انتهت الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين اسرائيل ونيوزيلاندا في اعقاب قرار مجلس الامن 2334 ضد المستوطنات، الذي كانت نيوزيلاندا احد الدول التي دفعته للتصويت. وقال ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ان اسرائيل ستعيد خلال الأيام القريبة سفيرها الى العاصمة ويلينغتون بعد ستة أشهر من غيابه عنها.
وقال مسؤول اسرائيلي كان مطلعا على اتصالات المصالحة مع نيوزيلاندا انه خلال الأشهر الثلاثة الاولى بعد التصويت في مجلس الامن على القرار ضد المستوطنات، كانت العلاقات بين البلدية شبه جامدة تماما. ومقابل اعادة السفير الاسرائيلي الى القدس، امتنع السفير النيوزيلندي، الذي يدير شؤون بلاده في اسرائيل من مكتبه في تركيا، عن زيارة اسرائيل بتاتا بعد التوضيح له بأنه لن يتم استقباله من قبل أي مسؤول حكومي.
واضاف انه بعد ثلاثة أشهر بدأت اتصالات اولية بين الدولتين بمبادرة من نيوزيلاندا. وأوضحت اسرائيل انه في ضوء سلوك نيوزيلاندا منذ بداية الأزمة، ساد الانطباع بأن حكومة ويلينغتون ليست قلقة بتاتا ازاء وضع العلاقات وليست معنية بتحسينها.
ولكن الاختراق نحو المصالحة جاء في بداية مايو/ايار، عندما استقال وزير الخارجية النيوزيلاندي موري مكولي، الذي كان أحد الذين دفعوا القرار في مجلس الامن. وقام الوزير الجديد جاري براونلي بمجرد تسلمه لمنصبه بكتابة رسالة الى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بمناسبة يوم استقلال اسرائيل، أعرب فيها عن رغبته بتحسين العلاقات.
وبعد تلك الرسالة بدأت اتصالات مكثفة بين وزارتي الخارجية حول انهاء الازمة، وجرت محادثات شبه يومية وتبادل رسائل الكترونية مع حكومة ويلينغتون.وعرضت اسرائيل مطلبين رئيسيين – فهي لم تطلب اعتذار نيوزيلاندا لكنها طالبت الحكومة بالإعراب عن ندمها على دفع مشروع القرار للتصويت، وان تغير طابع سلوكها ازاء اسرائيل في مؤسسات الامم المتحدة وخاصة في التصويت ضد اسرائيل.
ولم توافق نيوزيلاندا على ابداء الندم على حقيقة دفع القرار ضد المستوطنات، لكنها اعربت عن استعدادها لتقبل نص أخف. وبعد تبادل مسودات لنصوص مقترحة طوال عدة اسابيع، تم الاتفاق على ان تبدي نيوزيلاندا ندمها على الضرر الذي لحق بالعلاقات مع اسرائيل نتيجة القرار ضد المستوطنات. وطلبت نيوزيلاندا ان يتم الاعراب عن الندم امام مستوى مهني رفيع، كالمدير العام للوزارة، لكن اسرائيل اصرت على ان يتم ذلك على مستوى سياسي رفيع. ووافقت نيوزيلاندا على ذلك، وجرت محادثة هاتفية بين رئيس الحكومة بيل اينغليش ونتنياهو، ومن ثم تم ارسال رسالة بالنص المتفق عليه بين الطرفين.
وقال المسؤول الاسرائيلي انه على الرغم من عدم التزام نيوزيلاندا امام اسرائيل بشأن سلوكها في موضوع اسرائيل في مؤسسات الامم المتحدة، فقد طرأ منذ بداية اتصالات المصالحة، تغيير في شكل تصويتها، حيث لم تصوت نيوزيلاندا ضد اسرائيل خلال الاشهر الاخيرة. وبناء على الاتفاق قررت اسرائيل اعادة سفيرها الى نيوزيلاندا.كما قرر نتنياهو في الأسبوع الماضي، اعادة السفير الى السنغال، في اعقاب اجتماعه بالرئيس السنغالي خلال قمة ECOWAS في ليبيريا. وكانت اسرائيل قد اعادت سفيرها ايضا بسبب دور السنغال في دفع قرار مجلس الامن ضد المستوطنات.