ترامب أول رئيس أمريكي منذ عقدين لا يحتفي برمضان والعيد في البيت الأبيض

ترامب أول رئيس أمريكي منذ عقدين لا يحتفي برمضان والعيد في البيت الأبيض

رام الله الإخباري

جاء شهر رمضان وانقضى دون أن يحتفي البيت الأبيض بإقامة إفطار أو احتفال لاستقبال عيد الفطر، كما كان التقليد لما يقارب العقدين من الزمن.

فاكتفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته بتهنئة المسلمين بمناسبة قدوم عيد الفطر لا أكثر.

وبحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، فإن العديد من موظفي البيت الأبيض السابقين، قالوا إنَّهم عادةً ما كانوا يبدأون في التخطيط لإفطار ينظمه الرؤساء "قبل شهورٍ من ميعاده"، ولم يتوقعوا أن تتمكن إدارة ترامب من القيام بشيءٍ مشابه قبل نهاية شهر رمضان. 

أول إفطار في البيت الأبيض

وترجع قصة الإفطار إلى عهد الرئيس الأميركي توماس جيفرسون، الذي اعتاد على دعوة السياسيين البارزين للانضمام إليه لتناول العشاء في البيت الأبيض، ودائماً ما كان العشاء يبدأ حينها في الثالثة والنصف مساءً، بعد وقتٍ قصير من انتهاء جلسة مجلس النواب أو مجلس الشيوخ لذلك اليوم.

ولكن تجمعاً عُقِدَ في 9 ديسمبر/كانون الأول من عام 1805، كان مختلفاً قليلاً، إذ جاء في نص الدعوة "إنَّ العشاء سيُقدَّم مع غروب الشمس بالضبط".

وكان العشاء قد نُظِّم على شرف مبعوثٍ تونسي إلى الولايات المتحدة، سيدي سليمان مليملي، الذي وصل إلى الولايات المتحدة قبل أسبوع، في خضم الصراع الحاصل بين الولايات المتحدة و"الساحل البربري"، الذي يعُرف اليوم بالمغرب العربي. وكان السبب وراء تأجيل موعد العشاء المعتاد هو حلول شهر رمضان.

وبعد مرور أكثر من مائتي عام، وفي المناقشات التي دارت حول الإسلام في قرننا الحديث، حاول جانبا النزاع استغلال قرار جيفرسون بتغيير الميعاد احتراماً للواجب الديني لمليملي لمصلحتهم الخاصة.

ويذكر المؤرخون أنَّ عشاء جيفرسون كان المرة الأولى التي يستضيف فيها البيت الأبيض إفطاراً رمضانياً. وقد أُشير إليه في احتفالات رمضان الأخيرة في البيت الأبيض أنَّه تجسيدٌ لاحترام أحد الآباء المؤسسين لأميركا للحرية الدينية، فيما عارض النقَّاد من أقصى اليمين توصيف عشاء جيفرسون، في 9 ديسمبر/كانون الأول 1805، بأنَّه كان إفطاراً رمضانياً.

وبغضّ النظر عمّا كان جيفرسون يتوقعه لمستقبل البلد الذي كان شاباً آنذاك، يبدو أنَّ التقليد الذي حافظ عليه البيت الأبيض طوال السنين الأخيرة، وهو الاحتفال بشهر رمضان بإقامة إفطارٍ رمضاني، أو الاحتفال بعيد الفطر، قد حانت نهايته.

ووفق ما ذكرت الصحيفة، فلم يستجب مسؤولو البيت الأبيض لطلبات التعليق على الموضوع، لكن في 24 يونيو/حزيران 2017، أصدر البيت الأبيض بياناً قصيراً من الرئيس ترامب والسيدة الأولى، مهنئين المسلمين بعيد الفطر.

