزار تحب القهوة كثيرا ولا زال فنجانها على حاله، هو ذاته الذي كانت تشرب منه كل صباح، أبقيته في غرفتها في المكان الذي أحبت دائما أن تتناول القهوة فيه".
وعن حياة ابنتاها، حدثتنا والدة الشهيدتين قائلة إن "ابنتي هزار أنهت تعلميها في موضوع التمريض وعملت لمدة شهرين، كانت شابة رقيقة جدا وعانت في هذه المهنة وقررت أن تصبح مدرسة، وكانت تنتظر وصول رسالة القبول، الذي وصل يوم وفاتها دون أن تراه، اتصلت يومها وقالت أريد الذهاب لدار المعلمين لأستفسر عن الجواب، وقلت لها إن الجواب قد وصل فعودي إلى البيت، ولكنها قتلت في اليوم ذاته قبل أن تصل البيت، أما دينا فعملت مرافقة مع طالبة وكانتا رحمهما الله فتاتين حالمتين أقبلتا على الحياة وأرادتا تحقيق أحلامهن، ولكن الكراهية طالت بيتنا وقتلت زهرتين قبل الأوان".
وبالعودة للرابع من آب/ أغسطس 2005، كانت حافلة ركاب تابعة لشركة "إيجيد" تمر في مدينة شفاعمرو، وكان الجندي الإسرائيلي، الإرهابي ناتان زادة، داخل الحافلة، ولدى وصولها لوسط مدينة شفاعمرو، شرع بإطلاق النار على الركاب، ما أدى إلى استشهاد كل من هزار ودينا تركي، ميشيل بحوث ونادر حايك، إضافة لإصابة 15 آخرين وعندما نفذت ذخيرة الجندي قام مجموعة شبان شفاعمريين بمهاجمته إلى أن قتل الجندي متأثرا بجراحه.
عرب 48