أفرغ الكثير من المواطنين غضبهم جراء ضعف المنخفض الجوي وقلة أو انعدام تساقط الثلوج إلا في أماكن معينة، في وجه الراصدين الجويين، خاصة الهواة منهم.
ورأى كثيرون أن بعض الراصدين ضخموا الحدث وبالغوا في الحديث عن منخفض لم يسبق له مثيل، وأن تراكم الثلوج سيكون حتى على ارتفاعات متدنية، وهو ما لم يحصل مطلقا خاصة في مدن نابلس وشمال الضفة الغربية قاطبة التي تضم سبع محافظات.
وفي وقت تنعم سكان رام الله وأجزاء من الخليل وبيت لحم والقدس بالثلوج، كان أهل نابلس على سبيل المثال يكتمون غيظهم \"ويبلعون الخنجر\"، إذ لم تتساقط الثلوج على المدينة إلا لوقت قصير وعلى قمم الجبال.
ولم يجد الغاضبون أفضل من وسائل التواصل الاجتماعي لينفسوا عما بداخلهم، حتى وصل الأمر حد الاستهزاء والشتم بحق بعض الراصدين الجويين، الذين اتهموا أنهم من الهواة وأنهم تسببوا بحالة إرباك للمجتمع بأكمله نظرا لتوقعاتهم الخاطئة وتسرعهم وتهويلهم في نقل المعلومات.
بالمقابل، حاول البعض الدفاع عن الراصدين الهواة بالإشارة إلى أنهم اجتهدوا قدر الامكان، وأنه سبق لهم في العام الماضي ان نقلوا معلومات دقيقة حول الثلوج والمنخفضات. موضحين أن المنخفض لم ينته بعد وأن التوقعات ستصدق خلال الساعات والأيام القادمة.
وكان موقعا \"طقس فلسطين\" الذي يديره استاذ الإعلام في جامعة النجاح أيمن المصري، وموقع طقيس الوطن فلسطين الذي يديره الشاب قصي الحلايقة، أكثر موقعي نال هجوما من المتصحفين.
\"بوستات\" طريفة
وعلق أحدهم قائلا \"السلام عليكم يا شباب معروض للبيع وبنص السعر:- 12 كيلو خبز.. كيلو كستنة... تشكيلة مكسرات، .. اكم لوح شوكلاته.. 4 جاجات و2 كيلو فرمة... 6 كيلو موز، 10 جواز جرابات... فستق بقشرة وفستق من غير قشر... حمص حبة كبيرة للبليلة..\".
في إشارة إلى اجتياح الثقافة الاستهلاكية لدى المواطنين الذين تجهزوا وابتاعوا مواد غذائية ومسليات بمبالغ ضخمة تحسبا للأحوال الجوية.
في حين علق أخر كاتبا \"نجحت الأرصاد الجوية في \"تشليح\" الشعب أخر ما يملكون من المال ومساعدة التجار على كسر الكساد وتحميل الموظف ديون فوق دينه وإثراء غلة كهرباء الشمال واستهلاك مخزون اليهود من المحروقات.. شكرا لعدم الدقة وللتهويل.. نعم كل شيء بيد الله، لكن إدارة الموضوع هولت وخوفت الناس ولعبت على مشاعرهم.. مسكين هالشعب\".
أما ماجدة علي فعلقت: \"توقعت أصحى ألاقي الدنيا بيييضااا.. طلعوا حتى تلجات امبارح دايبين #مين_مزعل_هدى؟ الراصد الجوي مطلوب حيّا أو ميتاً.. ويا شماتة أهل جنين فييينا !!\".
ليسوا أهل اختصاص
أما أدمن صفحة عيادة الأطفال، فكتب: \"بالنسبة للثلج الذي انتظره أطفالنا واصيبوا بخيبة أمل عندما لم يحدث ما تمنوه..
أقول: هذا ما يحدث لنا عندما نستمع لغير أهل الاختصاص .. فما حدث بكل بساطة أن هناك أشخاص فجأة أصبحوا متنبئين جويين، والإعلام يتحدث إليهم فأخذنا بكلامهم رغم علمنا بأنهم يا إما قاعدين على النت وبينقلو الحكي أو بطلوا من الشباك وبخبرونا شو بصير وطبعا المدهش اننا سنعود ونستمع اليهم في المرات القادمة\"..
وتابع \"نصيحتي لا تأخذوا اي معلومة طبية أو جوية او غيرها إلا من صاحب اختصاص\".