وجاء في البيان: "في شهر رمضان، انضمَّ مسلمو الولايات المتحدة إلى باقي المسلمين في أنحاء العالم للتركيز على أفعال الإيمان وأعمال الخير، والآن، وبينما يحتفلون بعيد الفطر مع العائلة والأصدقاء، يحافظ المسلمون على تقليد مساعدة الجيران، ويتشاركون طعامهم مع جميع صنوف الناس. وخلال هذا العيد، نتذكر أهمية الرحمة، والعطف، والإحسان. وتُجدِّد الولايات المتحدة التزامها باحترام هذه القيم، جنباً إلى جنب مع المسلمين في سائر أنحاء العالم. عيدٌ مبارك".

وفي أواخر مايو/أيار، أفادت التقارير أنَّ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قد أعلن أنَّ وزارة الخارجية، على عكس التقاليد الحديثة، لن تستضيف احتفالاً باستقبال رمضان، كما فعلت سنوياً تقريباً لعقدين فائتين. 

وفي صباح السبت 24 يونيو/حزيران، أصدر تيلرسون أيضاً بياناً موجزاً يُعرب فيه عن "أفضل التمنيات لجميع المسلمين الذين يحتفلون بعيد الفطر".

وقال تيلرسون في البيان: "يتوِّج هذا العيد انتهاء شهر رمضان، وهو الشهر الذي يجد فيه كثيرٌ من الناس المعنى والإلهام في ممارسة عبادات كالصيام، والصلاة، والأعمال الخيرية. ويتيح هذا اليوم فرصةً للتفكير في التزامنا المشترك ببناء مجتمعاتٍ مسالمة ومزدهرة. عيدٌ مبارك".

وكانت تصريحات تيلرسون وترامب القصيرة تُمثل تناقضاً صارخاً مع أوباما، الذي أصدر بياناً طويلاً قبيل عيد العام الماضي، فضلاً عن الاحتفالات التي أُقيمَت في البيت الأبيض على مدار السنوات العشرين الماضية.

مذكرات جيفرسون حول حفل الإفطار

إذا كانت هناك أي أسئلة حول ما إن كان جيفرسون على علمٍ بالممارسات الدينية لمليملي، فإنَّ مذكرات الرئيس الأميركي السابق جون كوينسي آدامز التي جمعها ابنه ونشرها لاحقاً قد وضعت حداً لهذه التساؤلات، وفقاً لأوراق توماس جيفرسون التي جمعتها جامعة برينستون.

إذ قال آدامز، وكان وقتها عضواً في مجلس الشيوخ من ولاية ماساتشوستس، في مذكراته يوم 9 ديسمبر/كانون الأول 1805: "تناولت العشاء في منزل الرئيس على شرف السفير التونسي وسكرتيريه. ووفقاً لما جاء في الدعوة، كان العشاء عند غروب الشمس على وجه التحديد، إذ توافَق التاريخ مع شهر رمضان، وهو الوقت الذي يصوم فيه الأتراك (كانت تونس وقتها تحت سيادة الأتراك العثمانيين) إلى مغرب الشمس. لم يَصل السفير إلَّا بعد نصف ساعة من غروب الشمس، ومباشرةً بعد تحية الرئيس والحضور، أراد السفير الاسترخاء وتدخين غليونه".

في مذكراته، أخذ الرئيس السادس للولايات المتحدة يصف مليملي وهو منبهرٌ تماماً به، فقد لفت انتباهه كل شيء، بدايةً من رائحته، وكيف فاحت منه رائحة الزهور العطرة، إلى كيف اختلف مظهره عن غيره من "الأتراك": (كانت لحية مليملي طويلة، في حين كان للسكرتيرين المرافقين له شاربان فقط).

وقد وصف آدامز، ابن الرئيس جون آدامز، بعض التفاصيل حول ما كان يُقدَّم في العشاء نفسه، إلا أنَّ مليملي "تناول ما في الأطباق بحريةٍ دون الاستفسار عن طريقة طهيها"، وأنَّه بعد وقتٍ قصير من تناول الطعام، غادر إلى قاعة الاستقبال لتدخين غليونه مرة أخرى.

وكتب آدامز: "كانت تصرفاته راقية، لكننا جميعاً لم نتمكن من التحدُّث معه إلا بمساعدة المترجم".

