رام الله الإخباري
“عاموس هارئيل”، المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس” العبرية كتب عن أزمة السعودية وقطر “الأزمة الحادة بين السعودية وقطر قد يكون لها تأثيرات في منطقة أخرى قريبة من إسرائيل، ألا وهي منطقة قطاع غزة”.وعن دور قطر بالنسبة لحركة حماس وقطاع غزة، قال الصحفي الإسرائيلي:
قطر كانت الداعم الرئيس لحكم حركة حماس في قطاع غزة في السنوات الأخيرة في ظل تدهور العلاقات بين حماس ومصر بعد انقلاب الجنرالات على حكم الإخوان، وابتعاد إيران عن حماس في أعقاب الخلاف السني – الشيعي حول الحرب في سوريا، ناهيك عن تراجع الدور التركي في قطاع غزة في أعقاب اتفاق المصالحة التركي الإسرائيلي.
الإمارة الصغيرة في الخليج استمرت في مساعدة حماس، وساعدت في توفير الموارد اللازمة في قطاع غزة، والسفير القطري في غزة يعتبر ممثل بلاده في مناطق السلطة، ويمكن اعتباره بشكل أو بآخر وسيط غير رسمي بين حماس والإسرائيليين والسلطة الفلسطينية، والسفير القطري علاقاته ممتدة من إعادة اعمار غزة بعد حرب 2014 وحتى الاستطلاع حول صفقة تبادل أسرى ممكنة.
دور قطر لم يقتصر على المساعدات المالية لحركة حماس، بل منحت الإقامة لأعضاء المكتب السياسي للحركةـ ولجزء من قياداتها العسكرية برئاسة صالح العاروري، في الأيام الأخيرة اضطرت قطر للطلب من العاروري وآخرين من قيادة حماس العسكرية ترك الدوحة.
الضغوطات التي تتعرض لها قطر من قبل دول الخليج ومصر قد يدفع بها لتقديم تنازلات، ومثل هذه التنازلات ستكون حركة حماس من أول المتضررين من هذه التنازلات، وفد حركة حماس الذي يزور القاهرة حالياً كان يفترض أن يسافر لقطر، إلا أن الأزمة الجديدة أمسكت به في القاهرة التي أوقفت طيرانها للدوحة.
في ظل هذا الواقع على قيادة حركة حماس المتمثلة بالسنوار وهنيه وخالد مشعل البحث عن خطوات جديدة في ظل احتمال قيام مصر والسلطة الفلسطينية بتشديد الخناق على قطاع غزة، فمصر حتى الآن ترفض فتح معبر رفح الذي يعتبر المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة.
بالتزامن مع أزمة قطر، السلطة الفلسطينية قامت بعدة خطوات قللت من نشاطها الاقتصادي في قطاع غزة، فهي خفضت رواتب الموظفين، وأوقفت رواتب أسرى محرري صفقة “وفاء الأحرار”، وخفضت من دعمها لأثمان الطاقة الكهربائية في قطاع غزة.
في المقابل سيكون من الصعب على حكومة “نتنياهو” سد النقص المالي الناتج عن تخفيض السلطة لمخصصات الكهرباء، فأمر كهذا سيفهم في دولة الاحتلال الإسرائيلي بمثابة خضوع لحركة حماس.
تخفيض كمية الطاقة الكهربائية ستؤثر على مستوى الحياة اليومية لسكان قطاع غزة، وتؤثر على جودة مياه الشرب في القطاع، ناهيك عن التسبب في تلوث مياه البحر الأبيض المتوسط مما سيؤثر على المستوطنين جنوب فلسطين المحتلة.
تفكير حركة حماس في المواجهة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة سيكون بمثابة هراء على حد تعبير الصحفي الإسرائيلي، ولكن السؤال، هل سيفكر الشخص القوي في قطاع غزة يحيى السنوار وشريكه في الذراع العسكري محمد ضيف بالضبط كما هو تفكير الجانب الإسرائيلي.
ضابط رفيع في جهاز الشاباك الإسرائيلي قال عن قائد حماس في قطاع غزة:
” رؤية السنوار تشكلت في السجون الإسرائيلية التي قضى فيها 20 عاماً، وهو يفهم بعمق المجتمع الإسرائيلي، واعتقد إنه يفهم باليهودية أكثر مني ومنك، ولكن درجة العداء الأيدلوجي لديه عميقة، ولديه إيمان بطريق المواجهة العسكرية”.
تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة يقلق المستوى الأمني الإسرائيلي في الفترة الأخيرة، وهذا ما دفع نحو نقاش موسع لإمكانية اندلاع مواجهة عسكرية في الصيف القادم، يمكن منع مثل هذه المواجهة، ولكن حماس بدأت تلعب بالنار.
اللعب بالنار تجلى من خلال تنظيم مظاهرات كبيرة في القطاع، والتحريض على المواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي على الجدار الفاصل على حدود قطاع غزة مع إنها كانت تمنع مثل هذه المواجهات خلال الشهور الماضية.
ترجمة محمد ابو علان