مديرة إحدى الإذاعات بنابلس، كانت قاسية في تعليقها الذي جاء فيه: \"مختصر الكلام.. الحالة الجوية عادية لفصل الشتاء!! واحنا كنا في المدرسة والجامعة زمان كان الجو يكون اسوأ والحياة تكون طبيعية.. لكن مع ظهور وسائل التواصل اﻻجتماعي وظهور هواة التنبؤ الجوي صاروا يتحكموا بالبلد! ولأنه صدق تنبؤهم السنة الماضية صار كلامهم مسلم فيه.. برأيي ﻻزم الجهات الرسمية تحط حد لهيك وضع! ناس ما بتفهم صارت تتحكم بالدولة!
زميل صحفي طرح مجموعة من الأفكار بحق من وصفه بـ\"الراصد الجوي المدعي\"، اي الذي يدعي علمه بقراءة الخرائط الجوية..قائلا:
الراصد الجوي المدعي ادخل البلد في حالة من الفوضى والخوف والذعر. الراصد الجوي المدعي رفع الأسعار في كل الوطن وجعل بعضهم وحوش. الراصد الحوي المدعي اعلن ارتفاعات الثلوج في المدن أقلها كان 35سم. وهذا تأكيد على ان الراصد الجوي الفلسطيني المدعي لا يعرف اي شيء عن الطقس. وختم بقوله \"نطالب محاسبة الراصد الجوي المدعي ومواقعه المدعية الذي اجبر بعض الأسر على بيع الذهب مقابل اقتناء رز وخبز\".
دفاع مستميت
وفي مقابل هذا الهجوم \"الكاسح\" على مواقع الطقس، حاول آخرون الرد او الدفاع عنها. فقد كتبت مريم قائلة إن \"وسائل الـ social media باتت مسيطرة على قرارات الشعب وتؤثر على متخذي القرارات في البلد، لكن هواة التنبؤات لم يكذبوا.. ولكن الأرصاد الجوية علم تنبؤ ولا يوجد دولة في العالم تتنبئ١٠٠٪ وأحيانا يصل إلى النصف، وهذا امر طبيعي فلا يملك أمر الرياح والسحاب إلا الله\".
أما المتخصص في البرمجة المهندس سامي الصدر، فقال \"موقع طقس فلسطين ليس موقع هواة، فهم شركة مسجلة وحاصلة على تراخيص رسمية، وعانى صاحبها أيمن المصري بشدة للحصول على هذه التراخيص في ظل هجوم كاسح من الدوائر الرسمية لأنه ينافس المؤسسة الحكومية المختصة بالطقس\" وأوضح أن طاقما بوظائف كاملة وجزئية ييشرفون عليه، \"ولديه زبائن معلنين لتغطية هذه النفقات.. ولهم مراسلون في الخليل وفي اريحا، وأنه خلال الأيام الماضية كانت حصيلة زيارات موقع طقس فلسطين تزيد عن مليون زيارة\".
أين المسئولون!!
وعلق صالح من طولكرم قائلا \"لما بتسمع واحد من المسؤولين عبر الإعلام بحكيلك الموضوع مش بحاجة لتخوف الناس من العاصفة... وينتقد اقبال المواطن على تخزين المواد الأساسية.. للأسف ما حد مسترجي يحكي لهالمسؤولين انه المواطن عمل هيك بعد ما شاف مصايبكم واستعداداتكم المعدومة خلال العاصفة السابقة.. المواطن عمل هيك بعد ما حبس بمنزله أسبوع العام الماضي ودون كهربا كمان.. لأنه حضرتكم مش فارقة معكم البلد وتركتوا الشوارع مسدودة وغرقانه\".
توضيح موقف
موقع طقس فلسطين شرح ما جرى، مشيرا إلى أن نصيب مدينة نابلس في عاصفة \"عيبال\" كان في الحقيقة متعثرا... إن توقع أن يكون هناك ثلوج متراكمة على ارتفاعات تزيد عن 600 متر وربما اقل \"وهذا ما قلناه وتوقعناه في اكثر من لقاء اذاعي وعلى صفحتنا... الواقع خالف هذه التوقعات بإرادة الله\".
واستدرك أدمن الصفحة \"ببساطة شديدة درجة الحرارة الملائمة لتساقط الثلوج هي 1 مئوية واقل، ودرجة الحرارة في نابلس اليوم (أمس الأربعاء) كانت تتراوح بين 2 و3 مئوية. هذا يعني ان التبريد الذي حصل أقل مما توقعناه بدرجة واحدة إلى درجتين فقط لا غير.. فرق بسيط كان كفيلاً بأن يجعل نابلس اكثر المناطق كثافة في الثلوج، فكمية الأمطار التي هطلت اليوم في المدينة فاقت 90 ملم وهذا يعني 15 % من الموسم المطري جميعه\".