رام الله الإخباري
بعد النجاح اللافت الذي حققه مسلسل الهيبة في الحلقات التي عرضت منه حتى الآن، وتحقيقه نسباً عالية من المشاهدة، وتفاعل الجمهور العربي معه ومع بطله تيم حسن "شيخ الجبل"- كان لا بد من الإضاءة على هذا العمل.دراما رمضان لعام 2017 قدمت الثنائي تيم حسن ونادين نجيم بصورة مختلفة؛ فبعد مسلسلي "نص يوم" و"تشيلو" الهادئين جاء مسلسل الهيبة ليكسر النمط الذي عُرفا به أمام الجمهور، من خلال بيئة مشتعلة تشهد عدة صراعات.
فالمسلسل الذي تدور أحداثه حول عليا (نادين نجيم) التي تعود لدفن زوجها في قريته على الحدود السورية-اللبنانية بعدما كانا يعيشان بكندا، تواجه مشكلة مع أهل زوجها الذين يرغبون في الاحتفاظ بحفيدهم وإجبارها على الزواج بشقيق زوجها (شيخ الجبل) الذي يلعب دوره تيم حسن، لتكتشف لاحقاً أن العائلة تتاجر بالأسلحة والحشيش.
1- هل الشخصية والقصة مكررتان؟
شبّه ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي قصة شيخ الجبل بقصة تاجر الحشيش المعروف في الأوساط اللبنانية نوح زعيتر؛ إذ تتشارك الشخصيتان الاتجار بالممنوعات والمرافقة المسلحة والألقاب الجبلية، كما أن كلتا الشخصيتين مطلوب للعدالة، ويساعد قريته من النقود التي يجنيها من تجارته.
فزعيتر يعيش في قرية الكنيسة على سفح سلسلة جبال لبنان الغربية التي تفصل منطقة البقاع عن منطقة الأرز في الشمال، ولا يتحرك دون حراسه الـ14 المزودين بالأسلحة الرشاشة وسيارات دفع رباعي ويحملون أسماء كـ"بن لادن" و"النمر" "العقرب".بينما قارن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بين العمل الجديد ومسلسل "جبل الحلال" للراحل محمود عبد العزيز وفيلم "الجزيرة" للممثل المصري أحمد السقا.
2- يهز هيبة الدولة وينشر قيماً مرفوضة
رأى بعض المتتبعين لمحتوى المسلسل أنه محرِّض على الخروج عن سلطة الدولة، والتعاطف مع شخصيات لا تخضع للقانون ولا تعترف به، فما من متابع للعمل إلا وتعاطف مع العائلة الحاكمة للقرية وأحب طقوسها وسطوتها، حتى إن الشباب العربي أُعجبوا بمظهر شيخ الجبل وتصرفاته وراحوا يقلدونها، وهو ما لم يعجب البعض.
قال المخرج السوري لؤي بيرقدار: "اليوم بسبب هالأنواع من الأعمال، في كتير عالم مبسوطة انو هي حاملة سلاح ومطلوبة للدولة".بينما عبرت الكاتبة اللبنانية منى طايع عن رأيها فيه، فقالت: "شو الرسالة اللي بدو يوصلها كاتب مسلسل الهيبة، رجل خارج عن القانون قاتل مهرب سلاح بيتحدى الدولة والقوانين والدول الأجنبية، وعم يمشي بقانون العشاير، شي مستفز، نحن بالقرن الواحد والعشرين!".
3- فخ اللهجات :
انتقد العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان لهجة تيم حسن السورية في دوره، مبينين أنه لم يراع لهجة المكان الذي تدور فيه أحداث المسلسل، فرغم وجود عشرات الأعمال التي تجمع ممثلين عرباً من دول مختلفة، فإن دور شيخ لعشيرة ما يتطلب إتقان لهجتها.
يضاف إلى ذلك أن أهالي القرية ذاتها يتحدثون لهجات مختلفة، وهذا ما يستحيل حدوثه في بيئة متحفظة كتلك التي تدور فيه الأحداث.كما أن الطفل الذي وُلد في كندا وعاش فيها لم يطلق كلمات إنكليزية تعكس ذلك، بخلاف أمه التي كانت تفعلها بين الحين والآخر.
الكاتب يدافع عن العمل ويدعم أبطاله
وفي تصريح لموقع الفن، قال كاتب العمل هوزان عكو عما إذا كانت شخصية جبل مستوحاة من قصة زعيتر: "لا أبداً، كثر سألوني عن هذا الموضوع، نحن لم نقتبس القصة من أي شخص، والهيبة ليست إسقاطاً لأي مكان، المشاهدون لهم مطلق الحرية أن يقوموا بإسقاط أي مكان على الهيبة أو أي شخصية على جبل شيخ الجبل".
أما في سؤاله عن أداء أبطال المسلسل، فقال: "تيم حسن رفع الشخصية إلى حدّها الأقصى، أداؤه كتابة فوق الكتابة، وأخذ الشخصية إلى مكان أبعد، ونادين نجحت في تقديم شخصية عليا على أكمل وجه، لدرجة أنّ الجمهور لم يعد يميّز بين عليا ونادين".
بينما رد على اتهامات النقاد بأنه يلمع صورة المطلوبين للعدالة، قائلاً: "الحكم على شخصية تتطور خلال العمل يحتاج لبعض التروي، الشخصيات لا تثبت في مكانها، وكل الشخصيات والأحداث ستتطور". وأضاف: "منذ البداية، أكدنا أننا لا نتحدث عن العصابات والسلاح؛ بل نتحدث عن عائلة، ظروفها وبيئتها تتخلل هذه الأجواء..هم بالتأكيد تجّار.. لكننا نقدم الصورة كاملة والحكم للجمهور. قد يأخذ المشاهد شخصية جبل بطريقة جيدة وطريقة سيئة، وليس دورنا توجيه الناس".
هاف بوست عربي