رام الله الإخباري
مدرسة لبنانية دفعت حياتها ثمن جريمة ارتكبَها زوجها المصري بحقها في دولة الكويت، بعدما وجه إليها طعنات عدّة في مختلف أنحاء جسدها بما في ذلك وجهها، قبل أن يتركها غارقة بدمائها. خرج من المنزل وبدأ المشي على الطريق، لتعثر عليه القوى الامنية وهو في حالة هستيرية، يصرخ ناطقاً "الشهادة" مردداً "يا رب"، ممسكاً بيده مصحفاً وباليد الأخرى عصا... هي رحمة كاعين التي قتلت من دون رحمة على يد اقرب الناس اليها.
في منطقة النقرة بمحافظة حولي الكويتية، وقعت الجريمة، مشهد الوالدة وهي تقتل على يد الوالد هيثم ف. (42 عاماً)، دفع الاولاد الثلاثة الى الصراخ والاستغاثة. هرع الجيران الى منزلهم، أبلغوا الشرطة التي سارعت الى مكان الحادث، وبدأت البحث عن القاتل، لتجده في الشارع، حيث تداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للحظة إلقاء القبض عليه.
شك قاتل!
"وضع القاتل تحت التحفظ الأمني الشديد حتى يتم الانتهاء من عمليات جراحية دقيقة أجريت له جراء تمزق شرايين يده إذ أصيب بجروح متعددة نتيجة الزجاج الذي ضرب به زوجته قبل ان ينهال عليها بطعنات متفرقة في مختلف أرجاء جسدها بما في ذلك الوجه"، بحسب ما أوردته جريدة الانباء الكويتية، مضيفة "أكد مصدر امني ان الوافد أخضع لتحقيقات داخل مستشفى مبارك الكبير، سرد خلاله سيناريو الجريمة، حيث قال كنت خارج المنزل ولدى عودتي شاهدت شخصين ينزلان من سلّم البناية، دخل في قلبي شك بأن ربما كانا في شقتي وأن هذه الشكوك تزايدت حينما لم أجد أبنائي في الشقة بل عند الجيران. عندها أخذت القرآن وطلبت من زوجتي أن تقسم بأن أحداً لم يكن في المنزل، وإذ بها ترفض بإصرار مرددة "أنا لا أقبل أن تشك بي وأنا زوجتك وأم أبنائك"، وفي هذه الأثناء حضر الأطفال الثلاثة، أصرّت على ان تقسم اليمين، حينها دخلت الى المطبخ وحملت سكيناً وهددتني به فما كان مني الا ان أدافع عن نفسي بأن حملت زجاجاً ضربتها به لتسقط ويسقط من يدها السكين وبشكل لا شعوري أخذت السكين وطعنتها به".
دفاعاً عن أولادها!
أكثر من سبع طعنات غرسها القاتل في جسد رحمة (41 عاماً)، التي اكد شقيقها لـ "النهار" انه "عند الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر الاثنين، اي قبل نحو ساعة من الجريمة كانت تتحدث مع والدتها عبر تطبيق واتساب بكل رحابة صدر، لنفاجأ بعدها بخبر مقتلها على يد زوجها".
وأضاف: "بحسب المعلومات الواردة الينا من الكويت، بدأ هيثم الاشكال مع اولاده، كانت رحمة نائمة، استيقظت لتدافع عنهم، قبل ان يتطور الامر ويطعنها بالسكين".
عشر سنوات عاشتها رحمة مع زوجها الطبيب البيطري، أنجبت منه ولداً وفتاتين، وقد كان كما قال شقيقها "انساناً محترماً، لم يبدُ عليه الاجرام، لم يشتمها يوماً، زارته والدتي في الكويت مرتين، تعامل معها باخلاق عالية". ولفت إلى أن "رحمة تعرفت إليه في لبنان، حيث قدِم باحثاً عن مزرعة، طلب يدها، حينها كانت معلمة لغة انكليزية في احدى مدارس صيدا، سألنا عنه في مصر، قيل لنا انه رجل خلوق، تزوجته وانتقلا الى الكويت حيث توظفت في مدرسة هناك".
آخر مرة زارت فيها ابنة صيدا لبنان كانت منذ 3 سنوات، ولفت شقيقها "تتحضر والدتي للسفر كي تستلم ابناءها لكونها الوصية الشرعية عليهم، كما أنجزنا معاملات استلام جثمانها، لتعود وتلتحف تراب وطنها".
لا كلمات تعبّر عن هول مصاب عائلة كاعين التي فقدت ابنتها نتيجة تخلّي زوج عن انسانيته، حيث قرر في لحظة شيطانية ان يسلبَ شريكته حياتها، غير آبه بالسنوات التي عاشتها الى جانبه ولا بمصير أولاده الذين رأوا والدتهم تلفظ أنفاسها الاخيرة امام أعينهم!
النهار اللبنانية