حمل رئيس المخابرات الإسرائيلية العامة \"الشاباك\" السابق \"يوفال ديسكين\" على الحكومة والجيش في \"إسرائيل\" وتبنى اتهامات سكان مستوطنات \"غلاف غزة\" لهما بإهمالهم.
وقال ديسكين في مقال مطول نشرته يديعوت أحرونوت إنه طالما كانت هناك أسئلة صعبة وجوهرية بشأن حرب (الجرف الصامد)، موضحاً أن \"إسرائيل\" لم تخطط للحرب على غزة وتم جرها إليها وتم كما يبدو، تحديد أهدافها بشكل متسرع، في اللحظة الأخيرة.
واستمراراً للجدل الواسع داخل \"إسرائيل\" حول مدى معرفة \"إسرائيل\" بالأنفاق مسبقاً قبل الحرب، أكد ديسكين أنه كان بحوزة الشاباك معلومات عنها منذ سنوات تم عرضها على لجنة الخارجية والأمن، حول الأنفاق الهجومية الخطيرة.
وتابع القول \"كان من الواضح أن حماس تركز جهداً غير عادي على هذا الموضوع، ولذلك فقد حظي بأولوية عالية جداً من قبل (الشاباك) وقيادة الجنوب وشعبة الاستخبارات\".
وفي معرض انتقاداته المباشرة للمؤسسة الحاكمة يشير ديسكين إلى أسئلة جوهرية لم تتم الاجابة عليها ومنها ما يتعلق بالأنفاق وعدم معالجتها مبكراً.
وعن ذلك يقول \"في 2012 شنت \"إسرائيل\" ما يسمى بعملية \"عامود السحاب\". ولا شك أن الصورة الاستخبارية لتهديد الأنفاق بخطورتها كانت واضحة تماماً\".
وتساءل هل يمكن أن نظرية الصواريخ ستصاب بالصدأ التي طرحها موشيه يعلون بشأن صواريخ حزب الله، ضربت جذورا خلال فترة بنيامين نتنياهو وايهود براك ويعلون بالنسبة لموضوع الأنفاق، أيضا؟ لماذا لم يتم الحديث عن تهديد الأنفاق والحاجة إلى معالجتها خلال الاستعداد لعملية عامود السحاب، ولماذا لم يتم في حينه إرسال القوات البرية لمعالجتها؟.
كما يستذكر ديسكين أنه قبل شهر ونصف من الجرف الصامد، اتخذ القرار المستهجن جدا بتقليص وظائف مركزي الأمن في بلدات غلاف غزة. متسائلاً كيف، إذن، تم اتخاذ مثل هذا القرار، إذا كان تهديد الأنفاق واضحا للجميع؟.
ديسكين الذي يتميز بعلاقته السيئة مع نتنياهو يتابع \"من تجربتي فإن مثل هذا القرار يدل على الفشل الخطير في تقيم الأوضاع والمشاعر العامة التي سادت في الجهاز الأمني في تلك الفترة بشأن الأنفاق\".
كذلك يتساءل \"هل يحتمل أن قادة الأجهزة الاستخبارية والأمنية، لم يقرعوا، عشية عامود السحاب والجرف الصامد على أبواب وطاولات وزير الأمن ورئيس الحكومة، بهذا الشأن؟\".
ويمضي ملحأ بأسئلته حول الحرب التي اعترفت أوساط إسرائيلية واسعة بفشلها: كيف أبدى نتنياهو ويعلون استعدادهما لوقف اطلاق النار قبل بدء العملية البرية، رغم المعلومات الكثيرة حول الأنفاق الهجومية، ووجود تحذير واضح تمثل بالعملية الاستراتيجية عبر نفق كرم أبو سالم؟.
ويتفق ديسكين مع مراقبين آخرين بقوله إن من طبيعة الحروب والعمليات أنها تكشف اخفاقات، ولكن الأخطر من ذلك هو عدم استخلاص الاأحاث وتطبيق العبر المطلوبة.
ويقول إنه متأكد من ان الجيش والشاباك أجريا الكثير من التحقيقات، ولكن القيادة السياسية، أيضا، مطالبة بتقديم الحساب للجمهور، حول سلوكها وقيادتها وقراراتها خلال الجرف الصامد.
ويضيف \"كغيري من الكثيرين، لدي شعور بأن الحكومة تحاول تكنيس الأجوبة على الأسئلة المتعلقة بالجرف الصامد، تحت البساط. بعض هذه الأسئلة يشير إلى اخفاقات خطيرة وحكم اشكالي في اتخاذ القرارات.
ويبدي ديسكين تفهمه لعدم ثقة سكان \"مستوطنات غلاف غزة»\"بالقرار بسحب قوات الجيش منها.
ويختتم بالقول \"في هذه الأيام بالذات، في فترة الانتخابات علينا مطالبة المنتخبين، وخاصة من يفاخرون بخبرتهم الأمنية بتقديم الحساب في هذه المسألة. ويهدد الكثيرون من سكان هذه المستوطنات (35 مستوطنة) بالرحيل الجماعي عنها لفقدانهم الأمن فيها\".
وستبث القناة الإسرائيلية العاشرة فيلما وثائقيا الليلة عن هذه القضية.