قال وزير الخارجية الهولندي، بيرت كوندرز، خلال مناقشات جرت في البرلمان الهولندي الثلاثاء الماضي، إن بلاده ستواصل تمويل ودعم مشاريع إنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67، حتى لو لم تكن مرخصة من قبل إسرائيل، واصفا طريق الفلسطينيين في الحصول على تراخيص بناء أنها "طريق بدون مخرج".
وجاء أن هذه المناقشات كشفت عن جهود هولندا، بشكل خاص، ودول أخرى بشكل عام، في إقناع إسرائيل بالسماح بتقديم مساعدات إنسانية للفلسطينيين في مناطق "ج" من الضفة الغربية المحتلة.
وكان النقاش قد تمحور حول استجوابات قدمها عدد من أعضاء البرلمان إلى وزير الخارجية، بشأن منظومة الكهرباء البيئية التي مولتها هولندا لقرية جبة الذيب، في منطقة بيت لحم، والتي قامت ما تسمى "الإدارة المدنية" بمصادرة الألواح الشمسية منها، ومركبات أخرى مهمة، في يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي.
وكشف كوندرز لأعضاء البرلمان أن الحديث ليس عن مجرد احتجاج، وأن القضية قد طرحت على أعلى المستويات، حيث احتج رئيس الحكومة الهولندية نفسه، مارك روته، في نهاية الأسبوع، أمام نظيره الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على المصادرة، من المرجح أن ذلك كان خلال جنازة هلموت كول) وأن الأخير تعهد بإعادة فحص الموضوع مجددا.
وكرر كوندرز عدة مرات، وبصياغات مختلفة، أن السلوك الإسرائيلي (مصادرة الألواح الشمسية) غير مقبول عليه وعلى الحكومة الهولندية.
وردا على سؤال أحد أعضاء حزب الحرية المتطرف، رايموند دي رون، الذي عبر عن ثقته بسلطة القانون الإسرائيلي، ودعا إلى وقف تمويل المشاريع للفلسطينيين، قال كوندرز إن بلاده لن تفعل ذلك بأي شكل من الأشكال. وقال أيضا إن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات تطوير مختلفة لن تفعل ذلك أيضا.
وأضاف أنه من المهم تقديم المساعدة لسكان يعيشون تحت الاحتلال، مشيرا إلى أن سلوك الحكومة الإسرائيلية في هذه القضية غير مقبول، حيث أن الحديث عن أناس عاشوا طيلة 30 إلى 40 عاما بدون كهرباء، في حين ترفض إسرائيل تحمل المسؤولية عنهم، وترفض منحهم تراخيص أيضا.
وأشار إلى أن بلاده حاولت بطرق مختلفة العمل على استصدار تراخيص، من خلال تقديم طلبات، كما فعل ذلك كل المنظمات الدولية، والأمم المتحدة وشركات الاتحاد الأوروبي.
وقال أيضا إن هولندا، مثل الأمم المتحدة ومنظمات التطوير، تبقي قضية التنسيق مع السلطات الإسرائيلية بيد المنظمات المنفذة للمشاريع المختلفة. وفي حالة جبة الذيب، فإن المنظمة المنفذة هي "كومتي" قد أبلغت الجيش ولكنها لم تتلق إجابة. وأضاف أنه تقع على إسرائيل، كقوة احتلال، مسؤولية أن يعيش السكان في ظروف ملائمة وإنسانية، بالدرجة الأقل، ولكن ليس هذا هو الوضع الآن.
وأقر وزير الخارجية الهولندي بأن جهود بلاده في تطوير المنطقة "ج" لم تنجح. وأشار إلى أن عمليات الهدم الإسرائيلية لم تتوقف رغم الاحتجاجات المتواصلة على المستوى الدبلوماسي من جانب هولندا.
وأشار في هذا السياق إلى أن بلاده على تواصل مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بهذا الشأن. وأضاف أن هناك اتفاقيات تم التوقيع عليها بين دول الاتحاد الأوروبي كي تتمكن كل دولة من مساعدة الثانية، وأنه تجري دراسة إمكانية تجنيد دعم من جانب دول أخرى. كما لفت إلى أنه تتم مناقشة المقاطعة مع حلفاء هولندا في الاتحاد الأوروبي.
وكشف كوندرز أمام أعضاء البرلمان الهولندي أن "حكومة بلاده أجرت تجربة، على مستوى عال، من أجل الحصول على ترخيص لمشروع آخرفي المنطقة "ج"، ولكن النتيجة لم تكن إيجابية". على حد قوله.
وفي هذا السياق، نقلت "هآرتس" عن مصدر هولندي قوله إن كوندرز أشار إلى زيارة نتنياهو إلى هولندا في السادس من أيلول/ٍسبتمبر من العام 2016، حيث عرض رئيس الحكومة الهولندية، روته، أمامه قضية هدم المشاريع التي يمولها الاتحاد الأوروبي، وبضمن ذلك هولندا، كما أشار إلى أن إسرائيل لا تعطي الفلسطينيين تراخيص بناء.
وبسب المصدر نفسه، فإن نتنياهو طلب من نظيره الهولندي أن تقدم بلاده طلبا بشكل منظم لمشروع تنوي تمويله، وقال في حينه ان احتمال حصول المشروع على ترخيص عال جدا. وتم تقديم الطلب، ولكنه رفض بعد ستة شهور.
وكانت تصريحات كوندرز في البرلمان قد جاءت على خلفية هذا الرفض، حيث قال إن "تراخيص البناء للفلسطينيين هي طريق بدون مخرج".