اتفق الرئيس السوداني، عمر البشير، والعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال المحادثات التي أجرياها، اليوم الثلاثاء، في جدة، أهمية محاربة الإرهاب والتطرف وتمويلهما.وجاء في بيان صدر عن الرئاسة السودانية، مساء الثلاثاء عقب المحادثات، أن البشير أشاد "بالعلاقات التي تربط بلاده مع المملكة العربية السعودية"، واصفا إياها بـ"المتميزة وقوية".وأعرب البشير عن "تقديره للجهود، التي تبذلها المملكة في خدمة المسلمين، وشكره لها على دعمها المستمر للسودان في كافة المجالات".
وأكد الجانبان، حسب البيان السوداني، "أهمية محاربة الإرهاب والتطرف وتمويله باعتباره يمثل الخطر الأكبر على المجتمعات المسالمة في كل أنحاء العالم"، مشددين على "التزامهما بكل القرارات الدولية في هذا الشأن".
وكان الرئيس السوداني قد أجرى، في وقت سابق من يوم الثلاثاء، في إطار جولة يقوم بها إلى المنطقة لدعم جهود تسوية الأزمة الخليجية، محادثات مع العاهل السعودي، تم خلالها، حسب وكالة "واس" السعودية الرسمية، "استعراض العلاقات بين البلدين الشقيقين ومستجدات الأحداث في المنطقة".بدورها، أفادت وكالة "سونا" السودانية الحكومية بأن البشير والملك سلمان اتفقا على "العمل المشترك من أجل تطوير التعاون بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين".كما أجرى البشير، لاحقا، لقاء مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تناول "العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وفرص تطويرها، بالإضافة إلى بحث تطورات الأوضاع في المنطقة وعددا من المسائل ذات الاهتمام المشترك بين البلدين".
ووصل البشير إلى جدة، في وقت سابق من الثلاثاء، قادما من الإمارات، في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، وفقا لما قالته "سونا".وكان وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، قد أعلن، قبل بدء هذه الجولة، أن الغرض منها دعم جهود أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، لاحتواء الأزمة الخليجية.
وقال غندور إن زيارات البشير تأتي تأكيدا لدور السودان الداعم للكويت "لإنهاء الأزمة بين الأشقاء في دول الخليج".ويعتبر السودان نفسه ملتزما بالحياد إزاء الأزمة الخليجية الراهنة، حيث أعلن على خلفية اندلاعها عن بالغ قلقه لما وصفه بـ"التطور المؤسف بين دول عربية شقيقة وعزيزة على قلوب السودانيين والأمة العربية جمعاء"، داعيا إلى "تهدئة النفوس والعمل على تجاوز الخلافات".
بدورها، تترأس الكويت حاليا جهود الوساطة لتسوية الأزمة في منطقة الخليج، وتجري عبرها الاتصالات بين أطراف الأزمة.يذكر أن منطقة الخليج تشهد حاليا توترا داخليا كبيرا على خلفية إعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، صباح يوم 05/06/2017، عن قطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ووقف الحركة البحرية والبرية والجوية مع هذه الدولة الخليجية.
واتهمت هذه الدول السلطات القطرية بدعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة، لكن قطر نفت بشدة هذه الاتهامات، مؤكدة أن "هذه الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة".
وفي يوم 23/06/2017 قدمت السعودية والإمارات والبحرين ومصر للسلطات القطرية، عبر وساطة كويتية، قائمة تتضمن 13 مطلبا، محددة تنفيذها كشرط لرفع المقاطعة عن قطر، ومن أبرز المطالب خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إيران وطرد جميع عناصر الحرس الثوري الإيراني من الأراضي القطرية، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر، التي لم يتم إقامتها رسميا بعد، وإغلاق قناة "الجزيرة"، وقطع جميع الصلات مع جماعة "الإخوان المسلمون" وتنظيمي "داعش" و"القاعدة" و"حزب الله" اللبناني.ورفضت السلطات القطرية الاستجابة لهذه المطالب.