وبالمقارنة مع غيرها من الأحداث التي وقعت في البيت الأبيض على مر العصور ووُثِّقت توثيقاً أكثر دقة، كانت التفاصيل التي ذُكِرَت عن هذا العشاء شحيحة. 


نقطة خلاف

لكن ما جهله جيفرسون هو أنَّ تغيير وقت الوجبة احتراماً لواجبات مليملي الدينية سيجعل من ذلك العشاء نقطة خلافٍ في نزاعات الثقافة الأميركية بعد مرور أكثر من مئتي عام.

لم يبدأ تقليد البيت الأبيض الحديث بالاحتفال برمضان عن طريق إقامة حفل استقبالٍ له أو تنظيم إفطارٍ جماعي إلا في عام 1996. 

ففي شباط/فبراير من هذا العام، استضافت السيدة الأولى وقتها هيلاري كلينتون نحو 150 شخصاً لحضور حفل استقبال عيد الفطر، الذي يُوافق نهاية الشهر الكريم.

وكانت ابنتها تشيلسي، التي كانت مراهقةً آنذاك، هي من عرَّف هيلاري بتعاليم الإسلام، فقد كانت تدرس التاريخ الإسلامي في مدرستها، وفقاً لتقارير استشهد بها موقع مسلم فويسز.

وصفت هيلاري كلينتون حفل الاستقبال بأنَّه "حدثٌ تاريخي، لكن متأخر"، وكان سابقةً للاحتفالات الدينية الإسلامية في البيت الأبيض حسبما ذكرت وكالة أنباء أسوشيتيد برس (ليس هناك أي معلومات تؤكد أو تنفي معرفة هيلاري بعشاء جيفرسون).

ووفقاً لأسوشيتد برس، تحدثت هيلاري عن الإسلام لضيوفها قائلةً: "سيساعدنا الفهم الأكبر لمبادئ الإسلام في وعينا الوطني على أن نكون دولةً قوية وثابتة. ما يحمله رمضان من قيم تشمل الإيمان، والأسرة، والمجتمع، والمسؤولية تجاه المعوزين، لها صدًى قوي عند جميع شعوب العالم".

واستمر هذا التقليد في عهد الرئيس جورج بوش الابن، الذي نظم عشاء إفطارٍ في كل سنة من فترة حكمه، بما في ذلك الإفطار الذي نظَّمه بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول الإرهابية بقليل، عندما كان الغضب تجاه الأميركيين المسلمين يتصاعد. وفي العشاء الذي أقيم عام 2001، في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، أكَّد بوش أنَّ أميركا تحارب الإرهاب، وليس الإسلام، وفقاً لتغطية صحيفة واشنطن بوست عندئذٍ.

إذ نقلت واشنطن بوست عن الرئيس الأسبق قوله: "يستفيد العالم بأكمله استفادةً مستمرة من هذا الدين وإنجازاته. ويُعَدُّ رمضان، وموسم العطلات من بعده، أنسب وقتٍ لكي يعرف الأشخاص من مختلف الأديان المزيد عن بعضها. وكلما تعلمنا، وجدنا أنَّ هناك كثيراً من الالتزامات التي نتشاركها على نطاقٍ واسع".

وبعد مراسم الحفل التي جرت في حديقة الورود بالبيت الأبيض، أعلن بوش عن هدفه المرجو من إقامته، قائلاً: "نحن أمة تتألف من العديد من الديانات". وحين سأله أحد الأشخاص ما إن كان شعوره هذا رمزياً، أجاب على الفور: "لا، إنَّه حقيقي".

وبعد مرور أكثر من 15 عاماً، لا يزال بإمكان شارلوت بيرز، التي شغلت منصب وكيلة وزارة الخارجية للدبلوماسية والشؤون العامة في عهد بوش، أن تتذكر مدى فاعلية الإفطار الدبلوماسي في إظهار احترام الولايات المتحدة للأديان كافةً.

وقالت شارلوت في حوارٍ صحفي حديث مع صحيفة واشنطن بوست: "كنا قد اتفقنا جميعاً أنَّه توجَّب علينا أن نصل إلى المسلمين المعتدلين، ونعترف بأنَّهم عانوا من نفس المخاوف التي كنا نعاني منها تجاه هذه الظروف. كان العشاء شديد الأهمية، وقد سمعت به جميع شعوب العالم. وكان رأيي الشخصي أنَّ هذا يؤكد إحدى الركائز التي جعلت من الولايات المتحدة دولة ناجحة، وهي حرية الأديان. شعرنا أنَّ العشاء كان في وقته تماماً".

ضجة أكبر


ولكن في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، بدأ عشاء الإفطار السنوي في البيت الأبيض يسبب ضجةً أكبر، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنَّ أوباما أحيا قصة عشاء جيفرسون في عام 1805 مع مليملي.

قال أوباما وسط تصريحاته في حفل إفطار البيت الأبيض عام 2010: "يُذِّكرنا شهر رمضان بأنَّ الإسلام كان دوماً جزءاً من أميركا. فقد استضاف الرئيس جيفرسون أول سفيرٍ مسلم في الولايات المتحدة، والذي كان تونسياً، وحدد ميعاد العشاء ليكون مع غروب الشمس، إكراماً لضيفه المسلم، إذ تصادف التاريخ وقتها مع شهر رمضان، ما جعل العشاء أول وجبة إفطار في البيت الأبيض، وذلك منذ أكثر من مئتي عام".

ذكر أوباما هذا العشاء التاريخي مرةً أخرى في إفطار عام 2012. ففي ذلك العام، أعدَّ المنظمون أيضاً عرضاً خاصاً لنسخة جيفرسون من القرآن الكريم بعد أن أعارتهم إياها مكتبة الكونغرس.

وقال أوباما: "وهذا يذكرنا، هو وأجيال من المسلمين الوطنيين في أميركا، أنَّ الإسلام، مثله مثل كثير من الديانات، هو جزء من قصتنا الوطنية".

وبحسب ما نقلته صحيفة واشنطن بوست عن تيرينس شوبلات، وهو أحد من كانوا يكتبون خطابات أوباما، أنَّه عاجزٌ عن تذكّر مَن طرح فكرة قصة عشاء جيفرسون أولاً. إذ قال: "أذكر أنَّنا فكرنا في أنَّها ستكون قصةً مثيرة للاهتمام، ومذهلة، وقوية. ولكن لا يمكننا مع ذلك أن نطلب من الرئيس ذكرها إلا لو كنَّا متأكدين مئة بالمئة من صحتها". 

ويتذكر شوبلات أنَّه استشار مؤرخين من مونتيسيلو بولاية فيرجينيا، مثل المؤرخ غاي ويسلون، الذي كتب مقالةً عام 2003 حول تعاملات جيفرسون مع ميلميلي، ويتذكَّر أيضاً العمل مع البيت الأبيض لتأكيد التفاصيل بشأن العشاء.

وكما توقع شوبلات، استغلت المدونات اليمينية المتطرفة تعليقات أوباما ضده، وأصرُّوا على أن جيفرسون لم يستضف إفطاراً، بل غيَّر ببساطة في موعد العشاء على سبيل المجاملة. وجاء في إحدى المدونات أنَّ جيفرسون لم يُغيِّر قائمة الطعام حتى، ولم يُغيِّر أي شيء، وذلك قبل أن تصف أوباما بأنَّه "مثيرٌ للاشمئزاز"، واتَّهمته بأنَّه يعيد كتابة التاريخ بقصد تحسين صورة الإسلام.

الحرية الدينية

ويقول المؤرخون إنَّ أكبر المشاكل التي تكمن في هذه المجادلات، أنَّها تتجاهل سمعة جيفرسون كشخصٍ دافع بشدة عن الحرية الدينية، مهما كانت آراءه تجاه ديانةٍ بعينها.

وقبل نحو 30 عاماً من عشاء 1805، كان جيفرسون قد صاغ قانون فيرجينيا للحرية الدينية، الذي كان يعتبره من أرقى أعماله. ووصف جيفرسون الاعتراض المبدئي على مشروع القانون المقترح، بجانب أهمية تمريره عام 1786 في سيرته الذاتية قائلاً:

"كنتُ قد أعددتُ، بكامل قواي العقلية والذهنية، القانون المقترح من أجل تحقيق الحرية الدينية، والذي كانت مبادئه، إلى حدٍّ ما، قد سُنَّت من قبل. واجهتُ مع ذلك معارضةً، لكن بعد أن أضفتُ بعض التعديلات على مقدمته، تمكنتُ من تمريره في النهاية. وقد أثبت اقتراحٌ فردي أنَّ حماية الرأي يجب أن تكون مكفولة للعالم أجمع. إذ كانت مقدمة القانون تُعلِن أنَّ الإكراه يُعَدُّ خروجاً عن حذو مؤسس ديننا المقدس، وقد اقترح أحدهم تعديلاً بإدخال عبارة "المسيح عيسى"، ليصبح نصها: "الخروج عن حذو المسيح عيسى، مؤسس ديننا المقدس"، لكن رفضت الأغلبية هذا الاقتراح، وهذا دليل على أنَّهم كانوا يريدون للقانون أن يشمل تحت مظلته جميع الناس، بما في ذلك اليهود وغير اليهود، والمسيحيين، والمسلمين، والهندوس، والكافرين بكل الأديان".

وقال سكوت هاروب، أستاذ اللغات والثقافات الشرق أوسطية والجنوب آسيوية في جامعة فيرجينيا، إنَّ تأخير جيفرسون موعد العشاء عدة ساعات هو إشارة إلى احترامه للحرية الدينية، رغم أنَّه تعرَّض للانتقاد على نطاقٍ واسع حينها لاستقباله المبعوث التونسي. 

ويقول المؤرخون والموظفون السابقون بالبيت الأبيض إنَّ هؤلاء الذين يُصِّرون على أنَّ جيفرسون لم يُقِم إفطاراً في البيت الأبيض، حتى لو كان قد فعل ذلك عمداً بالفعل، مدفوعاً بروح الحرية الدينية، لا يفهمون ما هو الإفطار الرمضاني. ومثلما لا يتناول المسيحيون بالضرورة الديك الرومي المشوي، أو شراب البيض، للاحتفال بمولد المسيح، لا يحتاج المسلمون كذلك إلى قائمة طعامٍ معينة لكسر صيام رمضان وتناول طعام الإفطار. 

وعلَّق زكي برزنجي، أحد المديرين المساعدين البارزين في البيت الأبيض وقت إدارة أوباما، وأحد من ساعدوا في التخطيط لآخر احتفالات الإدارة بشهر رمضان، على ذلك الأمر قائلاً: "الإفطار هو أن يكسر الناس صيامهم. إن كسروا صيامهم في البيت الأبيض، فهذا إفطار. إن كنتُ مع مجموعةٍ من الأصدقاء غير المسلمين، وتناولنا الطعام في وقتٍ متأخر، وكسرتُ صيامي وأنا معهم، فعملياً كان هذا الطعام إفطاراً أيضاً".

ويتفق مع ذلك المؤرخ جون راغوستا، مؤلف كتاب "Religious Freedom: Jefferson’s Legacy, America’s Creed". ويقول إنَّ من يزعمون أنَّ عشاء جيفرسون عام 1805 لم يكن إفطاراً يلعبون "لعبةً صبيانية بدلالات الألفاظ".

وأضاف: "ها هو السفير، ضيفٌ مُكرَّم. وحُدِّدَ موعد العشاء خصيصاً بعد غروب الشمس لضيافته. نعم، يبدو الأمر لي كإفطار. فقد كسر الصيام خلال رمضان مع شخصٍ مسلم".

وقالت رومانا أحمد، التي ساعدت في التخطيط لعدة إفطارات بالبيت الأبيض واحتفالٍ واحد بالعيد خلال إدارة أوباما، إنَّه من المؤسف أن ينتهي ذلك التقليد في عهد ترامب.


وأضافت: "إن نظرتَ إلى موعد بدء هذا التقليد وكيف تطوَّر، لقد كان نوعاً ما رداً على نقاشاتٍ تجري على الصعيد الوطني وفي مجتمعنا".

هاف بوست عربي